رغم النقص الكبير الذي يعانيه في مادة اللغة العربية بحكم أنه كان يعيش في الخارج، إلا أن ذلك لم يكن عائقا أمام السجين المدعو ''ب.ح''، يحول دون تحقيق حلم نيل شهادة البكالوريا، حتى وإن كان قد تجاوز سن الشباب، حيث اضطر إلى الدراسة في صفوف محو الأمية، ليكلل مجهوده بالنجاح في امتحان شهادة البكالوريا حيث تحصل على معدل 12,29. قد تكون قصة السجين ''ب.ح'' مع اللغة العربية وشهادة البكالوريا أقرب إلى الطرائف منها إلى الحقيقة والواقع، وقد تكون ضربا من الخيال لدى العامة من الناس، لكنها الحقيقة التي اكتشفتها ''النهار'' لدى الزيارة التي قادتها إلى المؤسسة العقابية بسطيف أمس، أين كان لها لقاء مع مجموعة من المساجين من الذين حازوا على شهادة البكالوريا خلال الدورة الماضية بمعدلات مشرفة. بدأت قصة السجين ''ب.ح'' مع التحصيل العلمي قبل سبع سنوات، أي بعد أن حكم عليه مجلس قضاء سطيف بالسجن لمدة 15 عشر سنة، ولأن المدة طويلة وظروف التحصيل العلمي في المؤسسة العقابية التي يمكث بها الآن مواتية، قرر هذا الأخير أن يسلك مسلك المثابرة والكد والجد لغرض التحصيل العلمي، ورغم جهله بأبسط قواعد اللغة العربية، إلا أن ذلك لم يكن عائقا يحد من عزيمته نحو الهدف الذي سطره لنفسه، حيث اضطر إلى الدراسة في صفوف محو الأمية ليزاول بعدها دراسته في الطور المتوسط عن طريق دروس المراسلة، حيث لم يتمكن من نيل شهادة التعليم المتوسط في السنة الأولى، ورغم ذلك فإن الفشل لم ينل منه، ليسجل مرة أخرى من أجل اجتياز شهادة التعليم المتوسط، إلا أن الحظ لم يحالفه حتى وهو يجرب حظه مرة ثانية، ولم يستسلم السجين ''ب.ح'' للفشل بل قرر إعادة الكرة للمرة الثالثة، ليظفر في الأخير بشهادة التعليم المتوسط بعد كد وجد وصبر طويل، التحق بعدها بالطور الثانوي، ليكمل دراسته الثانوية من خلال دروس المراسلة أو ما يسمى بدروس التعليم عن بعد، حيث تمكن من الظفر بشهادة البكالوريا بمعدل 12 من 20 في شعبة العلوم الإنسانية، تتصدر نتائج المواد التي امتحن فيها معدل الفلسفة، حيث تحصل على علامة 2015، وهي علامة صعبة المنال بالنظر إلى التعقيد الذي يميز المقال الفلسفي والفلسفة بشكل عام، ليعطي هذا الأخير صورة عن السجين وصورة أخرى عن السجن، ليجسد مقولة: ''لا يوجد صعب ولا سهل في هذه الدنيا، فالسهل يصعب إذا تكاسلنا عليه والصعب يسهل إذا اجتهدنا من أجله''. شاب من براقي يعتدي على شرطي بالضرب والعض مثل، أمس، شاب في 25 من العمر من منطقة براقي، للاستئناف في الحكمين الصادرين في حقه عن محكمة الحراش بعد متابعته بتهم التهديد، محاولة إبعاد فتاة والاعتداء عليها والتعدي على أعوان القوة العمومية أثناء أداء مهامهم، والذي قضى عليه بعامين حبسا نافذا في القضية الأولى، وثلاث سنوات حبسا نافذا في القضية الثانية، نظرا لخطورة الوقائع، خاصة وأن صحيفة السوابق العدلية للمتهم في القضية حافلة بمختلف الجرائم. القضية تعود وقائعها إلى بداية السنة الجارية، بعد تلقي عناصر الأمن نداء من شابة تعرضت إلى محاولة اختطاف بعد الاعتداء عليها بالضرب من طرف المتهم، وبعد توجه رجال الأمن إلى منزل هذا الأخير لإلقاء القبض عليه أبدى مقاومة عنيفة ودخل في مناوشات معهم، أين اعتدى على أحد الأعوان من خلال عضه في مناطق مختلفة من جسمه، وحول بعدها مباشرة إلى العدالة.