جدد الشيخ شمس الدين بوروبي الداعية الجزائري والرئيس السابق ل"الجمعية الخيرية الإسلامية"، مواقفه المناوئة للتيار السلفي في الجزائر، مؤكدا في ذات الصدد بأن "السلفية" هي صنيعة المخابرات البريطانية التي سلمتها بعد ذلك للمخابرات الأمريكية، بهدف ضرب الصحوة الإسلامية. وبدا جليا من أجوبة الشيخ على أسئلة "الإسلاميون.نت" أنه لا فرق لديه بين "السلفية العلمية" و"السلفية الجهادية"، برغم أن شيوخ "السلفية العلمية" نددوا بالعنف والإرهاب، مشيرا إلى أن هؤلاء "لم ينددوا بالإرهاب إلا عندما تيقنوا أنه يستحيل قيام دولة سلفية في الجزائر، بعد انتصار الجيش والشعب الجزائري على الإرهاب"، مؤكدا أيضا أنه لا مستقبل لهذا التيار في الجزائر. وقل بوروبي أنه يجب التفريق يفرق بين السلف والسلفية "فنحن نحترم السلف ونقلد السلف وأئمتنا هم أئمة السلف رضي الله عنهم، ولكن السلفية التي نتحدث عنها، هي سلفية استخباراتية صنعتها المخابرات البريطانية، وسلمتها للمخابرات الأمريكية، بهدف تكسير الصحوة الإسلامية، وتغيير مسارها، وبعد أن كانت الصحوة الإسلامية تعمل لإقامة حكم الله في الأرض، أصبحت اليوم تدعو للحفاظ على عروش الظلمة". وقال بوروبي ان "رئيس أنصار السنة في مصر، ومن مؤسسي السلفية في هذا البلد، كان يسمي التابعي الجليل الذي كان يقلده ثلثا المسلمين بأبي جيفة، والسلفية عندنا (في الجزائر) يسمون الإمام مالك بالإمام الهالك، لقد ضللوا الإمام بن باديس، وضللوا الإمام الشعراوي، وضللوا الإمام حسن البنا، وكفروا السيد قطب، وضللوا الشيخ البوطي، وضللوا الشيخ الصابوني، وضللوا الشيخ الكبيسي، وضللوا أبوغدة، وضللوا عبد الحميد كشك واتهموه بالطرقية..". ويضيف بوروبي أن "السلفية ليسوا شيئا واحدا، فهم حاليا حوالي 280 طائفة، اتفقوا على شيء واحد واختلفوا في كل شيء، اتفقوا على تضليل بعضهم البعض، هذا الأمر محل اتفاق بينهم، واختلفوا في كل شيء، قالوا يجب أن نلغي المذاهب الأربعة كي نوحد الأمة على الكتاب والسنة، العجيب أنهم أنشئوا لنا اليوم مئات المذاهب، بعدما كان المغرب العربي متحدًا على مذهب الإمام مالك، الآن نرى مئات الطوائف، فأين توحيد الأمة هذا الذي زعموا"؟ وضاف بوروبي أن السلفية مخادعون محذرا من الاعتقاد بأنهم نددوا بالإرهاب، "هم نددوا بالإرهاب عندما تيقنوا أنه يستحيل قيام دولة سلفية، لما انتصر الجيش والشعب الجزائري في معركة الإرهاب، حينها بدأنا نسمع بفكرة التنديد بالإرهاب، بدليل أن الألباني له فتوى يكفر فيها حكام الجزائر، فلما كفر حكام الجزائر، أعطى تغطية شرعية للأعمال الإرهابية، العجيب أنه بعد حوالي 13 سنة، وبعد أن هزم الشعب الجزائري الإرهاب، سمعنا الألباني في التلفزة الجزائرية يندد بالإرهاب، فلماذا لم يندد عند بداية الإرهاب كما فعلنا نحن؟ وكما فعل علماؤنا أهل السنة والجماعة، وكما فعل الشيوخ والأئمة. ونفى بوروبي تحامله على السلفية قائلا: "لا نتحامل، إذا كان المقصود بالسلفية هو فهم الكتاب والسنة وفق فهم السلف، فأتباع الأئمة الأربعة يفهمون الكتاب والسنة بفهم السلف، ولذلك تتعجب إذا قلدت مالكا لا تسمى سلفيا، أما إذا قلدت الألباني أو ابن العثيمين أو ابن باز تسمى سلفيا، أليست هذه بدعة"؟ واضاف "عندما أقول السلفية، أنا لا أقصد السلف الصالح، وإنما أقصد هذه الطائفة التي أنشأتها المخابرات البريطانية، هذه الطائفة التي رضي عنها الاستعمار، كيف تتصورون أن الدعاة يطاردون في كل أنحاء العالم، بينما أوروبا وأميركا تمنح إقامات وملاذا آمنا لمشايخ هذا التيار السلفي، مثلا أين يعيش أبو قتادة وغيره؟ هؤلاء كلهم عندهم جنسيات بريطانية وأميركية، وحتى مواقع الإنترنت كلها مواقع موجودة في أميركا، من الذي يمول هذا التيار السلفي الذي يدعو إلى طاعة الحكام، الذين تنصبهم أميركا، وكل من تغضب عليه أميركا يحارب، فلماذا ضللوا سيد قطب؟ ولماذا ضللوا كل العلماء العاملين؟ فكل من ترضى عنه أمريكا يرضى عنه السلفيون، وكل من لا ترضى عنه أمريكا يحاربه السلفيون".