مع بداية شهر رمضان المعظم ارتأينا أن نستطلع أحوال مئات العمال من الجزائريين والأجانب خاصة عبر ورشات شركة ''كوجال'' لإنجاز الطريق السيار بولاية الطارف. وقد تمكنا من الدخول إلى قاعدة الحياة وغيرها من الورشات المجاورة بحجة البحث عن مسؤولين لنتمكن من رصد كل حركة خلال فترة النهار، أين تفاجأنا بالتزام غير معهود لليابانيين الذين يبدو من خلال تصرفاتهم أنهم صائمين كغيرهم من الجزائريين، حيث استغنوا عن الدخول إلى المطاعم لتناول وجبات الغذاء المألوفة يوميا كما وجد بعض اليابانيين يختفون خلف المكاتب لاستهلاك سجائرهم في محاولة للتخفي عن أنظار الجزائريين بحكم صيامهم الشهر وامتعاضهم من منظر تكسير حرمة رمضان، وهو ما تفاداه اليابانيون احتراما لقداسة رمضان وخلال يومين كاملين لم نعثر على ياباني واحد يأكل أو يشرب أو يدخن علنا، وهي الظاهرة التي استحسنها الجزائريون وزادت من احترام أبناء ساموراي الذين يبيح لهم التشريع الجزائري راحة الغذاء في أيام رمضان إلا أنهم لم يستغلوها تماما واعتبروا أنفسهم رعايا من البلد الأم.على خلاف ما لاحظناه وشاهدناه في الفيليبينيين، فإن عدد من الأشخاص من ذوي الجنسية الفيليبينية رأيناهم يتناولون الأكل نهارا جهارا ويدخنون أمام الملأ تحت أعين الجزائريين الذين تساءل بعضهم في لقائهم بنا عن سر الاختلاف بين هؤلاء اليابانيين، حيث أن الفيلبين دولة إسلامية وأن عمالها وإطاراتها بشركة كوجال لا يترددون عن الأكل في رمضان دون مراعاة مشاعر الجزائريين الذين أبدوا استياءهم لتصرفات الفيليبينيين من داخل الورشات كما سردوا لنا قصصا مثيرة عن بعضهم.من جهة أخرى، فإن عددا من الجزائريين شاهدناهم يغيرون من نمط العمل ويركنون إلى الراحة بتنقلهم عبر أماكن عدة أين يتوفر الظل وبعيدا عن أنظار مراقبي الورشات بعد إبداء مظاهر الإرهاق والملل، سيما وأن درجات الحرارة مرتفعة بداية الشهر مما قلل من مردود الجزائريين خاصة العاملين على مستوى الورشات، بينما وجد السائقون فرصة التنقل وقضاء الوقت حسب ما صرح لنا به أحدهم أنه وجد فرصة كبيرة في التنقل اليومي والحركة، حيث لا يكاد يشعر بساعات اليوم حتى يجد نفسه وقت الإفطار.