أمير المجموعة يعمل في مطار هواري بومدين وله بطاقة دخول إلى أرضية المطار أودع وكيل الجمهورية لدى محكمة عبان رمضان بمجلس قضاء الجزائر العاصمة، الأسبوع الماضي، مجموعة مسلحة تنشط تحت لواء تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وتضم أربعة أشخاص كانوا يخططون لتفجير طائرة بمطار هواري بومدين الدولي وأيضا اختطاف رجل أعمال جزائري لمساومته بمبالغ مالية باهظة تستعمل في تمويل تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي". وحسب مصادر قضائية تحدثت ل "النهار" فإنه يوجد من بين أفراد المجموعة المسلحة تقني يعمل في مطار هواري بومدين الدولي بينما يوفر له باقي أفراد هذه المجموعة السند في تمكينه من تنفيذ مخططاته الإجرامية سواء على مستوى مطار هواري بومدين الدولي في الهدف المتعلق بتنفيذ التفجير ضد الطائرة وأيضا على مستوى اختطاف رجل أعمال بمنطقة قريبة من المطار. وحسب أحد المحامين فإن الاعترافات التي سجلت على أفراد المجموعة وخاصة العون التقني بمطار هواري بومدين الدولي تكشف خطورة الاعتداءات التي كان يجري التحضير لها في الأسابيع الأخيرة على مستوى مطار الجزائر والتي كانت ستتسبب في اعتداء إجرامي كبير يضر بصورة الجزائر في الخارج. وأضاف المصدر القضائي أن مسئول هذه المجموعة المسلحة عون تقني يشتغل بمؤسسة خاصة متعاقدة مع شركة الخطوط الجوية الجزائرية في مجال صيانة الطائرات، حيث تبين أن هذا الشخص كان في مرحلة الاستعلام ورصد الأهداف لتنفيذ عملية إجرامية ضد طائرة باستعمال قنبلة محمولة على شكل صفيحة لا يتجاوز وزنها 1كلغ كان سيضعها تحت الطائرة من اجل تفجيرها لأهداف استعراضية. وأثناء تقديمه أمام وكيل الجمهورية اعترف مسؤول المجموعة المسلحة أنه كان رفقة مساعديه يحضرون فعلا من أجل تفجير طائرة دون تحديد هوية الشركة التي تستغل هذه الطائرة وأيضا التحضير لاختطاف رجل أعمال ومساومته على فدية بمبالغ مالية ضخمة. والمثير أن مسئول الخلية الانتحارية يملك بطاقة دخول منحتها له شرطة الحدود لمطار هواري بومدين بعد أن أودعت المؤسسة الخاصة التي توظفه ملفا من اجل الحصول على رخصة المرور في إطار القوانين المتبعة. وكشف أحد المحامين ل"النهار" أن هذا الشخص له سوابق عدلية لكن رغم ذلك تمكن من الحصول على رخصة الدخول للمطار حيث يعتقد أن خطأ تقني وقع خلال فحص ملف المعني مثلما أكد ذلك المصدر القضائي. وقد عمد تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" هذه المرة إلى التخطيط لتفجير الطائرة بواسطة قنبلة محمولة، وتأتي هذه المحاولة بعد فشل سلسلة المحاولات التي قام بها التنظيم الإرهابي لتسريب سيارة انتحارية للعاصمة في محاولة لإحداث صدى إعلامي جديد بعد اعتداءات 11 ديسمبر الماضي. ولاحظ محللون أن فشل هذه الخطة الجديدة لضرب بقوة هدف آخر بتقنية جديدة يعتبر محاولة لتوظيف الإمكانيات البشرية المتوفرة لدى التنظيم المسلح وخاصة التقني الذي تم تجنيده بقوة المال والإغراء لإحداث المفاجأة التي أحطبتها أجهزة الأمن بفضل اليقظة الكبيرة. وتعكس اللجوء إلى محاولة تفجير الطائرة بواسطة صفيحة متفجرة فشل محاولات تسريب سيارات انتحارية إلى جهة مطار هواري بومدين بعد الإجراءات المشددة والحواجز الأمنية المكثفة التي طوقت المدخل لفرض الخناق ومنع أي احتمال لتسلل الجماعات الإرهابية خاصة وأن مطار هواري بومدين الدولي جاء ضمن قائمة النقاط الحساسة السبع التي ينوي تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" تنفيذها بعد قصر الحكومة والمجلس الدستوري ومقر المفوضية السامية، التي أودت بحياة العديد من الأبرياء والمدنيين.