نفى سفير الجزائر بمصر وممثلها الدائم بجامعة الدول العربية أن يكون قد تمّ إبلاغه بحالات اعتداء جسدي على الرعايا الجزائريين المقيمين بالقاهرة، لكنه مع ذلك اعترف بحالة من الخوف والرعب تنتاب الجالية الجزائرية هناك بسبب التداعيات الأخيرة التي نتجت عن أجواء المباراة الفاصلة بين منتخبي البلدين، فيما تحدّث عن بعض الحالات من مواطنينا الذين فضّلوا مغادرة القاهرة طواعية نتيجة هذه الأوضاع. رفض سفير الجزائر بمصر إعطاء أي تعليق حول الخطاب الذي ألقاه الرئيس المصري حسني مبارك أمس بمجلس الشعب، وأرجع الأمر إلى أنه من اختصاص السلطات الدبلوماسية المخوّلة بذلك، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين لا تزال على أحسن ما يرام رغم الهجمات والحملات التي يشنها الإعلام المصري منذ فترة والتي زادت حدّتها في أعقاب المباراة الأخيرة الفاصلة التي جمعت بين منتخبي البلدين بالعاصمة السودانية الخرطوم. وعلى صعيد آخر أكد عبد القادر حجار في اتصال هاتفي أمس مع »صوت الأحرار« بأن الهدوء عاد إلى محيط سفارة الجزائربالقاهرة التي فقال إنها لم تستهدف على غرار مقر إقامته طيلة 24 ساعة الأخيرة، واقتصر حديثه عن وجود تعزيزات أمنية تفرضها الظروف بالنظر إلى ما حدث خلال اليومين الأخيرين خصوصا بعد أن تم اقتحام مقر إقامته من طرف خمسة أشخاص ألقي عليهم القبض على الفور من طرف الأمن المصري. إلى ذلك أفاد ممثل الجزائر الدائم بجامعة الدول العربية عن وجود تعاون جيّد مع مصالح الأمن المصرية، معترفا بأن الأخيرة تؤدي دورها كلما تم الاستنجاد بها عند الضرورة، وقال أيضا إن هذا التعاون وصل إلى حد تأمين بيوت عدد من الجزائريين المقيمين في القاهرة من خلال توفير الحراسة لهم وذلك بعد إبلاغ مصالح السفارة بالأمر، ولكن السفير أكد بأن هذا الإجراء فقط اقتصر على بعض الحالات الفردية التي أبلغت بها السفارة. وتابع عبد القادر حجار في تصريحه ل »صوت الأحرار« أنه لم تثبت هناك أي حالات طرد تعسفية ضد فرد من أفراد الجالية الجزائرية المقيمة في مصر، لافتا إلى أن عددا من الطلبة الجزائريين اتصلوا به أمس وأبلغوه بأنهم محاصرون »لكن بعد أن اتخذنا كل التدابير اتضح لنا بأنهم متواجدون في المطار وكانوا حينها بصدد المغادرة نحو الجزائر«، وقد اعتبر محدثنا ردّة فعل هؤلاء طبيعية »بالنظر إلى الظروف السائدة هنا، وبالتالي فإن رعايانا ينتابهم الخوف نتيجة الوضع«. وبناء على المعطيات التي بحوزة سفير الجزائر بجمهورية مصر فإنه لم تثبت حتى الآن حالات اعتداء على المواطنين الجزائريين المقيمين في هذا البلد، حيث أورد في هذا الشأن قوله: »حتى الآن لم أبلّغ بأمور كهذه، باستثناء حالات فردية تطلّبت تدخل الأمن المصري على مستوى بعض العمارات بسبب الخوف لا غير«، نافيا على هذا المستوى وجود طائرات خاصة من أجل نقل رعايانا باتجاه الجزائر. وتزامنا مع تصريح عبد القادر حجار فقد تردّدت طيلة يوم أمس أنباء عن نقل طلبة جزائريين على متن طائرة خاصة نحو الجزائر، وزعمت بعض الجهات أن هؤلاء الطلبة يوجدون في حالة نفسية متدهورة بعد أن قالت إنهم تعرّضوا لاعتداءات جسدية، وتجدر الإشارة هنا إلى أن عددا كبير من الطلبة الجزائريين يزاولون دراستهم بمصر خاصة في معهد الدراسات والبحوث التابع لجامعة الدول العربية.