تردّدت كثيراً في الكتابة إليكم ، ولكني في نهاية المطاف قررت أن أرفع قلمي لأعرض عليكم مشكلتي، ورجائي الوحيد أن تقرؤوها بعناية، وتقدموا لي النصيحة، أنا شاب في ال 24 من عمري، أحرص على أداء كل واجباتي الأخلاقية على أكمل وجه، ولكني أعاني من مشكلة رهيبة وشاذة، جعلتني أفقد الثقة بنفسي وأحيا تحت ضغط تأنيب الضمير. منذ أن كنت طفلاً كانت تربطني علاقة وطيدة مع أختي، حيث كنا نلعب سويا، وندرس سويا، ولا يفرقنا إلا النوم، وبقيت علاقتنا على هذا المستوى حتى كبرنا، ولكني في السنوات القليلة الماضية بدأت أشعر برغبة ملحة تدعوني إلى ممارسة الجنس معها، ولولا تمسكي بنفسي وضغطي عليها، لكنت قد عجّلت في حدوث كارثة أخلاقية في بيتنا. صدقيني مدام، إن قلت لك إني أبذل مجهودات خرافية لكي أتجنبها ولكن دون جدوى، فدائماً أشعر بأني أرغب فيها وأشتهيها، وأحس بضعف كبير وأنا جالس إلى جانبها. ولحسن حظي أني أعمل بعيدا، ولا آتي إلى البيت إلا مرات قليلة، وأحياناً أشعر أني لست المذنب الوحيد في إثارة هذه المشكلة الشاذة، بل أختي هي الأخرى تشاركني فيها، لأنها ترتدي في حضوري ملابس فاضحة تُظهر معالم أنوثتها تثير أي رجل يقترب منها، كما أنها تقوم ببعض الحركات والسلوكات التي تشعل نار نزوتي، إذ كثيراً ما تُقدم على تقبيلي من وجنتاي، وتعانقني بقوة وعمق. أرجوك سيدتي المحترمة، مدي لي يد العون كي أتغلب على شهوتي وأتخلص من هذه المشكلة التي تؤرقني، لأني أخاف أن أضعف يوما، ولا أقوى على مقاومة نفسي أمامها وتحدث الفضيحة الكبرى. خ/ بوسعادة الرد يؤسفني كثيراً أن أتلقى مشكلة من هذا النوع، مشكلة تتقزز منها الأنفس، وتحترق لها القلوب. يؤلمني كثيرا أن نصطدم في مجتمع إسلامي يقوم بالشعائر الدينية بمشكلة خطيرة كهذه. يجب أن تختلي بنفسك وتحاسبها حساباً عسيراً، عساك أن تعود إلى رشدك وتخلص نفسك من هذه الأفكار الشيطانية، التي ستقودك نحو الضلال والرذيلة. وفي هذا المقام، لا أريد أن أذكّرك بالعقاب الإلهي الخاص بالزنا عموماً وزنا المحارم خصوصاً، ولا أحب أن أذكّرك بالرفض الإجتماعي الموجه للقائمين بهذه الأفعال الشاذة، لأني أعلم علم اليقين أنك تعرف كل هذا، ولكني تعمدت أن أفتح أمامك هذا الباب حتى تتمكن من مراجعة نفسك بمراعاة هذه الحقائق. إن مجرد تفكيرك في إجراء علاقة جنسية في الحرام، دليل على أنك ضعيف الإيمان. لذا لابد أن تعيد تنظيم علاقتك مع الله، وتحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تجدد إيمانك عن طريق اتباع هذه الخطوات: - تتوب توبة نصوحة على ذرة تفكير دفعتك إلى القيام بفعل في الحرام، وخاصة مع أختك، وتندم وتبكي على ما بدر منك. - الدعاء المتواصل لله عز وجل أن يغفر لك أخطاءك، ويقبل توبتك، خاصة في أوقات الاستجابة. - الإكثار من الصلاة التي تقوم على فعل الروح قبل الجسد. وعن هذه النقطة لا تقل لي إنك تصلي، أنا لا أنكر عليك ذلك ولكن صلاتك ينقصها الخشوع والخشية من الله. والصلاة الحقة هي تلك التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، فالمصلي هو في واقع الأمر، ذاك الإنسان الذي لا يقوى على ارتكاب المعاصي والكبائر، لأنه يعلم أن صلاته التي تتجدد في كل يوم خمس مرات، تمنعه من ذلك. إذاً حاول أن تصلي بروحك وعقلك وجسدك، وسترى بأن الله سيرفع عنك هذا البلاء. عليك أن تتجنب فكرة الذهاب إلى البيت حتى تتحصن إيمانياً وتصبح واثقاً من نفسك، بأنك قادراً على مواجهة أي كان دون الشعور بذرة ضعف. من جهة أخرى أدعوك للتفكير بجدية في إيجاد شريكة لحياتك، فهذه هي الوسيلة الوحيدة التي تساعدك على تنظيم فوضى نزواتك وشهواتك. وأتمنى في الأخير أن تكون مشكلتك عبرة للفتيات اللواتي تجرّدن نهائيا من الحياء والحشمة والسترة، وتمادين في ارتداء ملابس غير لائقة أمام إخواتهن.