فتح مدافع نادي تاراغونا الإسباني قلبه ل"الشباك"، للحديث عن وضعيته الصعبة التي يعاني منها مع ناديه، وأسلوب المساومة الذي أضحى يعيشه من قبل الإدارة، بعدما رفض تجديد عقده، أين بدى متأسف لعدم معاينة لجلول لإمكاناته بسبب التهميش، ولم يخف رغبته في الالتحاق بالخضر حتى بعد المونديال، معرجا على قضية الاعتداءات التي عاشها الشاذلي، معتبرا الأمر قمة العنصرية بما أنه عاش في فرنسا، ويعرف جيدا البوليس الفرنسي ومعاملته للمغاربة بصفة عامة، مما لم ينس الحديث عن العروض التي وصلته ومستقبله مع النادي، مرشحا الخضر في ختام حواره معنا بالمرور للدور الثاني للمونديال رفقة الإنجليز على حساب سلوفينيا وأمريكا... وليد معك صحفي جريدة الشباك... أجل عرفتك من رقم هاتفك، لأنني احتفظ به في جوالي. كيف أحوال وليد شرفة في نادي تاراغونا الإسباني؟ كما يعلم الجميع، معاناتي مع هذا النادي لم تتغير، وأنا دائما أعيش التهميش في المدة الأخيرة، رغم كل المجهودات الجبارة التي أبذلها خلال الحصص التدريبية، لكنني ضحية بعض الأمور الإدارية التي جعلتني لا أشارك بانتظام، وهي الوضعية التي أقلقتني كثيرا في المدة الأخيرة، وسببت لي العديد من المشاكل سيما ما يتعلق بالمنتخب الوطني. قلت تعاني من التهميش لأسباب إدارية، مع أن الأمر له علاقة أكبر بالناحية الفنية؟ لا أعي ما أقول، لأنني لا ألعب في تاراغونا، لأنني رفضت تجديد عقدي قبل نهاية الموسم، سيما أن العقد الذي يربطني معهم ينتهي مع نهاية شهر جوان، لهذا خيروني بين التجديد أو البقاء على كرسي الاحتياط كي أفقد مستواي، حتى لا أتنقل إلى أي نادي آخر، لهذا قلت أن مشكلتي الحقيقية إدارية وليست فنية مثلما يعتقد العديد من المتتبعين لقضيتي. وأنت بالطبع واصلت على إصرارك بعدم التجديد... أليس كذلك؟ المشكل أنهم استعملوا معي "الشونطاج" ولهذا رفضت تجديد عقدي، فمن غير المعقول أن يجبرونني على التجديد وأنا طلبت مهلة للتفكير في الموضوع، لكنهم أرادوا وضعي أمام الأمر الواقع كي لا أتمكن من التفاوض معهم من موقع قوة، وأرادوا مني ما يريدون كي يمنحونني ما أريد، خاصة لما علموا أن المنتخب الوطني الجزائري يريدوني في المونديال فقد اغتنموا الفرصة كي يضغطوا علي من أجل القبول. ألا ترى أنه من مصلحتك التجديد وعدم الدخول معهم في مشاكل حرمتك من اللعب وقد تحرمك من المونديال؟ لو لم يستعملوا معي هذا الأسلوب لكنت جددت عقدي وذهبت للمونديال والجميع كان سينتفع، أنا في المونديال وهم لديهم لاعب في كأس العالم، لكن مستحيل أن أرضخ لهم وألبي رغباتهم، لأنه قبل كل شيء الإنسان لما يعامل إنسان آخر يجب أن يكون باحترام وليس بالضغط عليهم، واستعمال أساليب كالتي يستعملونها معي لهذا رفضت وسأبقى رافضا لهذه الطريقة. هل لديك عروض خارجية ربما جعلتك ترفض التجديد؟ العروض لا تنقصني، ولديّ العديد منها سواء في البطولة الإسبانية وحتى الفرنسية، ومن بين أسباب الضغط علي خوفهم وخشيتهم من أن أغادر النادي في نهاية الموسم، خاصة مع انتهاء عقدي والذهاب بدون مقابل، فالعديد من الأندية المحترفة تفكر بهذه الطريقة وتضغط على اللاعب للإنقاص من قيمته كي لا يغادر الفريق وحتى عن غادره فبمقابل مادي كبير. وهل فكرت فعلا في مغادرة تاراغونا؟ رغم كل العروض التي بحوزتي، لم أفكر يوما في المغادرة، وأريد البقاء مع هذا الفريق الذي منحني كل شيء منذ التحاقي به، لكن بصراحة مثل هذه التصرفات تجعلني أفكر كثيرا في مستقبلي الكروي، لكني لا أخفي عليك أنني أريد دائما الأحسن لهذا النادي، ولا أفكر كثيرا في تغيير الأجواء لأنني لا أدري ماذا ينتظرني في الوقت الذي وجدت فيه ضالتي هنا في تاراغونا. بما أن الإدارة هي التي تمنعك من اللعب ما رأي مدربك في الموضوع؟ الطاقم الفني لا دخل له في كل ما أعيشه، فلو كان الأمر بيده لأشركني في كل ما تبقى من مشوار البطولة، لكن المدرب في كل مرة يؤكد لي أن مشكلتي مع الإدارة وعليّ حلها مع رئيس الفريق، لهذا لا ألوم مدربي على ما يحصل لي، خاصة أن الفريق في وسط الترتيب ليس مهددا لا بالسقوط ولا يطمح للعب الأدوار الأولى، فهذا ما جعل إدارة النادي تشعر بالراحة وتوجد في موقع قوة معي. في حال تواصل تعنت الطرفين أين هو الحل بالنسبة إليك؟ أريد أن أجد حلا مع تاراغونا، لكنهم متعنتون ويريدون إجباري على الإمضاء وهذا ما رفضته، لهذا تجدني أفكر كثيرا وأتمنى أن تتحسن الأمور بالنسبة إليّ، لهذا أبذل مجهودات كبيرة في التدريبات ولم أتوان في العمل الجاد حتى تأتيني فرصتي، ومن كل قلبي أتمنى أن يتفهمونني ونجد حلا يرضي الطرفين، لأننا في هذه الحالة سنخسر مع بعض. هذه الحالة جعلت حظوظك تتلاشى كثيرا بالمشاركة في المونديال مع المنتخب الوطني؟ رغم التهميش الذي أعاني منه من قبل النادي، لكنني لم أفقد أبدا الأمل في لعب المونديال، ولدي رغبة كبيرة في استعادة مكانتي الأساسية في الأسابيع القليلة القادمة، قبل أن يضع سعدان قائمته النهائية، فلحد الآن لا يزال شهر كامل عن تحديده لقائمته، وهذا ما يجعلني أفكر في العودة على الميادين والتفكير أكثر في كأس العالم التي تبقى حلمي الكبير. وإن افترضنا أن وضعيتك لن تتغير وسعدان لن يستدعيك لكأس العالم كيف سيكون رأيك؟ إن لم يستدعيني سعدان، لن أتأثر بل سأواصل العمل كي التحق بعد المونديال بالمنتخب الوطني، لأن رغبتي كبيرة في تقمص الألوان الوطنية ليس من أجل كأس العالم فقط، بل كي أؤدي مشوار كاملا مع الخضر وحتى تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012 تهمني كثيرا، لهذا سأكون دائما سعيدا ومنتظرا للمنتخب الوطني سواء قبل أو بعد المونديال. البعض يرى أن انتهاء البطولة في العشرين من جوان هو سبب تهميشك من قبل النادي، حيث لا يريدون أن تترك الفريق لمدة شهر قبل نهاية البطولة وتتنقل للمنتخب الوطني؟ أجل ربما انتهاء البطولة يوم 20 جوان، هو السبب أيضا لأنهم لا يريدون أن أذهب وأترك الفريق، ولما أعود أكون حر من أي التزام، هناك العديد من الأسباب التي تراكمت، لكني متأكد أن الأمر أكثر من هذا، لأن الإدارة تفكر دائما على الحالة المالية وتريد أخذ مقابل على ذهاب أي لاعب أو الاحتفاظ به في الفريق لمواسم أخرى، وصدقني سئمت كل هذه الاحتمالات والأمور التي وقفت في وجهي وعكست مسيرتي الكروية. مساعدة المدرب الوطني زهير جلول تنقل مؤخرا لمعاينتك ولم يتمكن من ذلك... ألم تتأثر بضياع الفرصة؟ أجل لقد تنقل جلول إلى هنا لكنه غادر بعد علمه أن المدرب لن يشركني، وتأثرت كثيرا لهذه القضية، لأنني كنت آمل أن أكون أساسيا وكنت قد تلقيت ضمانات من الطاقم الفني الذي كان على علم بقدوم مساعد سعدان، لكن الإدارة تدخلت في آخر المطاف وحرمت من اللعب مما جعل جلول يتأسف وأنا أتحسر على ضياع فرصة مماثلة. وهل كلمك جلول قبل مغادرته؟ لا لم يكلمني، بل غادر متأسفا لكنه لم يوجه لي أي كلمة. هل سمعت بما عاشه اللاعب الدولي الجزائري العمري الشاذلي بعد الاعتداء عليه من قبل الشرطة الفرنسية؟ أكيد سمعت بالخبر وقرأته في الجرائد الجزائرية، وأؤكد لك أنه أمر رهيب للغاية وأدهشني كثيرا، لأن الأمر يتعلق بلاعب دولي جزائري يمثل بلد بأكمله، لهذا أظن أن ما فعلوه لا يوصف ويجب أن يدفع الثمن من اقترفوا هذا الذنب الشنيع في حق اللاعب الشاذلي الذي يعتبر من ألطف اللاعبين الجزائريين، ويجب أن يسترجع حقه على يد العدالة. ألا ترى أن مثل هذه الاعتداءات نابعة من العنصرية الفرنسية ضد الجزائريين؟ العنصرية موجودة في كل البلدان، وفي فرنسا يعاني منها كل المغاربة بصفة عامة، حيث لا يفرقون بين الإنسان الصالح والطالح، فبمجرد معرفتهم أنك من المغرب العربي ولست فرنسي الأصل من خلال الاسم تبدأ التحرشات وكما يسمى بالعامية "الحڤرة" فكل هذه الأمور يعاني منها كل الغرباء عن فرنسا، حتى الذين ولدوا على أرضها وتربوا فيها، وما عاشه العمري نوع من العنصرية والكره الفرنسي للمغاربة واسم لي أن أضيف شيئا... تفضل... أعرف جيدا الشرطة الفرنسية وكيف يفكر لما يتعلق الأمر بمواطن من المغرب العربي، حيث لا يتركون أبدا للمواطن أن يلقي كلمة ويتحرشون به حتى يجيبهم ويوقعونه أرضا، هي أمور يعيشها المغاربة دائما في فرنسا ولسوء الحظ القليل منهم من يتقدم بشكاوي بسبب غلاء التكاليف، وتجد المغاربي يكتم غيظه في قلبه ويرفض التقدم إلى المحاكم لمقاضاة الشرطة الفرنسية. هل سبق لك أن عشت مثل هذه الحالات في فرنسا؟ شخصيا لا، لكنني شاهدتها أمام عيني في أكثر من مرة، ولحسن حظي لم أعشها ولم أتعرض للضرب في أي مرة في حياتي من قبل البوليس الفرنسي، لأنني لم أقع في أي مشكلة من قبل، لكن عيشي في فرنسا لسنوات جعلني أحضر للعديد من الحالات المشابهة، فكما سبق وقلت لا يفرقون بين الإنسان الصالح والطالح لما يتعلق الأمر بالمغاربة، لأنهم يروننا كفصيلة واحدة ومن الدرجة الثالثة. كيف تتكهن أن تكون المشاركة الجزائرية في المونديال؟ وفي الكؤوس العالمية نجد بعض الفرق الإفريقية تمر للدور الثاني، ولما لا الجزائر هذه المرة، لأن الوضعية التي تتواجد فيها في مجموعتها تمنح لها الأفضلية مقارنة ببعض المنتخبات الإفريقية الأخرى، وأرى أن الخضر قادرون على المرور للدور الثاني من المونديال، ولما لا الذهاب رفقة إنجلترا على حساب سلوفينيا والولايات المتحدةالأمريكية، المهم هذا ما نتمناه جميعنا كجزائريين. ما الذي سيفعله شرفة فيما تبقى من مشوار البطولة الإسبانية للدرجة الثالثة قبل ختام هذا الحوار؟ سأحاول التدرب بكل قوة وفعل المستحيل مع النادي فيما تبقى من مشوار البطولة كي أربح ثقة سعدان، لأنني لا أملك أي خيار ثاني، ولا أتمكن من فرض نفسي على الإدارة، وحتى قضية تجديدي سأرى كيف أحلها مع الإدارة، فبكل صراحة لم يسبق لي أن عشت مثل هذه الحالات، لأنني كنت مدلل الجميع هنا في تاراغونا والأمور انقلبت عليه رأسا على عقب وأصبحت لا أدري ما أفعل. بماذا تريد أن تختم حوارك، خاصة بمخاطبتك للجمهور الجزائري الذي يتتبع أخبار كل المحترفين الجزائريين في الخارج؟ أطلب من الأنصار الوقوف دائما وراء منتخبهم، لأن الجزائر معروفة بجمهورها الكبير والمحب للفريق الوطني، لأن وجودهم بقوة في كأس العالم سيعطي المنتخب قوة أكبر من أجل المرور للدور الثاني، وأقول لهم أنهم رائعون، وما صنعوه خلال كل التصفيات وحتى خلال لقاء أم درمان والقاهرة شيء لا يوصف، لهذا أطلب منهم الوقوف وراء الخضر حتى الثواني الأخيرة من المواجهات لأنعهم سيسعدونكم. شكرا لك وليد وحظا موفقا مع ناديك... الشكر لك... ربي يوفقك..."قالها بالعربية".