أحرز ليونيل ميسي، الفائز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في اوروبا، هدفا بصدره، ليقود برشلونة الاسباني للفوز 2 - 1 على استوديانتس الارجنتيني، بعد وقت إضافي السبت في نهائي كأس العالم للأندية لكرة القدم. وهذه المرة الأولى التي يحرز فيها برشلونة كأس العالم للأندية، بينما فاز استوديانتس بطل امريكا الجنوبية باللقب من قبل عام 1968. وقبل عشر دقائق من نهاية الشوط الثاني من الوقت الإضافي أرسل البرازيلي دانييل الفيس، الظهير الأيمن لبرشلونة، كرة عرضية ليشق الارجنتيني ميسي طريقه بين إثنين من مدافعي استوديانتس، ويضع الكرة في مرمى الحارس داميان البيل. وفاجأ استوديانتس الجماهير الغفيرة، التي ساندت برشلونة، عندما تقدم بهدف قبل سبع دقائق من نهاية الشوط الأول. ومرر خوان سيباستيان فيرون قائد استوديانتس كرة الى خوان مانويل دياز، ثم وضعها ماورو بوسيلي، وهو من اوروجواي، في شباك الحارس فيكتور فالديس، بعدما تخطى كارليس بويول وايريك ابيدال مدافعي برشلونة. وأدرك بيدرو التعادل لبرشلونة بضربة رأس، قبل دقيقة واحدة من نهاية الوقت الأصلي للقاء، بعد كرة عرضية من ناحية اليسار. وجاء هذا التعادل كمكافأة لبرشلونة على تمسكه بأسلوبه الهجومي المتميز، ليتبخر حلم استوديانتس في الفوز باللقب. وطالب برشلونة باحتساب ركلة جزاء لمصلحته قبل هدف التعادل، عندما تسبب البيل حارس استوديانتس في سقوط تشابي، لاعب وسط الفريق الاسباني، في منطقة الجزاء. وفي الشوط الأول كان برشلونة بطل اوروبا هو الأكثر استحواذا على الكرة، لكنه لم ينجح في هز شباك منافسه. ومرر المهاجم السويدي زلاتان ابراهيموفتش كرة بكعب القدم الى تشابي، الذي أرسل كرة عرضية لم تجد من يتابعها، ثم تصدى دفاع استوديانتس لتسديدة من ميسي. وتلقى ميسي إنذارا بعد ذلك لتظاهره بالسقوط أرضا، بعدما فشل في إيجاد مساحة كافية للتحرك وسط دفاع استوديانتس. وقبل نهاية الشوط الأول حاول ميسي الانطلاق بسرعة الى داخل منطقة جزاء استوديانتس، كما فشل ابراهيموفيتش في تسديد ركلة خلفية. وبعد نزول المهاجم بيدرو بدلا من لاعب الوسط سيدو كيتا، وتقدم ميسي للامام أكثر، أصبح برشلونة قادرا على الاختراق بشكل أكبر في الشوط الثاني. وأرسل ميسي الكرة في مساحة خالية ناحية اليسار الى ابراهيموفيتش، لكن تسديدة المهاجم السويدي مرت بجوار القائم. وفي الدقيقة 52 أنقذ البيل فرصة من ابراهيموفيتش، الذي شق طريقه بنجاح من ناحية اليسار. وكاد بيدرو أن يحول كرة عرضية أرسلها الفرنسي تييري هنري الى المرمى، بعد مرور ساعة من زمن اللقاء، لكنه فشل في ذلك، ثم سدد كرة أخرى تصدى لها البيل بقدمه في الدقيقة 69. *غوارديولا "يقدم دموعه لبرشلونة العظيم" أبدى المدرب جوزيب غوارديولا سعادته البالغة بقيادته فريقه برشلونة الاسباني لإحراز لقب كأس العالم للأندية، للمرة الأولى في تاريخه، بفوزه على استوديانتيس دي لابلاتا الارجنتيني في المباراة النهائية 2 - 1 السبت في ابو ظبي. وحقق برشلونة إنجازا تاريخيا غير مسبوق على مستوى العالم، بعدما توج باللقب السادس على التوالي، حيث سبق له الفوز بألقاب الدوري والكأس والسوبر في اسبانيا ودوري أبطال اوروبا والكأس السوبر الاوروبية. كما أصبح برشلونة أول ناد اسباني يحرز لقب مونديال الأندية، بعد محاولة فاشلة له عام 2006، بخسارته في النهائي أمام انترناسيونال البرازيلي 0 - 1 في اليابان، في حين احتل غريمه التقليدي ريال مدريد المركز الرابع في النسخة الأولى عام 2000 التي أقيمت في البرازيل. وبكى غوارديولا بشدة بعد انتهاء المباراة، وعلق على ذلك قائلا:"هناك بعض اللحظات العاطفية لا تستطيع فيها إخفاء دموعك، لقد كنت متأثرا جدا بالفوز، وأقدم دموعي لبرشلونة العظيم، وأنا حقيقة فخور جدا بهذا الفريق، ولا أجد كلمات تعبر عن شدة فرحتي". وتابع غوارديولا، الذي أصبح أيضا أشهر مدرب في تاريخ برشلونة بعد إنجازات الفريق الأخيرة:"أنا سعيد جدا بتحقيق لقب مونديال الأندية، وإن جاء بطريقة دراماتيكية وصعبة، حيث كنا نعلم أننا لن نكون في نزهة أمام استوديانتيس الذي قدم بالفعل مباراة كبيرة، وأهنئه على المستوى المميز الذي ظهر به". واعترف غوارديولا أنه "في بعض لحظات المباراة شعر بالإحباط خوفا من أن يخسر برشلونة المباراة"، مبديا إعجابه بفريق استوديانتيس الذي يملك "ثقافة كروية عالية وطريقة لعب مميزة". وأشاد غوارديولا بما قدمه بدرو الذي دخل بديلا للمالي سيدو كيتا:"بدرو لاعب ممتاز وقام بعمل وجهد كبيرين، أسلوبه في اللعب جيد وأشكره على أدائه". وتحدث غوارديولا عن هدف الفوز الذي سجله الارجنتيني ليونيل ميسي بطريقة رائعة، وقال ضاحكا:"قلت عنه إنه يملك دائما جينات الفوز، وهو أحرز الهدف بقلبه وصدره". وكان ميسي أحرز هدف الفوز في الدقيقة 110، بعدما تلقى كرة عرضية من البرازيلي داني الفيس، وضعها بصدره في مرمى حارس استوديانتيس داميان البيل. وعن الألقاب الستة قال:"أشعر بالفخر لتحقيق ستة ألقاب في هذه الفترة القصيرة، لكن في الوقت نفسه إننا نشعر بالتعب بعد المجهود والعمل الشاق الذي قمنا به، وسنرتاح قليلا قبل البحث مجددا عن ألقاب جديدة". * مدرب استوديانتيس يعتبر برشلونة "محظوظا" من جهته، اعتبر مدرب استوديانتيس دي لابلاتا، الارجنتيني اليخاندرو سابيلا، أن برشلونة الاسباني احتاج الى الحظ، ليفوز على فريقه في نهائي بطولة كأس العالم للأندية. وبدا سابيلا شديد التأثر بعد نهاية المباراة، بعدما كان استوديانتيس بطل كأس ليبرتادوريس قريبا جدا من أن يصبح أول ناد ارجنتيني يحرز لقب مونديال الأندية. وقال سابيلا:"النتيجة كانت عادلة إذا ما نظرنا الى المباراة ككل، لكن برشلونة احتاج الى الحظ ليعادل في آخر دقيقة التي حالت دون تحقيق الحلم، الذي كنا الأقرب إليه". وتابع:"قدمنا أداء ممتازا في الشوط الأول، لكن لا ننسى أن خصمنا الذي يلعب أمامنا هو برشلونة، الذي كان يهزم هذا الموسم الفريق تلو الآخر، ومع ذلك لم نسمح له بفرض أسلوبه، وإذا قارنا مستواه بالمباريات الأخرى التي لعبها هذه السنة فإنه كان يقدم أسوأها، حيث لم يكن مهيمنا كما كان متوقعا وقاومنا حتى آخر لحظة، رغم أننا كنا نعرف أن الفريق الذي نواجهه هو الأفضل في العالم". واعترف أن "المهارات الفنية لم تكن متكاملة عند فريقه، ولا ألوم اللاعبين فهم قدموا مباراة بطولية"، معتبرا أن لاعب برشلونة بدرو "أثار قلقا لمدافعينا بعد نزوله في الشوط الثاني". ورأى مدرب استوديانتيس أن "المهارات الفردية عند لاعبي برشلونة هي التي صنعت الفارق في المباراة".