تمكنت مصالح الدرك الوطني بولاية تلمسان نهاية الأسبوع الماضي من تفكيك شبكة مختصة في تهريب المخدرات، توظف مغاربة من المهاجرين غير الشرعيين وشابات من مختلف الولايات، وتقوم بتحويل عائدات التهريب في شراء عقارات. * وتم في هذه العملية توقيف المدعو (ق.م) الذي لم يكن محل بحث أو شكوك من طرف مصالح الأمن، وكشفت التحقيقات أنه أحد البارونات "المجهولين" الذي جند مهاجرين غير شرعيين لتهريب المخدرات من المغرب إلى الجزائر عبر الحدود وحجز بمسكنه الفاخر منظاران وعصا كهربائية ومبلغ مالي يقدر ب220 مليون سنتيم. * وتم توقيف هذا الشاب رفقة شريكيه الرئيسيين على خلفية التحقيق الذي قامت به فصيلة الأبحاث للدرك الوطني لتلمسان منذ حوالي أسبوعين، وتوصلت إلى أن هذا "الشاب" الذي يبلغ من العمر 31 عاما كان أحد بارونات المخدرات بالجهة الغربية للبلاد وعلى صلة بقضية حجز 135 كلغ من الكيف المعالج قبل شهرين، وكان محل بحث في قضية ضرب وجرح عمدي، وعثر المحققون بفيلته الفاخرة على ورشة لإعداد قطع الكيف قبل تسويقها، حيث كان يستغل المغاربة من المهاجرين غير الشرعيين لتوظيفهم في التهريب مقابل التستر على إقامتهم غير الشرعية، حيث حجز المحققون بطاقات هوياتهم بمسكن "البارون". * تفيد المعلومات المتوفرة لدى "الشروق اليومي"، أن الثراء الفاحش لهذا الشاب الذي لايمارس أية مهنة، أثار شكوك المحققين حول مصدرها واتجهت التحقيقات الأولية التي باشرتها فصيلة الأبحاث بالمجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية تلمسان إلى أنه قد يكون على صلة بشبكات التهريب، حيث يملك فيلا تقع بوسط مدينة مغنية تتجاوز قيمتها المالية 3 ملايير سنتيم ليتم تفعيل العمل الإستعلاماتي الذي أسفر عن تأكيد صلته بقضية حجز 135 كلغ من الكيف المعالج من طرف مصالح الدرك ببن سكران قبل حوالي شهرين. * وأسفر تفتيش فيلا البارون عن اكتشاف ورشة إعداد كميات المخدرات قبل تسويقها، منها خنجرين من الحجم الكبير خاصين بتقطيع مادة الكيف المعالج، عصا كهربائية تستعمل لشل الأشخاص في حال اعتداء جسدي أو مواجهة مع مصالح الأمن إضافة إلى منظارين يستعملان في ترصد تحركات أفراد الأمن إضافة إلى شريطي فيديو يحملان أفلاما إباحية مما يؤكد مجددا التنسيق بين شبكات تهريب المخدرات والدعارة. * وتحفظ مصدر قريب من التحقيق، عن تقديم تفاصيل أخرى عن القضية على خلفية أن "التحقيقات لاتزال جارية" واكتفى فقط بالإشارة إلى أنه تم في هذه العملية توقيف 3 أشخاص فيما لايزال البحث جاريا عن الرابع الذي تم تحديد هويته، وينتظر مصادرة فيلتين بعد إحالة الملف على العدالة على اعتبار أنهما من عائدات تهريب المخدرات، كما يجري التحقيق في هوية بطاقات هوية المغاربة الخمسة الذين تم حجزها بفيلا "البارون". * وأشار مصدرنا إلى أنه كان يجند المغاربة الذين يقيمون بصفة غير شرعية في مدينة مغنية للعمل في مجال البناء والجبس في شبكات تهريب المخدرات أو ربط الاتصال بشبكات التهريب في المملكة المغربية، وكان يحتفظ بهوياتهم الحقيقية كورقة ضغط لإبلاغ السلطات عنهم في حالة ترددهم أو تراجعهم عن التعاون معه، وتتحدث مصادر أخرى عن تجنيد نساء من ولايات مختلفة، خاصة وأنه تم حجز صور إباحية، لكن المحققين تحفظوا عن تأكيد هذه المعلومات لعدم "التشويش على التحقيق".