أي صنف من البشر نحن ؟ مثلا عندما نرى إحدى أخواتنا في الشوارع، تتسكع، مشردة، ضائعة تائهة أو مخطئة، بماذا نشعر؟... هل نحن من الذين يستاءون عند رؤية ذلك؟ أم من الذين يمرون مرور الكرام وكأنهم لم يلاحظوا شيئا؟ أم إننا من الذين يرجموها وكأنهم رأوا شيطانا مريدا ويتعوذون بالله منها؟...أم نحن من الذين يستغلون ذلك الوضع، ويجدون أجسامهم تتبع أنفسهم من الخلف وينظرون إليها فقط من الناحية الدنيا؟... من نعالج ؟؟؟ هل يكفي الاستياء أو التجاهل أو الرجم من أجل إصلاح ذلك، أم يجب علينا الإتباع والمساومة والعياذ بالله من شرور أنفسنا، أم هناك حلول أخرى نستطيع من خلالها إنقاذ أنفسنا وأخواتنا وأبنائنا وبناتنا ومجتمعنا من آفة لا أحب أن أسميها احتراما لنفسي ولكم، لكن سأحاول ذلك، لأن من علامات القيامة أن تدعى الأمور بغير أسمائها، ولهذا اعذروني إن قلت... اخترت لها اسما مستعارا ولم أقدر على ذكر اسمها الحقيقي، ليس هروبا وإنما حياء لأنها كلمة جد قاسية، كلمة لم تكن تقال قديما... ليس نظرا لخطورتها، وإنما نظرا لعدم انتشارها آنذاك علنا، ويقال أن الكلمات تذهب بذهاب الأفعال وتنتشر بانتشارها، في الماضي لم نكن نتكلم عن أمور كثيرة لعدم انتشارها أو وجودها آنذاك، ونحن الحمد لله احتفظنا بحرمة الماضي لكن فقط في المعالجة، أما فيما يخص الفعل فصار كل شيء مباح، ولهذا ارتأيت ضرورة الدخول في مثل هذه المواضيع ومحاولة معالجتها قبل أن تهلكنا، وسأحاول قصار جهدي أن أكسر الطبوهات دون كسر الحرمة، وأنصحكم بقراءة هذا الموضوع لأن الكثير من البنات يتصلن بي يوميا، لا أقول العدد لكي لا أخيفكم، لكن أقول فقط بأن بعضهن فقدن عذريتهن والبعض الآخر حوامل والبعض الأخر يفكرن في الانتحار أو الهروب من البيت أو رفض الخطابة إلى إشعار آخر، لا تخافوا الحل ممكن وموجود لأني شخصيا حاولت مع بعضهن والحمد لله الذي وفقني في إنقاذهن من شفى حفرة من الضياع، وأكتفي اليوم بهذه القصة الغريبة لكنها واقعية، أخت وصلت إلى أعلى درجات الانحطاط، والأغرب من ذلك أنه ولا أحد داخل البيت يعلم بأن ابنتهم تعيش في اترككم تطالعون هذه القصة التي وصلتنا عن طريق الهاتف، وأعلم أن بعض الآباء والإخوة والأعمام والأخوال والأمهات سيستاءون عند قراءتها، لكن اعلموا كذلك أن بعضهم سيخاف لأنه هو من كان شريكا أو محرضا أو حتى عاملا على فقدانها ما فقدت ...صاحبة الاسم المستعار خشية العار وباعت شرفها بأبخص الأثمان ... القصة : اسمي "ص" من الجزائر 20 سنة؛ مشكلتي بدأت من العائلة حيث لا حوار ولا اهتمام ولا عطف ولا حنان؛ وكنت لا أهمهم بتاتا، وكل ما يعرفونه هو حبسي في البيت، ولا يكلمونني إلا شجارا أو شتيمة مما افقدني الثقة بهم، وجعلني أبحث عنها خارجا، تعرفت على رجل متزوج وله أبناء، تعلقت به وأصبحت أخرج رفقته من حين لآخر خفية عن أهلي، دام ذلك لمدة أربع سنوات، وكان في كل مرة يطمعني بالزواج، وبأنه سيطلق زوجته لأنه لا يحبها ويعاني معها من مشاكل كثيرة حسب قوله، وبعد ذلك ومن كثرة الضغوطات التي مورست علي من طرف إخوتي خاصة، اغتنمت فرصة زواجهم وذهابهم للعيش بعيدا، وأصبحت أخرج رفقته في الليل، بحجة الذهاب عند صديقاتي للمبيت عندهن، وأصبحت أقصد رفقته الملاهي وأسهر مرة في الأسبوع، وكان يعدني بشراء منزل لكي نتزوج فيه، وفي مرة من المرات أوقعتني الخطيئة في فقدان ... وبعد حوالي شهر من ذلك اكتشفت بأنني حامل، وعندما أخبرته بذلك أعطاني المال لكي أقوم بعملية ... فأسقطت الجنين وبعدها مباشرة تركني وأصبح يتهرب مني وتعرف على أخرى، وأنا من كثرة الألم واليأس أكملت في ذلك الطريق ليس من باب التمتع وإنما الانتقام، وصرت أتعرف على الرجال وأنتقم منهم وآخذ منهم الأموال، وتعلمت الخمر والمخدرات ولا أقتنع بالألف والألفين، وإنما أصبحت أجني الملايين في الأسبوع، وآخذ المال بكل الطرق، لكن بالرغم من كثرة المال لم أشفي غليلي بعد، وأصبحت أفكر في أن اختطف إحدى بناته وأفعل فيها نفس الشيء، وأعذبها كما تعذبت، أو أن أقتله وأستريح، ولم أعد أرى من مستقبل أمامي إلا السجن أو الموت، وأنا مستعدة لكل ذلك فقط لأشفي غليلي، ومع أني لست أهلا للنصيحة والكثير من الناس يلومونني، لكن بالرغم من هذا كله أقول للفتيات أن لا يضحكن لأن حكايتي بدأت تماما كما يفعلن بمجرد الخروج، والآباء والإخوة الذين يقولون الآن هي تستحق، أقول لهم ليس هنا تكمن المشكلة، وإنما في إمكانية حدوث ذلك في بيوتكم ولا تقولون لا، لأن أهلي كذلك لو قلت لهم هذه القصة ما صدقوا، والدليل على هذا؛ أنا أتكلم الآن من داخل البيت، ولكم أن تتساءلوا أي بيت؟؟؟ ، ولكي أختصر لكم الطريق أقول: انظروا لأنفسكم كيف تعاملون بناتكم وأخواتكم وحتى نساءكم يا معشر الجنس العنيف... الرد : يا أختي أولا أقول لكي؛ بأن الرجال ليسوا جميعهم سواء، وكذلك الرجال أقول لهم ليست كل النساء سواء، وانظروا لما زرعتم، ولا يمكن أن نزرع شيئا وينبت شيئا آخرا، فقط إذا لم نزرع أصلا وأهملنا زرعنا، فهنا سيكون النبات عشوائي، ولا نعرف ماذا نحصد في الأخير لكن سنحصد لا محال، أما أنت يا أختي أظن أنك وقعتي في عدة أخطاء ولن أعاتبك على ما فات، لأننا جميعا خطائين، بداية من أبونا آدم عليه السلام إلى آخر من سيولد في هذه الدنيا، والفرق بيننا وبين الشياطين، هو أن آدم تاب وأصلح واستغفر عن خطيئته، أما إبليس صمم على ذلك وأصر، وهذا هو الفرق بيننا وبين الشياطين، وتذكري لما لعن اللَّهُ إبليسَ وأخرجه من سمواته، وأخزاه قال: "رب أخزيتني ولعنتني وطردتني عن سمواتك وجوارك، فو عزتك لأغوينّ خلقك ما دامت الأرواح في أجسادهم، فأجابه الربُّ تبارك وتعالى فقال: "وعزتي وجلالي وارتفاعي على عرشي لو أن عبدي أذنب حتى ملأ السموات والأرض خطايا، ثم لم يبقَ من عمره إلا نَفَسٌ واحد، فندم على ذنوبه لغفرتها، وبدّلت سيئآته كلها حسنات." صراحة لو تبتي على هذه الأمور، سأحسدك على الأجر الذي تحصلين عليه، من جراء تبديل الله عز وجل سيئاتك إلى حسنات، أما إن كنت تفضلين المزيد من الضياع والانتقام، فاعلمي أن الزنا سيحاسبك عليها ربك والخمر كذلك وكل ما فعلتي ..إلا القتل فسيقف لكي المقتول ويأخذ من حسناتك، وعندما تنتهي حسناتك تأخذي من ذنوبه، وتكوني بذلك أسديت له معروفا عوض أن تنتقمي، اتركي الانتقام لله سبحانه هو المنتقم، واتركي هذا الرجل يتعذب بأفعاله في الدنيا والآخرة، واخرجي مما أنت فيه، لعل الله يجعل لكي مخرجا مما تتهربين من أجله، وأذكرك بقصة بشرى التي اتصلت بنا وكانت ستنتحر، وبمجرد الكلام والذكر والصلاة والدعاء والعمل الصالح والصيام من حين لآخر، تغيرت كل حياتها بعدما اعتدى عليها أخوها وأفقدها ما فقدتي، وخرجت فاعلة ما فعلتي وأكثر، كونها كانت تتعاطى الحبوب المهلوسة والغبرة، والآن أبشرك بخبرها عن طريق هذه القصيدة التي كتبتها حولها وسميتها بشرى، ليس لأن اسمها كذلك، لكونه كان مستعارا، وانما بشرى بالألف المقصورة معناها خبر من اتقى الله فجعل له مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب ... قصيدة بشرى يا الي سألتوا واش سبابي علاش راني ليوم انقاسي علاش لحقت في عز شبابي هكذا نهلك فنفسي بنفسي رايحة اليوم نفرغ قلبي ونجاوب كل من راه يسقسي ونشا الله لما تسمعوا جوابي تفهموني وتقدّروا احساسي هذا شحال وانا نخبي او منسية في عالم منسي رافدة سري داخل قلبي وحتى واحد ما سمع حسي قاعدة وحدي وغالقة بابي او معتاكفة على المعاصي مرة نجبد مرة نسربي وقلت هذا هو الي ينّسي او ما زادلي غير عذابي هم وحد آخر زدتو لراسي لتمّ لقيت روحي نحبي لقبري ونحفر بيه بفاسي وليت انشوف كل شي سلبي ولات نفسي فيا توصي وتقولي لوكان غير تهربي للزنقة بلاك رايحة تتونسي وتلقاي كامل واش تحبي شراب او مال او كل ما تحوسي خير ما تبقاي وحدك تتعذبي اخرجي للزنقة شويا تتنفسي قلت في نفسي ماعليش جربي وحاولي على قلبك اعفسي خرجت وعفست على قلبي ولقيت الزنقة عالم قاسي عالم زادلي غير عذابي زاد كملي على نصي لتم بديت ندير في حسابي ونفكر باش نقتل نفسي لما لحقت ساعة غيابي وجدّت روحي وقطعت ياسي قلت خلاص نريّح قلبي في هاذ الدنيا وش راني نواسي فذيك الدقيقة بعتلي ربي صوت ملبعيد قالي ...حبّسي ما لازمش عليك تهربي لازم تكملي وما تيأسي عيشي على جال من تحبي قلتلو سبابي هوما ناسي ضيعوني في عز شبابي حطموني وريبولي ساسي حتى خويا الي من صلبي حطلي السم داخل كاسي خدعني يا خويا في غيابي وادالي اعز حاجة في نفسي كنت بكري ندير فحسابي مع عدياني كيفاش نواسي وجاتني الضربة غير مجنابي من عند اهلي من عند ناسي سمطولي ماكلتي وشرابي وحرموني حتى من نعاسي ودعيت ربي يحميني من حبابي أما عدياني...ندبر راسي قالي اصبري واش تحبي وبدى يفكر فيا ويوّصي ما تقنطيش من رحمة ربي مادام مازالك حية وتتنفسي وفهاذ الدنيا لوكان تحسبي شخال من واحد راه يقاسي تلقاي روحك جابلي ربي خير من الناس لوكان تحوسي وعوض تهربي تولّي تقربي من الي راكي غير فيه تعصي صلّي زوج ركعات او توبي تشوفي لتمّا واش تحسي والمخدرات لوكان تحّبي ديري في بالك تقدري تحبسي لوكان تتوكلي على ربي ومن دركا تبداي تنقصي لتم رحت وفتحت كتابي وقريت حتى لاّية الكرسي وعرفت بلي سبحانو ربي ماهو راقد ماهو ناسي وحدو العالم بلّي مخببي ومنين يجيني الخير ما نحصي كمّلت قريت وختنت كتابي بقّل اعوذ برب الناس رفدت يدي ودعيت ربي وقلتلو سبابي هوما ناسي ضيعونني في عز شبابي والنص الثاني ضيعتو بنفسي يا ربي كون بقربي واهدي هاذ القلب العاصي واغفرلي كل ذنوبي واعفيني من المعاصي ربي سبحانو ردّلي جوابي ردني للطريق وجابلي نصي انسان صارحتو ودقدق في بابي وراكم معروضين قريب عرسي تأليف فيصل كرشوش كل الحقوق محفوظة