وضعت إجازة مديرة قسم الإنتاج، السيدة ليلى بن رابح لمدة نصف عام، مصير حصص'' الدزاير شو'' ''الفهامة'' و''اختر سؤالك'' في مأزق حقيقي وبوجه المدفع، في الوقت الذي لم يتمكن نائبها رمضان بلهادي، من إطفاء نار القلق التي يتقلب على جمرها منتجي الحصص التي تنتظر الضوء الأخضر للخروج من أدراج النسيان صوب الشاشة الصغيرة، خاصة وأن معظم الحصص صورت منذ أكثر من شهرين، وبدأ بالتالي الزمن يتعداها. وفيما استفادت حصتي ''أهاليل'' للمخرج فريد بن موسل ''وترى ماترى'' للمنتج رياض رشدال، من الدخول للشبكة البراميجية الحالية، بقى مصير عديد الحصص المنوعاتية والترفيهية مجهولا، بالرغم من أن الإجتماع الذي ضم مديرة قسم الإنتاج بممثلي شركات الإنتاج المنفذة الخاصة، خلص إلى تقديم البرامج في المواعيد المتفق عليها، بحيث التزمت كل جهة بتنفيذ برنامجها وتقديمه لقسم الإنتاج على أساس البث خلال الشبكة الحالية للبرامج، وكان اجتماع السيدة بن رابح المعروفة باسم السيدة ليلى، والذي أقيم خلال شهر أكتوبر، قد حضره المنتجون محمد صحراوي ممثلا عن شركة ''بادي فيزيون''، رياض رشدال منتج ''ترى ماترى''، المنشط سفيان ممثلا عن شركة ''VOX'' للمنتج رضا محيقني، فريد بن موسى مخرج ومنتج ''أهاليل'' ومخرج حصة ''اختر سؤالك'' محمد أوقاسي، وخلص هذا الإجتماع إلى وضع رزنامة خاصة بمواعيد التصوير بأستوديوهات الإنتاج بضاحية الكاليتوس، كما قامت السيدة ليلى بإبلاغ منتجي الحصص المشار إليها، بأنها مستمرة في البث على قنوات التلفزيون الجزائري، وعلى ضوء هذا الإجتماع صور جميع المنتجين حصصهم وقدموها للتلفزيون، غير أن المفاجأة التي لم تكن على بال أحد، أن يتنصل التلفزيون من وعوده، فيقوم ببث حصتي ''أهاليل'' وترى ماترى''، ويخلي طرفه من بث الحصص الأخرى. وعلى خلفية هذه السياسة غير المفهومة في التعامل مع قطاع السمعي البصري الخاص، مايزال المنتجون المقصيون بانتظار الفرج على يد الرجل الأول في شارع الشهداء عبد القادر العولمي، ولسان حال كل المنتجين؛ هل تراجع التلفزيون عن بث هذه الحصص والتعامل مع هذه الشركات الإنتاجية؟ وحتى إن حدث ذلك فعلى أي مقياس يتم بث حصص على حساب حصص أخرى؟ خاصة إذا وضعنا في الاعتبار أن حصة ''أهاليل'' هي نسخة طبق الأصل من ''ساسا قيندا'' و''أحنا في الهنا''، وحصة ''ترى ماترى'' هي نسخة مشوهة من الصراحة راحة''؟ وكيف يخلي التلفزيون طرفه في مصير حصص تكبد المنتجون أموالا في تصويرها وبناء ديكوراتها، عدا أن التلفزة صرفت ميزانية في نقل وتصوير الحصص بحاملات البث والإرسال التابعة لمؤسسة التلفزيون؟ والغريب في الأمر؛ أن الوضع باقي على ما هو عليه، رغم الفراغ الرهيب الذي تعاني منه الشاشة الصغيرة والظاهرة جليا، من خلال إعادة بث مسلسلات وأفلام أكل عليها الدهر وشرب، والسؤال المطروح بأي عقلية ومنطق يفكر به من نصبوا كمسؤولين في شارع الشهداء؟ أو ليس هذا تبذير للمال العام وتعطيل مصالح شركات قادرة على تغطية عجز الإبداع في مؤسسة التلفزة، التي تفضل بث الحصة مثل ''أهاليل''، أكثر من ثلاث مرات في الأسبوع، في الوقت الذي يحتفظ فيه قسم الإنتاج بحصص جاهزة للبث، لكنه لايبثها لسبب ما في نفس يعقوب، والنتيجة أن جيراننا في تونس بدأوا يستثمرون في نجومنا ويقضون ساعات البث معهم والمقصود هنا قناة فتية مثل ''نسمة TV''، التي خطفت في رمضان الماضي نسبة كبيرة من متابعة التلفزة الوطنية، التي باتت أكثر إصرارا على إقصاء الجيد وتشجيع الرداءة، وتكريس مبدأ ''خبز الدار ياكلو البراني.'' وفي الأخير؛ تطرح تساؤلا افتراضيا: هل يشاهد السيد عبد القادر العولمي الحصص التي يعرضها التلفزيون؟ والتي أقنعته بها ليلى هانم؟ ... بالتالي رجاء حافظوا على ماتبقى من مشاهدين أوفياء وكفاءات قبل أن يخطفها الجيران...