لأن حبه وولعه برسم بورتريات فنية لشخصيات سياسية، عسكرية، وطنية، ثقافية ورياضية جعل من شخصيته شخصية ''نرجسية'' محبة للتعالي والظهور مع المعالي، وجد نفسه متهما في قضية وصفت قبل تناولها من طرف محكمة بئر مراد رايس ب''الخطيرة والحساسة''. ليتبين بعد جلسة المحاكمة واستنادا لمرافعة هيئة الدفاع أن ملف القضية ''فارغ'' وأن الدركي الذي اتهم بالنصب والاحتيال على الوزراء والشخصيات النافذة في الجزائر ما هو إلا رسام بسيط ينحدر من ولاية بشار أطلقت عليه تسمية ''فنان المشاهير''، لأنه كان يرسم لوحات زيتية بيده تخص أسماء لامعة في الجزائر على غرار الوزير المنتدب لدى وزارة الدفاع الوطني عبد المالك ڤنايزية وقائد أركان الدرك الوطني بوسطيلة، وكذا مجموعة من الوزارء الحاليين كوزير الطاقة والمناجم ووزير الأشغال العمومية ووزير الخارجية مدلسي وآخرون، إلى جانب لوحات خاصة بالناخب الوطني رابح سعدان وكذا روراوة رفقة الفريق الوطني الجزائري بعد تأهله لكأس العالم على نظيره المصري بأم درمان. و قد قام المتهم برسم بورتري لشيوخ الزوايا ولجميلة بوحيرد والشاب خالد وحتى لمدير نشر جريدة يومية ناطقة بالعربية الذي تجمعه صورة مع المتهم، لأن هذا الأخير كان يقدم لوحاته كهدايا لكل هذه الشخصيات مقابل حصوله على صورة تذكارية معهم. وفي هذا الإطار وبمثول المتهم أمام قاضية الجنح بمحكمة بئر مراد رايس، أنكر الجرم المنسوب إليه والمتعلق بالتدخل بغير صفة في الوظائف العسكرية واستغلال النفوذ وسوء استعمال الوظيفة، حيث أفاد في معرض تصريحاته أنه لم ينصب على أي كان وأن كل ما كان يقوم به كان يقتصر عل إجراء اتصالات مع الوزارات والهيئات لأخذ موعد حتى يتمكن من تقديم لوحاته التي رسمها مقابل أخذ صور مع أصحابها، أين كان في كل مرة يتحصل على الموافقة يحظى بالصور، وعليه أكد دفاعه الأستاذ بوسنان أن موكله بريء من كل الأفعال الموجهة إليه، بحكم أنه لم يقدم عروضا مقابل خدمات بالرغم من أن له قريب في العائلة وهو خاله الذي يحمل رتبة عميد بالجيش الوطني الشعبي. من جهة أخرى، شدد الدفاع أن موكله يملك من وهبة الرسم الكثير الأمر الذي حوله إلى شخصية محبة للتعالي والشهرة والبروز مع الشخصيات اللامعة، وهو ما ذهب إليه خبير قيادة الدرك الوطني الذي خلص في خبرته بعد عرض المتهم عليه أنه يعاني من مرض نفسي وأنه محب النجومية والشهرة. كما أشار الدفاع إلى أن موكله هو من تقدم بطلب استقالة من منصبه كرقيب في صفوف الدرك الوطني لأنه فضل الحياة المدنية على العسكرية لسبب واحد وأنه المعيل الوحيد لوالدته المطلقة المقيمة بالجنوب الجزائري ليتم عزله عن الجهاز بطلب منه منذ حوالي ثلاثة أشهر، وفي هذا المقام وبعد أن طالب الأستاذ بوسنان ببراءة موكله من روابط التهم المتابع من أجلها، وبعد أن ألزم دفاع الوكيل القضائي للخزينة العمومية المتهم بأن يدفع تعويضا ماليا قدره 600 ألف دج، التمست ممثلة الحق العام إنزال عقوبة الثماني سنوات سجنا نافذا و500 ألف دج غرامة نافذة لتقرر القاضية بعدها إرجاء الفصل في القضية والنطق بحكمها في الجلسة اللاحقة.