قالت أمس السيدة جانيت ساندرسون ؛ مساعدة كاتب الدولة للخارجية الأمريكية مكلفة بملف الشرق الأوسط والمغرب العربي، أنها " واعية بوجهة نظر الحكومة الجزائرية، وستبلغ المسؤولين بواشنطن بذلك "، وجددت في تعليق على تصنيف الجزائر ضمن قائمة الدول الخطيرة، تأكيدها أن الإجراءات التي اتخذتها الولاياتالمتحدةالأمريكية، تهدف إلى ضمان أمن المسافرين دون استثناء. وكانت مساعدة هيلاري كلينتون تتحدث على هامش اللقاء الذي جمعها بمراد مدلسي وزير الخارجية، وطرحت مجددا احتمال "أن تخضع هذه الإجراءات للتغيير"، ولم يسفر اللقاء عن الإعلان عن "إجراءات ملموسة " لحذف الجزائر من القائمة السوداء وإخضاع جزائريون تنقلوا إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية للتفتيش وفق النظام الأمني الجديد. أنهت السيدة جانيت ساندرسون مساعدة كاتب الدولة للخارجية المكلفة بالشرق الأوسط والمغرب العربي، محادثاتها مع وزير الخارجية مراد مدلسي، دون الإعلان عن أي إجراء ملموس لإستثناء الجزائر من الإجراءات الأمنية التي فرضتها واشنطن على 14 دولة من بينها الجزائر، وجددت خلال لقائها أمس بمدلسي، تأكيدها على أن "الإجراءات تهدف إلى حماية المسافرين دون استثناء وتأمين الرحلات الجوية". ولم تقدم الدبلوماسية الأمريكية أية ضمانات ملموسة، واكتفى مدلسي بالقول في تصريح عقب اللقاء، أن الضمان الحقيقي يتمثل في نوعية العلاقات القائمة بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية "، وأضاف أن: "هذا الضمان قائم على الثقة وعلى أساس هذه الثقة، أنا متيقن من أننا سنخلص إلى إيجاد حلول أكثر ملائمة ومقبولة على مستوى المجموعة الدولية، حتى نكافح معا وبطريقة فعّالة ظاهرة الإرهاب الذي يعنينا جميعا". وطرحت السيدة ساندرسون في تصريح نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، إمكانية إدخال تعديلات بالقول:" أن الولاياتالمتحدةالأمريكية قد تتجه إلى تعديل الإجراءات الأمنية "، لكنها لم تعلن عن اتجاه إدارة البيت الأبيض ل " شطب " الجزائر من القائمة، ورهنت إجراء تعديلات ب"التطورات ذات الصلة بالتهديدات الإرهابية". وكانت مساعدة هيلاري كلينتون قد اعترفت أول أمس في لقاء صحفي، أن إدارة البيت الأبيض قد " تسرعت" في إصدار هذه الإجراءات الأمنية التي كشفت عن خلل في النظام الأمني الأمريكي لتدارك الثغرات الأمنية، لكنها لم تتحدث عن "خطأ " أو "سوء تقدير" الجزائر بتصنيفها في القائمة السوداء، رغم اعترافها بجهودها في مكافحة الإرهاب الذي استهدف البلد طيلة عشرية كاملة، وحققت الجزائر تجربة تحولت إلى مرجع العديد من الدول منها الولاياتالمتحدةالأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب. ويقول مراقبون أن "الشروط" التي حددتها واشنطن لتعديل الإجراءات الأمنية، قد تمس التصنيف حسب درجة الخطر الإرهابي، ولن تستثني الجزائر في ظل التقرير العسكري الأمريكي الذي صدر قبل أيام، ويصنف ما يسمى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وهو التنظيم الإرهابي المسمّى الجماعة السلفية للدعوة والقتال ضمن أخطر الجماعات الإرهابية التي تنشط شمال إفريقيا ومن بين أبرز 20 جماعة إرهابية وينشط في الجزائر ومنطقة الساحل. ويدرج متتبعون زيارة ساندرسون للجزائر في إطار "تطويق التوتر "، على خلفية تصنيف الجزائر ضمن القائمة السوداء حيث سارعت كلينتون إلى إيفاد ديبلوماسية سابقة في الجزائر، وعلى إطلاع بالوضع في البلد لتهدئة الأجواء، والتأكيد على استمرار التعاون مع الجزائر التي تعد شريكا اقتصاديا هاما، و طمأنة المسؤولين الجزائريين بعدم تأثير القائمة السوداء على العلاقات بين البلدين خاصة في المجال الأمني.