إرهابي مبحوث عنه بتهمة العلاقة مع تنظيمات إرهابية بالخارج يكشف خلال محاكمته: فتحت، أمس، محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء ملف شبكة إرهابية تتكون من 11 شخصا، أحدهم في حالة فرار، من بينهم جزائري يقيم بقطر وعمل سابقا بالسعودية كمطوف ثم مسؤول فندقي. قبل أن يتزوج شيشانية مطلوبة لدى المخابرات الروسية، لكونها أرملة زعيم قوقازي يدعى «دوكو عُمروف» قائد ما يسمى ب«حركة الجهاد في القوقاز»، قبل مقتله. وقد وجهت للمتهم المدعو «ب.حكيم»، تهمة دعم وإسناد المجموعات الإرهابية بالخارج وإنشاء قنوات على «اليوتوب» لنشر الأعمال التخريبية، إلى جانب تهم ثقيلة تتعلق بجناية الانتماء لجماعة إرهابية تنشط داخل وخارج الوطن باستعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال وحيازة ذخيرة حية وسلاح من الصنف السادس. أهم مهماتها هو تجنيد شباب منطقة الثنية ببومرداس بتنظيم «داعش» وعقد اجتماعات سرية داخل مساجد المنطقة ومناطق أخرى من العاصمة، على غرار مسجد الوفاء بالعهد في القبة، والاستعانة بوسائل تكنولوجية للاتصال والإعلام لنشر الأفكار التكفيرية الجهادية والترويج للأخبار الخاصة بالتنظيمات الإرهابية بالعالم عن طريق إنشاء قنوات إلكترونية على «اليوتوب». الملف الشائك الذي عالجته محكمة الجنايات الابتدائية، أمس ولساعات طوال، انطلق بقراءة قرار الإحالة، تعود وقائعه إلى شهر مارس 2017، إثر معلومات دقيقة بلغت مصالح الأمن الخاصة بمكافحة الإرهاب حول نشاط أشخاص في مجال تجنيد الشباب الجزائري في تنظيمات إرهابية عبر حلقات سرية لنشر الأفكار التكفيرية في مساجد متفرقة من ولاية بومرداس والعاصمة، والتي مكنت الشرطة من الوصول إلى ثلاثة أشخاص لهم ضلع في ذلك تم تحويلهم على التحقيق الأمني. وقد كشف إخضاع المتهمين للاستجواب المعمق من قبل مصالح الأمن لمعلومات جد خطيرة تتعلق بنشاط المتهمين ضمن تنظيم إرهابي ينشط خارج الوطن، وأثبتت التحريات أن المتهمين وعلى رأسهم المتهم الرئيسي المدعو «ب.حكيم»، التقوا أول مرة بالبقاع المقدسة بالمملكة العربية السعودية أثناء أدائهم مناسك العمرة، وظلوا هناك إلى غاية انتهاء صلاحية تأشيراتهم. كما كشفت التحريات بعد توقيفهم إخضاع هواتفهم للخبرة أنهم كانوا على تواصل مستمر عبر تقنية «التلغرام» بحكم مميزاتها في ضمان السرية من المراقبة الأمنية، كما تبين أن أغلبهم كان ينشط ضمن قنوات إخبارية على الشبكة العنكبوتية الانترنيت التي تهتم بنشر أخبار حول العمليات الجهادية المزعومة والترويج للأفكار التكفيرية الجهادية المتطرفة. وذلك عبر قنوات تحمل عبارات مشبوهة على رأسها «أنت الجماعة ولو كنت وحدك» وقناة «اللهم زدني علما» وقناة تحت اسم «إياك أن ينقطع عنك الحق». وواجه المتهمون تهمة التخطيط في وقت سابق لضرب مؤسسات حساسة بولاية بومدراس، كما أثبتت التحريات أن أغلبهم ينحدرون من منطقة الثنية وبغلية وبودواو، وأنهم قد سبق لهم أن خططوا في وقت سابق لضرب مقرات الأمن ومؤسسات حساسة بولاية بومرداس واغتيال مسؤولين وقيادات، منهم رئيس أمن ولاية بومرداس وشخص آخر شيعي، وهي مخططات لم تنفذ. كما تبين في إطار توسيع التحريات، أن معظم المتهمين تنقلوا بين سنة 2012 و2017 نحو الخارج، فمنهم من توجه نحو إيطاليا وتونس وآخرين نحو البقاع المقدسة، وأن كل حساباتهم الإلكترونية على الأنترنت أثبتت الخبرة عليها نشرهم المتواصل لفيديوهات خاصة بالأعمال الإرهابية التخريبية وبصناعة المتفجرات عبر مناطق متفرقة من العالم ومناطق الحروب، منها الأعمال التي كان يشرف عليها زعيم «داعش»، أبو بكر البغدادي، والتنظيم الإرهابي «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» بزعامة «أبو مصعب الزرقاوي». عميل سري للأمن متزوج من شيشانية تطاردها المخابرات الروسية! كشفت جلسة المحاكمة تصريحات جد خطيرة، صرح فيها المتهم الرئيسي المدعو «ب.حكيم» المنحدر من مدينة السويدانية في العاصمة، أنه كان يعمل عميلا سريا لدى المخابرات الجزائرية منذ سنة 2010 تاريخ توقيفه لدى دخوله الجزائر من قبل المصلحة المركزية لنشاطات مكافحة الإرهاب. كما أكد أن الذين عمل لصالحهم سمحوا وسهلوا لزوجته الشيشانية التي التقاها بتركيا وارتبط بها بالدخول إلى الجزائر، رغم أنها مطلوبة من قبل المخابرات الروسية بعد مقتل زوجها الأول، وهو زعيم قوقازي معروف بالشيشان على يد السلطات الروسية، هذه الأخيرة التي أكد أنها سبق أن طلبت اللجوء في أذربيجان ثم تركيا. وفند المتهم «حكيم» ما وجه له من اتهامات تتعلق بدعمه للإعمال الإرهابية والتنظيمات التخريبية عبر العالم، مشيرا إلى أنه كان مقيما في قطر وعمل مسؤولا مطوفا بمكة، وأن أول رحلة قادته إلى السعودية كانت سنة 2008. وهناك قرر عدم العودة إلى الجزائر وأنه لا علاقة تربطه بباقي المتهمين معه وأنه لا يعرفهم البتة، وفسر تواجد أرقام هواتفهم لديه كتواجد أرقام شخصيات، منها شخصيات رياضية معروفة بالعالم العربي، وأن تطبيق التلغرام الذي عثر عليه بهاتفه يستعمله للتواصل مع أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بقطر. من جهته، اعتبر القاضي قصة زواج المتهم بالشيشانية المطلوبة لدى السلطات الروسية هو كان الانطلاقة لنشاطه الإرهابي. وأمام ما تقدم من معطيات ،التمس النائب العام توقيع عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا ضد المتهمين مع أقصى العقوبة ضد المتهم الفار المدعو «م.محمد» الذي كان مكلفا بتجنيد الشباب لتنظيم «داعش».