استغلّت تنظيمات إرهابية دولية، تنشط داخل وخارج الوطن، طالبا جامعيا تخصّص تسيير ومحاسبة، عبر مواقع التواصل الإجتماعي” فايسبوك” ،”تليغرام”. لاستهداف مقر رئاسة الجمهورية بالمرادية، من خلال إرسال صور وفيديوهات لمواكب عناصر الحرس الجمهوري، ومحيط الرئاسة. ورصد كل التدابير الأمنية المتّخدة بمحيط القصر الرئاسي . قبل أن يتمّ إحباط المخطط الإرهابي، وتوقيف المشتبه فيه، وشريكه مسبوق قضائيا داخل وخارج الوطن في قضايا الإرهاب. وتكشف أوراق القضية، التي تحوزها ” النهارأونلاين” حصريا، عن وقائع إجرامية خطيرة، تورّط فيها كل من المدعو “ب.محمد السعيد”. ذو 22 ربيعا، طالب جامعي تخصص تسيير ومحاسبة يقيم بالمرادية. وشريكه المدعو “خ.عبد الحكيم” ذو 37سنة، من براقي، أحد العناصر الإرهابية المجنّدة في العراق عام 2006. ومنخرط ضمن جماعات إرهابية مسلّحة ناشطة بالجزائر خلال فترة 2008- 2009. حيث بتاريخ 28 جويلية 2016، وردت إلى مصالح الإقليمية للتحقيق القضائي، في إطار التحرّي عن الجرائم الإرهابية والتخريبية. معلومات تفيد وجود عناصر تنشط على مستوى منطقة براقي، والمرادية لصالح التنظيم الدولي “داعش” في العراق والشام،والمغرب العربي. على إثرها وبتاريخ 17 جويلية 2016، تم توقيف المدعو” خ، عبد الحكيم” وآخر يدعى ” ب، محمد سعيد”، لإحالتهما إلى التحقيق . وكشفت تحريات إستعلاماتية دقيقة، أن الطالب الجامعي ” محمد سعيد” أنشأ خلال 2014، صفحة على “الفايسبوك” باسم “الشباب الجزائري المسلم”. للتواصل مع أمير التنظيم الإرهابي داعش” ببلاد الشام سوريا، المكنى “أبو دجانة الجزائري” المنحدر من ولاية قسنطينة. وبعد قناعته بمشروعية الجهاد، من خلال نشر فيديوهات وتسجيلا ت لفتاوى عن الجهاد والعمليات القتالية، منها فيديوهات مسجلة. لمؤسس الجبهة الإسلامية للإنقاذ “المحظورة” الداعية الجزائري “علي بن حاج” . قام بفتح حسابا على ” التلغرام” بأسماء مستعارة منها “أبو محمد الجزائري”، ومن خلاله طلب المساعدة منه للالتحاق بهم. غير أن “أبو دجانة الجزائري”، رفض ذلك بسبب نقص التمويل، وطلب منه الالتحاق بالجماعات الإرهابية المسلحة الناشطة بالجزائر. وحينها تعرّف الجامعي “محمد السعيد” على “أبو دجانة السكيكدي” الناشط بشرق الوطن، الذي رفض أيضا تجنيده بسبب نقص التسليح. مقترحا عليه النشاط معهم بدعمهم بالمعلومات والأموال، وكذا تجنيد له أشخاص أخرين عناصر دعم وإسناد لفائدة مجموعته الإرهابية. وتزامنا مع التواصل الذي ربطه المتهم مع هذه الجماعات الإرهابية بالداخل، تعرّف على الإرهابي “فاروق” المكنى “أبو قتادة” بالعراق. عندها أعلمه الطالب الجامعي بأنه يقطن بمحاذاة قصر رئاسة الجمهورية بالمرادية، فاستغلّ “أبو قتادة” الظرف وطلب منه تزويده بمعلومات حول الإجراءات الأمنية. المتخذة بمحيط الرئاسة، ورصد تحركات عناصر الحرس الجمهوري، والتقاط صور للمدخل الرئيسي لمقر الرئاسة، وكاميرات المراقبة وإرسالها له عبر “التليغرام”. وهو ماحدث فعلا، حيث أرسل الجامعي للأرهابي “أبوقاتادة” صورا لموكب رئاسي للحرس الجمهوري، على متن سيارة “4*4″ . كما ورد أنّ المتهم حاول تجنيد بعض أصدقائه من فريق رياضي كان يمارس معهم كرة القدم، منهم المدعو ” رضا” و “مالك” أحدهم منخرط بسلك الأمن. وموّل الارهابي ” أبو المعتصم” بمبلغ 5000دج، سلّمها لزوجته المقيمة بأحد الفنادق بديدوش مراد بقلب العاصمة. وكذا تمويل أحد معارفه بالعملة الصعبة بسوق “السّكوار”، من خلال التواصل معه عبر ” التليغرام” المعروف باسم “حمزة حمزة”. أما بخصوص “خ.عبد الحكيم” فأوردت التحريات الأمنية بخصوصه بأنه، وبعد عودته من العراق عام 2006، أين نفذ عدة هجمات إرهابية ضد القوات الأمريكية. ومعاقبته بالسجن 5سنوات بالجزائر، بتهمة الانخراط في جماعات إرهابية مسلحة تنشط خارج الوطن، عاد مجدّدا إلى النشاط الإرهابي المسلح. حيث قام بفتح صفحات “فايسبوك” بأسماء مستعارة، منها “أبو محمد عبد الغفور” ، “أو محمد الأرقم” وأخرى باسم أحد أصدقائه المتوفين بالعراق المدعو” ابرهيم عيدر”. ومن خلالها تواصل مع الإرهابي المنخرط ضمن تنظيم ” داعش” بالرقة المدعو ” أحمد الوهراني” عبر صفتحه المستعارة ” أبو البراء”. الذي طلب منه الإنضمام إليه، فأخبره المتهم بأنه لا يملك جواز سفر، كما كلفه أيضا بتزويد زوجته بمبلغ مالي . مع المكلّف بالمالية المدعو “أبو المعتز” بالجزائر، أمام فندق “الفرسان” ببراقي. المتهمان وخلال مواجهتهما أمس أمام محكمة الجنايات بالدار البيضاء، بتهم الإنخراط في جماعة إرهابية، تنشط داخل الوطن، وخارجه. وجناية الإشادة بالأفعال الإرهابية، و الانتماء إلى جماعة إرهابية وتمويل وتموين جماعة إرهابية، أنكراها جملة وتفصيلا. وذكر الطالب الجامعي، أن لا علاقة له بالإرهاب، أمّا عن أوشحة ” كتائب القسّام” التي ضبطت بمنزله، فاحتفظ بها كذكرى من عمه. المتواجد حاليا بكندا، جلبها معه لما كان يقوم بمساعادات إنسانية للمحتاجين بمنطقة “عززاقة” بتيزي وزو. وأما “خ، عبد الحكيم” فاعترف بسوابقه العدلية، ونفى تواصله مع جماعات إرهابية قطعا، معترفا أنه كان يعرف ابن الحي “لعمش بلال” الذي له شقيق إرهابي في تنظيم داعش، وكلمه لأجل توكيل محامي له لا أكثر. النيابة العامة اعتبرت الوقائع ثابتة بحميع أركانها المادية والمعنوية، ملتمسة عقوبات تراوحت بين 15 و10 سنوات سجنا نافذا ضد المتهمين. ياسمينة دهيمي