كشفت جلسة محاكمة شبكة إرهابية تتكون من 11 شخصا أحدهم في حالة فرار أمام محكمة الجنايات بالدار البيضاء، الأحد، عن وقائع خطيرة وكيفية تجنيدهم لشباب بتنظيمات إرهابية تنشط خارج الوطن باستخدام تكنولوجيات الإعلام والاتصال، وكذا عقد اجتماعات سرية داخل مسجد الفتح ببودواو وكذا مسجد الوفاء بالعهد في القبة وسط العاصمة، واستعمال تطبيق "التليغرام" للاتصال فيما بينهم. وتعود وقائع الملف استنادا لمحاكمة المتهمين، إلى شهر مارس 2017 بعد تسريب معلومات بخصوص نشاط شخص مشبوه يدعى "ب،ح"، وعلاقته بأكبر التنظيمات الإرهابية في منطقة الشام والعراق وأنه على رأس شبكة تقوم بتجنيد المقاتلين بها، وتوصلت الشرطة عقب تحريات مكثفة لثلاثة أشخاص تم توقيفهم، وانطلاقا من تصريحاتهم باشرت الضبطية القضائية تحرياتها لتوقيف البقية واتضح لدى سير التحقيق أن أربعة متهمين التقوا بالبقاع المقدسة من بينهم المدعو"ب،ح" عمل مطوفا في مكة بعد انتهاء مدة صلاحية تأشيرته خلال أداء مناسك العمرة ثم مسؤولا للحجز الفندقي. واستمرت إقامتهم داخل تراب المملكة السعودية لفترة كان الغرض منها التنسيق للعمل الإرهابي وربط اتصالات بشركائهم داخل الوطن وبالأخص منطقة الثنية في بومرداس، وأثبتت الخبرة الفنية التي أجريت على أجهزة المتهمين خلال توقيفهم أنهم تواصلوا فيما بينهم عبر تقنية التليغرام نظرا لميزتها في ضمان السرية من المراقبة الأمنية، وكذا استخدامهم قنوات إلكترونية كمنبر إعلامي لنشر أفكار متطرفة حول "الجهاد" المزعوم تحمل أسماء غريبة على غرار "انت الجماعة ولو كنت وحدك"، وقناة "اللهم زدني علما" وأخرى تحمل اسم "إياك أن ينقطع عنك الحق"، وتداول المتهمون فيديوهات لأعمال تخريبية وصناعة المتفجرات عبر حساباتهم الإلكترونية. كما تبين أنهم خططوا في وقت سابق لضرب مقرات الأمن وأماكن حساسة بولاية بومرداس واغتيال رئيس الأمن بها، إلى جانب ذلك اتضح بعد مراسلة نظام شرطة الحدود بخصوص تحركاتهم خارج الوطن أنهم تنقلوا نحو إيطاليا وتونس ومعظمهم نحو البقاع المقدسة في فترات مختلفة بين سنتي 2012 و2017. ولدى سماع المتهم الرئيسي "ب،ح" كشف أمام استغراب الحضور بالجلسة، أنه عميل سري للمخابرات الجزائرية وكان ينشط بإيعاز من شخصيات عسكرية نافذة ومعروفة لصالح الجزائر، وهي من سمحت بدخول زوجته الشيشانية لأرض الوطن رغم أنها مطلوبة من قبل المخابرات الروسية، بعد مقتل زوجها الأول وهو قائد معروف بالشيشان وطلبها اللجوء في اذربيجان قبل زواجهما، وبرر علاقته بها بأنها مجرد تعاطف تجاه قضيتها وإعجابه بنضالها الجهادي، كما نفى اتهامه بدعم العناصر الإرهابية في العالم، غير أن هيئة المحكمة واجهت المتهم على أن زوجته هي من عرضت عليه الزواج وكانت علاقاتهما بداية لنشاط الشبكة الإرهابية انطلاقا من البقاع المقدسة وتركيا، وأن المتهم نفسه كان عنصرا فعالا في الشيشان من خلال دعمهم ماديا ومعنويا وتوغله في تنظيماتها منذ سنة 2008. وقد التمس ممثل النيابة عشر سنوات سجن نافذا.