جهزت إدارة متحف نصر الدين ديني للفنون التشكيلية، جميع قاعات عرض اللوحات التشكيلية بأجهزة كاميرا مراقبة، لتأمينها من أية عملية تخريب أو سرقة، كما تم منع لمسها أو تصويرها، وحرصت الإدارة على عرض لوحات غير أصلية للفنان الفرنسي الشهير في الطابق السفلي، ولجأت إلى عرض لوحاته الأصلية في قاعة خاصة في الطابق العلوي. وكشف مدير المتحف السيد عجلات محمد، خلال زيارة ميدانية بمختلف أجنحة المتحف، الواقع بحي الموامين بوسط مدينة بوسعادة و تم افتتاحه عام 1993، أنه تم استرجاع 12 لوحة أصلية للفنان، بعضها يعود إلى سنوات 1884و 1929 من عند الخواص وبعض المؤسسات العمومية، منها لوحة قيمة من مجمع سوناطراك. وأوضح مدير المتحف: ''نحن في اتصال مع الأهالي وأصدقاء الفنان الذين يحتفظون ببعض لوحاته لإسترجاعها وعرضها، خاصة وأنها تحف فنية نادرة ''. وتم في القاعة المخصصة للوحاته الأصلية، عرض مؤلفاته و ووصاياه ومراسلاته باللغة العربية التي أتقنها بعد اعتناقه الإسلام و أدائه فريضة الحج، وحرر وصية دفنه ببوسعادة بالعربية أيضا، وهي متوفرة في المتحف، ويوجد اليوم في بوسعادة ضريح الرسام العالمي أمام قبره وأيضا جامع باسمه. وكان الفنان الفرنسي قد ألّف بعد إسلامه كتبا عديدة، قد يكون أشهرها ''أشعة خاصة بنور الإسلام '' و''الشرق كما يراه الغرب''، وكتابه الجميل '' ربيع القلوب''، ويلمس المتأمل في لوحاته تعلقه بالبيئة الصحراوية، ورسم لوحات عديدة عن المرأة البوسعادية بزيها التقليدي الجميل ووشمها ووجودها في البادية، الرجل ظل عازبا ولم يتزوج و كرس حياته للرسم والتأليف في منزله الذي تحول إلى متحف يحمل اسمه واستقر فيه عام 1913، وهو منزل تقليدي عريق بوسط مدينة بوسعادة، يتكون من طابقين يفصلهما سلم خشبي ومفروش بالزرابي التقليدية والنوافذ مصنوعة من الزجاج الملون، وحرصت إدارة المتحف على عدم إجراء تعديلات على المنزل الذي يقصده السواح و المواطنون كثيرا، إضافة إلى تلاميذ المدارس وطلبة الفنون الجميلة. وتم تخصيص ورشة للرسم والفن التشكيلي ومكتبتين توفران المراجع للطلبة والباحثين، وتم تخصيص قاعة عرض للوحات الرسامين المبدعين داخل وخارج الوطن.