هو صغير في حجمه كبير في معانيه ، وبالرغم من أنه أصغر شيء نحمله لكنه يعني لنا الكثير، عندما نريد الإرتباط هو أول شيء نفكر في تقديمه، وعندما نريد الفراق هو أول شيء نفكر في أخذه، وبمجرد رؤيته في اليد نستطيع أن نفرق بين المرتبط وغير المرتبط، و بمجرد وضعه في أصبع الطرف الآخر، نكون قد أعلننا الإرتباط رسميا، وبمجرد أخذه أو إرجاعه إلى الطرف الآخر، نكون قد أعلننا الفراق، أصبح وجوده في العادة أمر مفروغ منه بل وواجب كذلك، و أكدته حتى السنة النبوية الشريفة، وجعلته واجبا ما كان مقدورا عليه وأصبح يرمز إلى الباءة حتى ولو كان من حديد ... بعد الفراق لم يجد ياسين إلا الخاتم ليقاسمه معاناته، وأصبح من حين لآخر يضعه في يده يتذاكر وإياه الأيام الخوالي كونه شيء منها، وكان في يده شاهدا على كل ما حدث، بعدما اشترطت عليه هي وأهلها أمورا تعجيزية، وافق عليها ياسين وراح يعمل ليل نهار من أجل توفيرها لها، ومع مرور الوقت قرر أن يخرج معها لعلها تتفهم معاناته عندما تتعرف عليه، وبأنه إنسان زوالي على قد حاله، لكن هيهات ...كما أخبرنا في رسالته في جزءها الثاني بأنه وجدها امرأة أو بالأحرى طفلة صغيرة لم تنضج بعد، تحب البرستيج المبالغ فيه، وحتى الأماكن التي كانت تطلب منه أن يأخذها إليها من مطاعم وقاعات شاي كانت جد غالية، حيث تأكل وتشرب وعند الخروج تتركه يتحمل أمر التسديد، ولاحظ كذلك بأنها تشتري كل ما هو غالي وغير مفيد، وتتكلم في مواضيع تافهة، والقطرة التي أفاضت الكأس كانت عندما طلبت منه أن يوفر لها سكنا خاصا بعيدا عن والديه، بالرغم من معرفتها لحالته المادية المحدودة، كل هذه الأمور أرغمته على اتخاذ قرار لم يكن يحبذه نظرا لحبه لها، لكن لم يجد سواه، فقرر أن يتركها ويحتفظ بخاتمه. بقي ياسين وحيدا لمدة ثلاث سنوات، حيث تغير كل شيء في حياته وخسر عمله، وأصبح لا يكلم الناس ولا يكلم حتى والديه، وشعر باستياء كبير من جراء الفراق الذي كان أمرا محتوما عليه، فبقي كذلك يفكر ويفكر، وأخبرنا بأنه لم يستطع نسيانها، وبقي وحيدا يفكر فيما يجب عليه فعله، هل يحاول البحث عنها وبالتالي الرجوع إليها؟ أم يبحث عن امرأة أخرى ويحاول خوض تجربة ثانية، لكن المشكل، كيف ستكون هذه الأخرى؟ فلم يجد من حل أمامه سوى أن ينزع الخاتم من يده ويضعه في مكان حيث لا يراه ولا يذكره بها، وأصبح يزوره من حين لآخر، يكلمه ويسترجع معه الذكريات، كما قال في الجزء السابق من الرسالة ... لقد كانت حبّي الأول، والمشكلة أني لم أقدر نسيانها، مهما حاولت ومهما فعلت ما ازددت إلا حبا لها، لست أعلم لماذا، ومع أني صليت الإستخارة لمرّات ومرّات، لكن للأسف ما ازددت إلا تفكيرا فيها وحبا لها، لست أعلم ما يجب علي فعله بالضبط كي أخرج من هذه الأزمة، لقد تغيرت حياتي كلها، العمل النوم الأكل كل شيء في حياتي تغير ، وعادة أقرر أن أبقى وحيدا، لكن عندما أرى الأزواج مع بعضهم أشعر بالغيرة وأفكر في إنجاب أبناء، كانت هذه الفترة هي الأسوأ في حياتي، أما هي ... الله أعلم، لست أدري إن كانت بخير أم لا، ربما تزوجت ؟... هل هي تذكرني أم أنها نستني، كل هذه الأسئلة طرحتها خلال تلك الفترة، وهذا بعد ثلاث سنوات من الفراق، وهنا بالذات حدثت المعجزة الكبرى. بعد كل هذه المعاناة حدثت المعجزة التي لم يكن ينتظرها ياسين، عندما دخل إلى البيت متأخرا كالعادة، فوجد أمه في انتظاره فأخبرته بأن رسالة قد وصلته وسلّمته إياها، وعندما قرأ اسم المرسل كاد أن يغمى عليه، حيث وجد اسمها على ظهر الرسالة فلم يصدق، وفتحها ليتأكد من الأمر، فأول كلمات قرأها كانت ...بسم الله أرفع القلم وأصلي وأسلم على خاتم الأنبياء والرسل، هنا ياسين لم يصدق لأنها لم تكن تتكلم بهذه الطريقة، واحتار عندما قرأ البسملة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وهنا ألقى نظرة إلى أسفل الرسالة ليتأكد من الاسم فوجده اسمها الكامل، مما زاد من حيرته وفي هذا الجزء من قصة الخاتم، سنتعرف على مضمون الرسالة حيث أرسلها لنا كاملة، وأنا بدوري حوّلتها إلى قصيدة تحمل كل التفاصيل، تابعوا معنا ماذا حدث لها بالضبط في قصيدة ... قصيدة الخاتم 03 لله ما تلومنيش يا الخاتم ما جات مني لا منها هي حنا فراقنا كان محتم مكتوب عليها و عليا يا الخاتم مانيش فاهم ويلا فهمتني مادا بيا تقولّي نبكي و لا نتبسم و لا نضحك من عينيا وش ندير قوللي يالخاتم ماذا بيا تدبّر عليا أسمع مليح من بعد أحكم راني جايك غير بالشوية كنت كيما العادة هايم و لما دخلت للدّار لعشية لقيت بريا قريت الاسم حسّيت الدنيا دارت بيا ...بسم الله نرفع القلم والصلاة على خيرالأنبيا صلّى الله عليه و سلم قلت بالاك ماشي هي ما كانتش هكذا تتكلم راك تعرفها زهوانية ياك ما تحبش حتى تتعلم نجي نعلمها تضحك عليا لتم هبّطت عيني تم تم سبحان الله أسمها هي يا الخاتم كتبتلي كلايم هلكوني وكملوا عليا قاتلت ربي سبحانو يعلم كامل الشي الي صرا بيا ملي خطيتك و أنا نتألم و مانشفوش دموع عينيا تفارقنا في جال الدراهم اعلى جال خماج الدنيا خاطر قليل او منعادم و حتى والديك زوالية تبّعت الناس وسمعتلهم او من بينهم حتى والديا نشالله ربي يسامحلهم هوما كانوا يدبروا عليا وأنت عييت فيّا تفهّم حتى حاجة ما نفعت فيا قلت لي بلي الدراهم هَم شوفي الناس ألي أغنيا كامل ربي واش عطاهم ماشي مهنيين فهاذ الدنيا ديما بعاد على بعضاهم و أنا عايش مع والديا اللي كاين نقسمو معاهم و لما نطوّل يتقلقوا عليا فرح و قرح ديما معاهم وهكذا رايحة تكوني نتيا لمّا كنت هكذا تتكلم نقول راه غير يصبر فيا هاذ الإنسان راهو يحلم و أنا إنسانة واقعية و فذوك ليّام ليا تقدم واحد خطبني من والديا وليد ناس لا باس بيهم طمّعوني فرّشولي زربية كانوا يحكولي على وليدهم وش كاسب فهاذ الدنيا قعدت شحال وأنا نخمم و أنت ماكنتش فايق بيا لتم بديت نقارنك بيهم لقيتك بزاف بعيد عليا أما وليدهم كان كل دايم يجي للدار يجيبلي هدية وش مذهب وش مدراهم تقدر تقول عمالي عينيا ودركا نضن راك فاهم علاش ما قبلوكش والديا لتمّا شفت بلّي لازم نشوف الّي يخرج عليا قررت باش نخّبي الخاتم او نحّيتو من يدّيا و تفارقنا أو ملتم بقات صورتك بين عينيا و نسمع غير فزوج كلايم لمّا قلت لي أنا و نتيا صرالنا كيما حواء و آدم لمّا بليس ما قدرش عليا قالك لازم انفرّقهم امالا دار ليك نتيا وعمالك عينيك بالدراهم وشهدت معاه حتى الحية الناس الّي الله يهديهم أثروا فيك و ماشي فيا خرجت كيما كنت تخمم بصّح أنا بالنسبة ليا قلت حققت ما راني نحلم فارس أحلامي طل عليا تزوجت بيه او ملتم بدات تتبدل العقلية وكل ما كنت معاك نتعلم عشتو او شفتو بأم عينيا لله ما تلومنيش يا الخاتم ما جات مني لا منها هي حنا فراقنا كان محتّم مكتوب عليها وعليا والمرة الجاية نكمللكم وش كانت رافدة لبريا اومازالت قصة الخاتم طويلة حتى للساعة هاذيا تاليف فيصل كرشوش كل الحقوق ممحفوظة