قام عدد كبير من الناقلين برفع تسعيرة التذكرة إلى 10 دنانير على مستوى عدد من الخطوط الحساسة، فيما يعتزم ناقلو ما بين الولايات رفع سعر التذكرة من 50 إلى 100 دينار خلال الشهر القادم في إجراء عشوائي، دون العودة إلى الوزارات الوصية والتنسيق معها. ويأتي الإجراء الذي اتخذه الناقلون على مستوى العاصمة، عشوائيا دون الرجوع إلى الوزارات الوصية أو التشاور معها، بحيث شُرع في تطبيق هذا الأخير مباشرة بعد رجوع الناقلين إلى إحدى النقابات والموافقة على إجراء الرفع، بحيث تم رفع سعر التذكرة بين عدد من الخطوط إلى 10 دنانير كاملة مرة، في الوقت الذي تم رفعاها ب 5 دنانير في عدد من الخطوط، ويأتي على رأس الخطوط التي تم تطبيق الإجراء فيها منذ 17 من الشهر الجاري القبة شوفالي، بني مسوس القبة ، بئرخادم شوفالي ، وكذا بئرمراد رايس الشراڤة، في حين ستشهد خطوط ما بين الولايات ارتفاعا مماثلا من 50 دينارا إلى 100 دينار خلال الشهر القادم، وكشف عدد من الناقلين في تصريح ل"النهار" عن أن الرفع سيتم على المستوى الوطني وليس على مستوى العاصمة فقط، لذلك لا يمكن العدول عن القرار الذي اتخذوه حسبهم بالرجوع إلى نقابتهم، بحيث يعود الرفع في تسعيرة النقل على حد تعبيرهم إلى زيادة تكاليف صيانة الحافلات، خاصة ما تعلق بالناقلين الذين يملكون خطوط نقل حضري وكذا ارتفاع تكاليف الخدمات، بالإضافة إلى ارتفاع سعر عدد كبير من قطع الغيار بعد قرار الحكومة بمنع استيراد قطع غيار مغشوشة. وعن إجراء الزيادة في السعر، قام الناقلون بوضع جداول أسعار قاموا بإعدادها وتعليقها على مستوى حافلاتهم دون الرجوع إلى الوزارات الوصية، وهذا قصد إخطار المواطنين الذين أبدوا تذمرا كبيرا حيال الأمر، بعد الزيادات التي مست عددا كبيرا من المنتجات وطالت حتى قطاع النقل العمومي دون تدخل الوزارات المعنية ، من جهته كشف مسؤول نقابة الناقلين على مستوى اتحاد التجار الجزائريين كمال بوحنف، عن أن الناقلين اتجهوا إلى نقابات أخرى قصد المصادقة على هذه الزيادات غير المبررة التي قال إنها جاءت بسبب التكاليف الباهظة التي يعاني منها العملون في الميدان، مشيرا إلى أن الزيادة كانت منتظرة منذ زمن، غير أن الوزارات المعنية لم تحرك ساكنا، ما جعل الناقلين يتصرفون في ذلك دون الرجوع لها، مضيفا أن الزيادات ستكون على المستوى الوطني خلال الأشهر القادمة وتشمل حتى ناقل ما بين الولايات ، وتجدر الإشارة إلى أن عدد الناقلين الخواص ارتفع إلى 35 ألف ناقل خلال السنة الجارية بعد فتح الوزارة الباب واسعا للإستفادة من الخطوط بعدما كان العام الماضي 29 ألف ناقل. وزارة النقل تتنصل من مسؤوليتها "الزيادات في تسعيرة النقل ليست من اختصاصنا" من جهته، قال ممثل وزارة النقل نائب مدير الإتصال في الوزارة منعة، إن الزيادات ليست من اختصاص الوزارة وأن هذه الأخيرة لم يتم إشعارها بأية زيادة مرتقبة في أسعار تذاكر النقل لا على مستوى النقل الحضري ولا على النقل ما بين الولايات، بحيث أكد في تصريح ل النهار" أن وزارة النقل لا تتدخل في رفع تسعيرة النقل وللناقلين رفعها متى شاؤوا، لأن الإجراء من شأن وزارة التجارة ومديرية المنافسة والأسعار فقط " وزارة التجارة "لا علم لنا ،رفع التسعيرة مقنّن والإجراء تجاوز خطير" وفي رد ممثل عن وزارة التجار فاروق تيفور، في تصريح ل"النهار" بشأن الرفع من تسعيرة النقل، قال إن الإجراء مقنّن وإذا قام الناقلون برفعها من دون مشاورة الوزارة، فهذا يعتبر تجاوزا خطيرا، نافيا جملة وتفصيلا أن تكون الوزارة على علم بما يحدث في قطاع النقل العمومي ومسألة رفع الأسعار، مشيرا إلى أن هذا التجاوز يستدعي لجنة تحقيق.