نصبت ظهر الأربعاء الفارط؛ مجموعة إرهابية متكونة من ثمانية أشخاص على الأقل، حاجزا مزيفا بمنطقة ثنية الحد، على مستوى الطريق الوطني رقم 14 الرابط بين ولايتي الجزائر وتيسمسيلت، اعترضت فيه باستعمال شاحنة من نوع ''صونا كوم'' مسار السيارات المتجهة نحو العاصمة، حيث تم إخضاع جميع الركاب من مدنيين للتفتيش والتدقيق في هوياتهم، بحثا عن رجال الأمن أو الدرك الوطني. وكشفت مصادر محلية ل ''النهار''؛ أن السيارة الأجرة التي كانت تقله رفقة شابين آخرين وعجوز طاعنة في السن، قد وقعت في حدود الواحدة والنصف زوالا من ظهيرة الأربعاء المنصرم، بينما كانوا في طريقهم إلى العاصمة، في فخ حاجز مزيف نصبته جماعة إرهابية بأحد منعطفات الطريق الوطني رقم 14، وبالتحديد في الغابات المجاورة والممتدة من منطقة ثنية الحد. وروى مواطن ممن كانوا حاضرين خلال العملية، يبلغ من العمر 17سنة، أنه كان عائدا يومها إلى العاصمة لملاقاة والده بالمطار، قبل أن يعترض طريق سيارة الأجرة التي كانت على متنها، شخصين أحدهما بزي الشرطة والثاني باللباس الرسمي للدرك الوطني، دون وجود أي إشارة أو لوحة ممهلة، كتلك المستعملة من قبل أجهزة الأمن خلال حواجز المراقبة و نقاط التفتيش، ليفاجؤوا بعد تجاوز المنعطف بوجود شاحنة من نوع ''صوناكوم'' (120 )، كانت مركونة وسط الطريق بشكل يعيق حركة المرور، وحولها حوالي ستة أشخاص أغلبيتهم يرتدون الزي العسكري لوحدات الجيش الشعبي الوطني، كانت علامات الوسخ بادية عليهم بشكل لافت، حسبما أكده ذات المصدر الذي وصفهم بالوحوش، نظرا إلى حجم شعرهم ولحيتهم التي كانت تغطي كامل وجوههم. وأضاف الشاهد أن حالة رعب خيمت على المنطقة، فيما أصيب جميع الراكبين على متن سيارة الأجرة بالذعر، حيث أخذت العجوز في البكاء والتوسل، ما إن أمر الإرهابي الذي كان يرتدي زي الشرطة سائق السيارة بالتوقف إلى جانب سيارة أخرى من نوع ''ميقان كاسكيطا''، كان على متنها شابان تم إخراجهما وكان يخضعان للتفتيش والتدقيق في وثائقهما، ليضيف المتحدث أن أول شيء قام به عناصر الجماعة المسلحة الذين أحاط عدد منهم بالمركبة، هو استجواب سائق الأجرة عن وجود عناصر من أجهزة الأمن المختلفة على متن سيارته، ليسألوا بعدها عن مكان تواجد آخر حاجز أمني صادفه منذ مغادرته تيسمسيلت، فضلا عما إذا التقى بقوافل الأمن أو الجيش في طريقها إلى المنطقة. وما إن حصلوا على المعلومات التي كانوا يريدونها، وبعد التأكد من صغر سن الشباب الذين كانوا رفقته، طلبوا من الجميع النزول، أين تم إخضاعهم للتفتيش ومراقبة وثائقهم، قبل أن يسمحوا لهم بمغادرة الأماكن، لينطلق سائق سيارة الأجرة بسرعة فائقة إلى أن توقفوا بأحد المطاعم المتواجدة في أول منطقة عمرانية، حيث كان قد انتشر خبر الحاجز المزيف بين المرتادين على المحل وسكان المنطقة.