أفادت دراسة صدرت مؤخرا بالولايات المتحدة أن الدماغ باستطاعته تخزين واسترجاع الذكريات التي لها علاقة بمخاوف معينة دون غيرها وذكر موقع علمي بالولايات المتحدة أمس الاثنين أن الباحثين أجروا دراسة على جرذان مختبر لاعتقادهم بأنها نماذج جيدة لدراسة الدماغ البشري علما بأن أبحاث سابقة كانت قد أشارت إلى أن بإمكان الدماغ التمييز بين مخاوف متعددة كالخشية من الكلب أو المرتفعات مثلا وهي عملية تخزين أكثر تعقيدا مما كان يتوقع سابقا وقد تساهم هذه الدراسة التي تحاول معرفة المنظومة التي يخزن بواسطتها الدماغ المخاوف المختلفة والتي نشرت في "دورية الطبيعة وعلوم الأعصاب" في علاج الذين يعانون من متلازمة ما بعد الصدمة. وركزت الدراسة على منطقة " أميغدالا" والتي يعتقد أنها المركز الذي تتجمع فيه المخاوف بالدماغ مشيرة إلى أن الدماغ يستثير ويستعيد تلك الذكريات المؤلمة التي يمر بها البعض عندما يعضهم كلب مثلا أو يوشكون على الموت اختناقا عند تناول وجبة معينة مبرزة أن الدماغ يخزن هذه المخاوف التي يشعر بها الناس وأرعبتهم. وقام الباحثون بتوصيل أسلاك كهربائية تحدث صدمات كهربائية بجرذان مختبر عند سماع نغمات صوتية متميزة لها دلالات مخيفة أوعادية لمعرفة رد فعلها فتبين أن منطقة "أميغدالا" في الدماغ استطاعت التفريق بين الذكريات المخيفة التي مرت بها تلك الجرذان عند تعرضها للصدمات الكهربائية وتلك التي لم تكن كذلك وخلصت الدراسة إلى أن الخوف من شيء ما قد يستمر لمدى الحياة لأن الدماغ يحتفظ بالوقائع المؤلمة التي يمر بها الناس لفترة أكثر مما كان يعتقد سابقا.