باستطاعة الدماغ تخزين واسترجاع الذكريات التي لها علاقة بمخاوف معينة دون غيرها. وذكر موقع »لايف ساينس« أن الباحثين أجروا دراسة على جرذان مختبر لاعتقادهم بأنها نماذج جيدة لدراسة الدماغ البشري، وبعد الاطلاع على أبحاث سابقة أشارت إلى أنه بإمكان الدماغ التمييز بين مخاوف متعددة كالخشية من الكلب أو المرتفعات مثلاً وهي عملية تخزين أكثر تعقيداً مما كان يتوقع سابقاً. وقد تساهم هذه الدراسة، التي تحاول معرفة الطريقة التي يخزن فيها الدماغ المخاوف المختلفة، التي نشرت في دورية الطبيعة وعلوم الأعصاب في معالجة الذين يعانون من متلازمة ما بعد الصدمة. وركزت الدراسة على منطقة »أميغدالا«، والتي يعتقد أنها المركز الذي تتجمع فيه المخاوف في الدماغ، مشيرة إلى أن الدماغ يستثير ويستعيد تلك الذكريات المؤلمة التي يمر بها البعض عندما يعضهم كلب مثلاً أو يوشكون على الموت اختناقاً عند تتناول وجبة معينة، مضيفة إن الدماغ يخزن هذه المخاوف التي يشعر بها الناس وأرعبتهم. وقام الباحثون بتوصيل أسلاك كهربائية تحدث صدمات كهربائية بجرذان مختبر عند سماع نغمات صوتية متميزة لها دلالات مخيفة أو عادية لمعرفة ردة فعلها فتبين أن منطقة »أميغدالا« في الدماغ استطاعت التفريق بين الذكريات المخيفة التي مرت فيها تلك الجرذان عند تعرضها للصدمات الكهربائية وتلك التي لم تكن كذلك. وخلصت الدراسة إلى أن الخوف من شيء ما قد يستمر لمدى الحياة لأن الدماغ يحتفظ بالوقائع المؤلمة التي يمر بها الناس لفترة أكثر مما كان يعتقد سابقاً.