أنا مقتنع وعلماء من الأزهر اتصلوا بي وقالوا لي "فتواك صحيحة"!! لاتزال الفتوى التي أطلقها مؤخرا المفكر الإسلامي جمال البنا وسبق "للنهار" الإشارة إليها، تصنع الحدث وتثير الكثير من الجدل في الأوساط الدينية المصرية والعربية، وتفاقمت المشكلة بعد رفض البنا التراجع عن فتواه، بل يصر على إباحة القبلات بين الشباب والفتيات في قوله :"القبلة بين الرجال والنساء حلال وليست حرام شريطة أن يكونا شابين وغير متزوجين، وإذا سبق لهما الزواج فلا يجوز ذلك"!. و قد ذهب البنا إلى أبعد من ذلك حينما طالب بتخصيص "هايد بارك" لتمكين الشباب من ممارسة القبلات في العلن، و ورد ذلك في حوار جديد جمعه بإحدى وسائل الإعلام المصرية، قال فيه:"لا أثير جدلا بهذه الفتوى، بل أثير حوارا حضاريا بين العلماء من جانب وبين من يصدر في حقهم الفتوى من جانب آخر، وقديما كانت العقلية المنغلقة هي المسيطرة على الفتوى بحيث أصبحت الفتاوى بعيدة كل البعد عن واقع الناس وأصبحت لا تتسق مع حياتهم، فكانت الفتاوى تراثية، تقال كما هي من كتب التراث المعنية بالفتوى منذ وقت قديم، ولم تكن هذه الفتاوى تتعرض لقضايا الناس من قريب أو بعيد كما هو حادث في هذه الفتوى التي تعرضت فيها لأزمة الشباب والشابات في نفس الوقت". وأضاف البنا:"فتواي تتخلص في أنني أبيح لغيرالمتزوجين تقبيل بعضهم البعض، وشرط ذلك أيضا أن يكونوا من الشباب الذين لا يستطيعون تكلفة الزواج، لأن ذلك ضروري لتفريغ الطاقة المكبوتة لدى هؤلاء الشباب، وهذا التفريغ له فائدة على الجانب النفسي لديهم ويساعد على حل جزئي لمشكلة الزواج، والتي فشل في حلها السياسيون، كما فشل العلماء ". وفي رده على رفض الكثير من علماء الأزهر والأئمة لفتواه الغريبة، أوضح البنا:"أنا أستقبل يوميا كمّا هائلا من الاتصالات التليفونية من شباب وشيوخ يعلنون تضامنهم مع الفتوى، ويقولون لي أن فتواي تناسب العصر الحديث، كما أن علماء كبار من الأزهر فوجئت باتصالهم بي، وكانوا في منتهى الصراحة عندما قالوا لي أن "فتواك صريحة وصحيحة، غير أننا نخشى أن نقول ما تقوله، لأنها سوف تثير الشعب والرأي العام ليس في مصر وحدها وإنما في العالم العربي والإسلامي".. وأنا شخصيا ليس لدي مانع من أن أكون رأس حربة، لأنني أحمل دعوة، وللعلم فتواي ليس من ورائها هدف، لأنني لست بشاب فأبيح لنفسي القبلات، ولست أطلب مالا أو شهرة، الأمر ببساطة اجتهاد في الفتوى يرتقي إلى الحقيقة، وأنا مقتنع جدا بما أفتي، وبالتالي لا أسمع للذين يشوهون في صورتي ولا ألقي لهم بالا، وهذا ربما يكون سر نجاحي.. والفتوى ليست غريبة فأنا أهدف من ورائها تقليل الضغط النفسي والعصبي على الشباب والشابات بعد ارتفاع سن الزواج وأعباءه، والتقبيل لابد أن يكون بمحاذير وهي مجرد ذنوب بسيطة تمحها الحسنات، وعلى كل أنا أرى تخصيص "هايد بارك" حتى يمارس الشباب هذه القبلات في العلن لأنها ليست عيبا، وأن منعها هو الخطر على هذا الشباب في إطار المحدودية والحاجة بينهم".