أعلن عدد من المثقفين المصريين تضامنهم مع الكاتب جمال البنا فى شن هجوم على الأزهر واتهامه بالوقوف ضد حرية الفكر والرأي التي كفلها الإسلام،وأكدوا فى بيانهم لوسائل الإعلام أنه ليس من حقه أن يفرض سلطة على حرية الفكر والتعبير، واتهم البيان الأزهر بفرضه القيود على الكُتاب والمبدعين بالسلطة التي تشبه محاكم التفتيش فى العصور الوسطى. الوكالات وكان مجمع البحوث الإسلامية قد أصدر قرارا بمصادرة كتابه "المرأة المسلمة بين تحرير القرآن وتقييد العلماء" لمؤلفه جمال البنا بحجة أن الكتاب يحتوى على مخالفات شرعية خطيرة واجتهادات خاطئة خاصة أن المؤلف ينكر فرضية الحجاب، وأن ما تضمنه الكتاب من أفكار وآراء لا تعدو أن تكون مجرد تخاريف تكرّس لنشر ثقافة التحرر من القيم الإسلامية،من جانبه قال البنا إن الحجة التي يستند إليها علماء الأزهر في تقييدهم الاجتهاد وحرية الفكر والرأي هي أن الاجتهاد يجب أن يكون حكرا على علماء الأزهر فقط دون غيرهم خاصة الذين لا يملكون وسائل العلماء السابقين والذين لا تنطبق عليه شروط الاجتهاد، مؤكدا على ضرورة أن يتمتع رجل الدين بالاستقلال عن الأزهر، لأنه ليس فى الإسلام كهنوت أو محاكم للتفتيش،واعتبر مؤلف الكتاب جمال البنا أن الفقهاء الذين يضمهم المجمع اتخذوا موقفا من الكتاب لأنه يتعرض لتفسيرات الفقهاء بشأن المرأة وحدود العورة فيها ووصف ما يحدث أنه "صورة من ممارسات الكنيسة الكاثوليكية في القرون الوسطى، وهذا أمر مرفوض شكلا وموضوعا، وهذا عار على مصر،وفى تعليقه قال الشيخ علي عبد الباقي خليفة الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر: إن الأزهر لم يصادر على حرية أحد فى التفكير والرأي وأن كل ما فى الأمر أن الأزهر كمرجعية دينية فى بلد إسلامي وحسبما يخول له القانون يبدي مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر وممثلا فى لجنة التأليف والبحوث والنشر والترجمة الرأي الشرعي فى كل ما يعرض عليه من مؤلفات أو مطبوعات أو أية أعمال فنية أو إبداعية، وذلك من خلال نخبة من كبار العلماء المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة، وبالتالي فان دور الأزهر هو إبداء الرأي الشرعي وليس جهة للمصادرة بل هناك جهات أخرى تتولى عملية المصادرة من عدمها، وذلك بهدف نشر الثقافة الإسلامية الصحيحة وتنقية التراث الاسلامى والثقافي من أية أفكار دخيلة يشار إلى أن جمال البنا أحد الباحثين المصريين في الفكر الإسلامي وهو الشقيق الأصغر لمؤسس جماعة "الإخوان المسلمين" الشيخ حسن البنا ، ومعروف بآرائه المثيرة للجدل والمرفوضة من قبل القطاع العريض من علماء المسلمين ، مثل اعتراضه على الحجاب وزعمه أنه من العادات اليهودية والنصرانية ، وإباحته للتدخين في نهار رمضان ، واعتباره أن القبلات ومشاهدة الأفلام الإباحية من الصغائر التي يقع فيها المسلمون ، وتأييده لإمامة المرأة في الصلاة ويقول: "الحجاب في مضمون القرآن ليس نقابا أو حجابا، ولكنه باب أو ستر يحجب من في الداخل ويفرض على الداخل الاستئذان، وهذا هو المعنى الذي جاء في القرآن لكلمة "حجاب" وأنها اقترنت بآيات الاستئذان كما أنها لم ترد إلا بصدد الحديث عن زوجات الرسول.