التّحية والسلام لك نور ولكل الزملاء في جريدة "النهار" أما بعد: أنا سيدة في الخامسة والثلاثين من العمر أعمل في مجال الإعلام، تزوجت منذ ستة أشهر الزواج الثاني، وزوجي مرتبط بأخرى، وقد أخبرني كيف أنّه يعانى معها منذ زمن طويل، لكنّه لا يريد أن يطلقها من أجل أولاده. بعدما تزوجنا حدثت مشكلة كبيرة بينه وبين الأولى، أهانته وابتعد عنها مدة، فظل معي وكانت حياتنا هادئة إلى أن تصالح معها، فاكتشفت أنّه دائما يتصرف معي بحرص شديد وخوف دائم من زوجته الأولى، وكان تبريره أنّها عنيفة وأنّه لا يريد المزيد من المشاكل معها. ولكن في النهاية هو الآن لا يعدل بيننا ودائما يفضّل إرضائها. كذلك أولاده، فهو لم يكن مرتبطا بهم إلا بعدما تزوجني لا أعرف لماذا؟ أعرف أن الزوجة الأولى تحاول إرضاءه واستدراجه ولكنها أيضا تفتعل المشاكل، وهو مستسلم تماما لها. وقد بدأ زوجي يتصيد لي الأخطاء، ويقول أنّه لم يعتد على منزلي، وأنّي مرتبة وهو فوضوي مثل زوجته التي تعشق الفوضى، ولكنه الآن لا يرى عيوبها. اكتشفت أنّه يقضى في بيته الأول وقت أطول، وأصبح يكذب علي حتى لا يغضبني. هو بطبيعته جاف المشاعر، ولكنه لم يكن كذلك في البداية. لقد فقد والدته منذ سنة، أي قبل أن يعرفني مباشرة، ويقول أنّه بعد والدته أصبح لا يكن المشاعر لأحد. أحيانا أحسّ أنّه أخطأ عندما تزوج ثانية، ولكنه هو نفسه لا يرى ذلك، ويقول لابد من الوقت لكي يتأقلم مع الوضع الجديد. في الحقيقة لا أعرف كيف أتعامل معه؟ مع العلم أن والدته توفت وهي تكره زوجته التي أساءت لها كثيرا، كيف أجعله يعتاد علي ويعاملني أحسن من زوجته الأولى بديعة- مشرية الرد: إن زوجك الكريم قد شرح لك الحقيقة التي يجب عليك أن تستثمريها أنت في علاقتك به، فهو بحاجة إلى زوجة لها قلب كقلب أمه رحمها الله. فعليك أن تكوني ذلك القلب، دون أن تحيي معه بمشاعر الزوجة الثانية، التي تقارن بين معاملته لها وللزوجة الأولى، وتحاسبه على كل صغيرة وكبيرة، اجعلي يومك يوما لك وله، وعيشي معه بكل سعادة بعيدا عن المشاكل والعتاب الذي لا طائل منه، واحتوي كل مشاكله، خذي ما في خاطره واستمعي له بإنصات، قدري ظروفه وابتلاءه بزوجته الأولى واضطراره للبقاء معها من أجل أولاده، أشعريه بصدق وإخلاص نية أن أمر بيته يهمك، كوني له الحضن الدافئ والملجأ الآمن. لا تذكري زوجته الأولى بسوء؛ بل اجعلي لها سبعين عذرا، وادعي لها بالخير والهداية أمامه وفي ظهر الغيب، واسألي الله أن يعينه على العدل بينكما وأعينيه على ذلك بالتذكير اللطيف أحيانا، وبالتنازل عن بعض الحقوق أحيانا أخرى، حتى تكسبي قلبه. وفقك الله لما يحبه ويرضاه، وأحياك حياة طيبة مع زوجك، وجعل لكما الذرية الصالحة. ردت نور