أقدم أمس وليلة أول أمس، المئات من سكان بلدية بغلية شرق ولاية بومرداس، على شل حركة المرور بوسط المدينة، بعد غلق الطرقات المؤدية إلى كل من ولايتي تيزي وزو وبومرداس، وكذا الطريق المؤدي إلى مدينة دلس، منددين بالإختطاف الذي شنته الجماعات الإرهابية المسلحة مؤخرا، وكذا الإعتداء الأخير بواسطة زرع القنابل اليدوية الصنع، وسط التجمعات السكنية، مطالبين من السلطات والمسؤولين المعنيين بضرورة تأمين المنطقة. وقد خرج صباح أمس المئات من مواطني بغلية، الواقعة شرقا على بعد 45 كلم عن مقر ولاية بومرداس إلى الشارع، بعد أن عمدوا إلى غلق كل من الطرقات المؤدية إلى بلدية ذراع بن خدة بتيزي وزو والطريق المؤدي إلى بلدية الناصرية وكذا منطقة سباو ومدينة دلس بواسطة حرق العجلات المطاطية وجذوع الأشجار، مندّدين بالإختطاف الذي شنّته الجماعات الإرهابية المسلّحة منذ أكثر من 20 يوما، استهدف المستثمر الفلاحي "ر.م"، البالغ من العمر 28 سنة ومطالبة عائلته بفدية قدرها 2 مليار سنتيم مقابل إطلاق سراحه، ثم قطع الإتصال بعائلته بعد مفاوضات دامت عدة أيام، حيث عبّر المعتصمون عن مساندتهم لعائلة المختطف تحت شعار "من يحمي حقوقنا "، بعد أن وجدت نفسها في حيرة من أمرها، بين دفع الفدية للجماعات الإرهابية المسلحة ودخول السجن، كون المشرع الجزائري يقوم بمتابعتهم على أساس جناية تمويل جماعة إرهابية مسلحة، أو فقدان ابنها، بسبب تهديدات الجماعة الإرهابية المنفدة للإختطاف، التي تخيرها بين دفع الفدية أو اغتيال ابنها في ظرف مدة معينة، مطالبين هذه الجماعة بضرورة إطلاق سراح الضحية، نظرا للحالة المأساوية التي تعيشها عائلته منذ تاريخ اختطافه، مثلما عمد مؤخرا سكان منطقة القبائل عقب اختطاف أحد مواطنيها، كما امتنع تجار السوق الأسبوعي عن العمل طوال نهار أمس، وغلق العديد من المحلات التجارية وتغيير مسار حافلات النقل بمختلف الخطوط التي تربط مقر بلدية بغلية بالمناطق المجاورة لها، مطالبين في اتصال ب"النهار" من السلطات المعنية؛ بضرورة تأمين المنطقة، خاصة عقب اختطاف المستثمر الفلاحي، ثم تنفيد اعتداء إرهابي بواسطة زرع ثلاثة قنابل يدوية وسط التجمعات السكنية، أدت إلى مقتل مواطن وجرح 10 آخرين من بينهم عناصر أمن، إضافة إلى تنفيذ العديد من السرقات استهدفت المحلات التجارية، من قبل عصابات تستغل الظروف الأمنية المتردية للسطو عليها، مما جعل المنطقة تعيش حالة اللاأمن، تضاف إليها انعدام المشاريع التّنموية، التي من شأنها رفع الغبن والعزلة عن هذه المنطقة التي لم يشفع لها طابعها الفلاحي ومساحاتها الفلاحية الشاسعة المعروفة بزراعات الكروم، التي تعد من أجود الأنواع وطنيا مما دفع الجماعات الإرهابية المسلحة الناشطة بالمنطقة، تجبر مزارعيها نهاية كل موسم، على دفع ما نسبته 10 بالمائة من قيمة المحصول بعد بيعه، أي فيما يسمى ب "الزكاة"، ودخول العديد منهم إلى السجن، بعد تبليغ مصالح الأمن ومتابعتهم بجناية تمويل جماعة إرهابية مسلّحة.