السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أنا سيدة متزوجة منذ عشر سنوات، كنت أنعم بالسعادة والهناء، لولا أن ظرفا طارئا حول حياتي إلى شبه جحيم، ويتمثل هذا الأخير في مرض زوجي الذي عجز أخيار الأطباء عن تشخيصه، وبعدما استعصى تحديد نوع مرضه من الناحية العضوية، لجأنا إلى العلاج الروحي المتمثل في الرقية الشرعية لكن دون فائدة ترجى، هذا الوضع يا سيدة نور طيّر النوم من عيني وجعلني أعاني الوساوس والهواجس والخوف أن يفارق زوجي الحياة. مجرد التفكير في ذلك يجعلني حزينة مكتئبة ولا أستطيع التعايش مع الواقع، لذلك لجأت إليك أطلب العون، فأرجو ألا تبخلي عليّ لكي أستطيع الخروج من هذه الضائقة. وردة / مليانة الرد: مشكورة على هذا الإخلاص والوفاء لزوجك وربي يكثر من أمثالك أما بعد: إن خوفك هنا طبيعي لحرصك القوي على شفاء زوجك ورفيق حياتك، ولكن لابد مع هذه الظروف من أن يقف الإنسان وقفة صدق مع نفسه، وأن يزيد ثقته بربه سبحانه وتعالى وأن يتوكل على الله ويأخذ بالأسباب، مع الدعاء والأذكار وقراءة القرآن وكذلك يمكن أن يرقي هو نفسه، ومع الأخذ بالأسباب الأخرى للعلاج فلا تفكرين في الموت ولا داعي للخوف، لأن كل شيء بيد الله العظيم الكريم المدبر سبحانه وتعالى، حيث قال تعالى لكل أجل كتاب، وقال أيضا فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. موقفك طبيعي جدا ولا داعي للقلق لأن مسألة الموت والحياة لا يعلمها إلا الله، وليست مرتبطة بالصحة أو المرض بشكل قاطع أو حتمي، ولكن عليك بذكر الله كثيرا حتى يقوى يقينك ويكون هذا الذكر سببا لطرد الشيطان الذي يهوّل لك الأمور حتى يجعلك تشعرين بالخوف. على كل حال عليك بالعزيمة القوية والثبات في مثل هذه الأمور ومطلوب فقط، أن تصبري وتحتسبي على موقفك العظيم وتضحيتك مع زوجك، وعليك بالدعاء الشديد له ولكل المرضى أن يعافيهم ويسلمهم من كل سوء إنه رحيم ودود، وفقك لكل ما فيه رضاه وأبدلك مكان الخوف أمنا وسرورا في الدنيا والآخرة، إنه خير مسؤول وهو القادر على كل شيء . ردت نور