السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أنا قارئ وفي للجريدة في ال 38 من عمري، تعبت كثيرا وكان نصيبي من الشقاء بلا حدود، لأنني المعيل الأول لعائلتي، منذ أن كنت في سن مبكرة، لأن والدي كان فقيرا وعائلتنا كبيرة، ساعدت العائلة لتكون سعيدة وحتى يتمكن إخوتي من التمدرس، عملت ليل نهار، ولم أنتبه لنفسي فكل ما كنت أجنيه من عملي كان يذهب إلى أمي وأبي، فيُصرف على البيت ومرّت السنوات سريعة لأجد البيت البسيط، تحول إلى فيلا وإخوتي منهم من أتم دراسته الجامعية واشتغل ومنهم من تزوجت، المهم كل هذا حدث في غفلة مني لأنني ذات يوم، أفقت فوجدت نفسي مريضا على سرير في المستشفى، لم أفهم ما حدث لي وسألت الممرضة وقالت لي بأنني دخلت المستشفى وأنا في حالة غيبوبة، وقالت بأنها لم تجد بمن تتصل من أهلي، حينها أعطيتها رقم هاتف البيت، فاتصلت بهم وجاءت والدتي وإخوتي لزيارتي، لكن الكشف الطبي والعلاج كان يتطلب بقائي في المستشفى لمدة أطول، فمّل أهلي من زيارتي فقطعوا الزيارة عني ومكثت بالمستشفى مدة ستة أشهر كاملة، المرض الجسدي رافقه مرض نفسي لا يطاق ورغم محاولات المختصة النفسية، إلاّ أنني لم أتحمل حالتي تلك وانتظرت حتى أخبرني الطبيب بحقيقة مرضي إنه مرض خطير خبيث، لا يمكن شفاءه إلا بأذن الله تعالى، بقيت أصارع المرض وساءت حالتي حتى أمر الطبيب بإخبار أهلي، عندها خضرو لأخذي إلى البيت، وكان يوما لا يمكن أن أنساه ما حييت، فلا أحد أصبح يهتم بي ولا يلبي طلباتي، رغم ذلك تسلحت بالقليل من الإيمان وكتمت ألمي وجاهدت المرض حتى استطعت أن أتخلص من ضعفي الدائم وأصبحت أخرج وأمشي، ولكنني لا أقو على العمل فتخلى عني الجميع لأنني مرضت مرضا خبيثا، قبلها حيث كنت أعمل وأصرف عليهم كنت محبوبا والآن أصبحت منبوذا وأنا في حاجة إلى النصح، أرجوكم لا تبخلوا عليّ ولو بالقليل وشكرا جزيلا. فريد/ جيجل الرد: عزيزي فريد، تمنياتي القلبية ودعواتي لك بالشفاء العاجل إن شاء الله، وشكر خاص لك على الشجاعة والثقة، لهذا أقول بأن أهم وأقوى سلاح للمسلم، هو إيمانه بالله الذي يتغلب به على كل أنواع الشر، ويستطيع به أن يتجاوز كل العقبات مهما كان نوعها، والتوكل عليه سبحانه وتعالى، من جهة أخرى، أنصحك أن تقترب أكثر من أهلك وإحساسهم أنك فرد منهم بحاجة إلى حبهم ودفئهم وحنانهم، موضحا لهم أيضا أن المرض ليس عيبا، إنما ابتلاء من الله تعالى، يجب الإقتناع به وتسليم الأمر لله تعالى لأنه هو الشافي وحده، فلعل ذلك يلين قلوب أفراد عائلتك فيلتفون حولك ويخففون عنك وطأة ألمك، أدعو الله أن يوفقك. ردت نور