سي "عبد الكامل" المجاهد الشهم الذي ضحى من أجل الوطن على غاية استقلال الجزائر و نيلها حريتها.. و ظل يناضل بعد الاستقلال إلى غاية أن وافته المنية في جوان من سنة 1980 في ظروف اجتماعية جد قاسية، و منذ ذلك التاريخ دخل المجاهد في طي النسيان رغم أنه قدم الكثير لهذا الوطن، و يروي الكاتب "أحمد لقرع" في كتابه الجديد الذي صدر له تحت عنوان "سي عبد الكامل..مسؤول المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني بالناحية الثامنة..منسي بشار"، بأنه لم يعتقد يوما أنه سيألف كتابا عن شخص أو عن ناحية معينة، لكنه و بعد زال منطقة بشار السنة الماضية، اكتشف أن المجاهد سي الكامل قد دخل فعلا طي النسيان فلا أحد يتذكره و لا أحد يلتفت له و لعائلته، فقرر بعد عودته أن ينفض الغبار عن "المجاهد الشهم".. و في لقاء جمع المجاهد أحمد لقرع ب"النهار" ، أكد في تصريحه بأنه أراد من خلال مؤلفه الذي صدر له في ماي الماضي تحت عنوان "عبد الكامل..مسؤول المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني..منسي بشار"، أن ينفض الغبار عن الشخصية الفذة سي عبد الكامل، ليخرجه من طي النسيان، ليوجه نداء و رسالة على كافة المجاهدين أن يكتبوا و ينشروا الحقائق التي يعلمونها عن ثورة التحرير حتى و إن اختلفت آرائهم و توجهاتهم، من أجل الجزائر و من أجل تدوين تاريخ الجزائر للأجيال الصاعدة، خاصة و أن العديد من المجاهدين قد توفوا من دون أن يكتبوا شيئا عن تاريخ الوطن. و أضاف المجاهد " أحمد لقرع"، الذي يعد ابن مجاهد و الذي شغر منصب سكرتير للمسؤول السياسي "السي عبد الكامل" كما شغر عدة مناصب كمستشار قانوني للبعثة الجزائرية في سنة 1974، و ملاحظ للأمم المتحدة في سنة 1994 في إفريقيا الجنوبية، أضاف في تصريحه بأنه لم يكن يعتقد يوما بأنه سيكتب عن مجاهد ما أو ناحية معينة إلا بعد أن زار ولاية بشار منذ سنة، حين وقف على حقيقة مرة، و هي أن المجاهد "سي عبد الكامل" يعد فعلا "منسي بشار"، و لا أحد يتذكره رغم أنه قد تم تكريم العديد من المجاهدين بالمنطقة و الذين توفوا بعد الاستقلال من قبل قيادي جبهة التحرير الوطني، إلا هو فلم يلتفت له أحد و لا لعائلته. إلى جانب مجاهدين آخرين بمناطق الشراقة، ولاد حرير و دوي منيع الذين توفوا بعد الاستقلال لكن للأسف لم يتحدث عنهم أحد. و أوضح محدثنا الذي يعد أصغر مجاهد بالناحية الثامنة، و الذي التحق بالمنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني و سنه آنذاك 13 سنة، و الذي كان يشغل منصب سكرتير للمسؤول السياسي السي عبد الكامل، أن المنهجية التي اتبعها في تحرير مؤلفه مبنية على "عرض الوثيقة"، معلنا عن تأليفه لكتابين جديدين فالأول يروي حياة المواطن الجزائري بعد الاستقلال عن طريق سرد طرائف و نكت لا تزعج و لا تبكي بقدر ما تدخل الفرحة للقارئ.