استدعى، محمد لكصاسي، محافظ بنك الجزائر، ''جيرالد لاكاز'' الرئيس المدير العام لبنك ''سوسيتي جينيرال''، للإستماع إليه في إطار التحريات التي تم فتحها، عقب توزيع البنك الذي يسيره هذا الأخير أقراصا مضغوطة تطاولت على السيادة الجزائرية والجزائريين، باحتوائها صورا إباحية تتنافى ومبادئ الشريعة الإسلامية ومشاهد مسيئة للاقتصاد الوطني ومسؤولي الحكومة، وقالت مصادر ''النهار'' أن هذا الأخير قدم للمحافظ شرحا مفصلا عن سر توزيع الأقراص المضغوطة خلال احتفال البنك بالذكرى العاشرة لتواجده بالجزائر، في حفل تم تنظيمه بفندق الشيراتون. وفي الصدد ذاته، نقلت مصادر قريبة من ''سوسييتي جينيرال''، أن الرئيس المدير العام للبنك، أكد في معرض تصريحاته أنه كان خارج الجزائر عندما تم إنجاز الأقراص المضغوطة، وأضاف الرئيس المدير العام للبنك، أنه يوم الإحتفال تم توزيع الأقراص المضغوطة دون الإطلاع عليها، وقد تضمّن القرص شريطا وثائقيا مصورا يروي الحالة المعيشية للجزائريين، تتخلله صور لامرأة عارية في غرفة نوم رفقة زوجها، كما تناول يوميات الطلبة الجزائريين وظاهرة الرشوة في الجزائر، وغيرها من الصور المشينة والروايات السيئة التي يرسمها الفرنسيون عن الجزائر. وعلى صعيد ذي صلة، قال الأمين العام للبنك أمس، في اتصال مع ''النهار''، أن مسؤولي البنك قرروا بعد التحقيق الداخلي طرد المسؤول الأول عن الأقراص ويتعلق الأمر بمدير التسويق وهو تشيكي الجنسية، حيث تم إنهاء مهامه وترحيله إلى بلده، بصفته المسؤول الأول عن محتويات ما تم توزيعه على موظفي البنك، لافتا إلى أن المضمون الذي احتوته الأقراص لم تضغط بشكل عمدي، وكانت خطإ تم الإعتذار عنه للسلطات العليا للبلاد. من جانب آخر، نقلت مراجعنا أن ما تم تضمينه الأقراص المضغوطة كان من قبل مسؤولي البنك، بشكل خاطئ باعتبار أن مدير التسويق لا يتقن العربية، كما أنه لم يكن على اطلاع على عادات وتقاليد الجزائر باعتباره أجنبيا حسب المراجع ذاتها دائما. وكانت هذه الأقراص قد تسببت في فوضى عارمة بالبنك، أثارها العمال الجزائريون الذين يمثلون نسبة 90 من المائة من اليد العاملة بالبنك، حيث دخلوا في إضراب لمدة يومين وقاموا بقطع كوابل الألياف البصرية الخاصة بالمؤسسة، الأمر الذي أدى إلى خلق حالة من الشلل الكلي عبر كافة وكالات بنك سوسيتي جينيرال الموزعة عبر التراب الوطني. ''لا علاقة لنا بسيديهات سوسيتي جينيرال والتحقيق الداخلي سيكشف المتورطين'' قال، كريم بلعزوز، مدير عام ''أورو.آس.سي.جي'' إن الأقراص المضغوطة التي وزعها بنك سوسيتي جينيرال في الذكرى العاشرة لدخوله الجزائر، لم تضغط في الوكالة التي يسيرها، ولا علاقة للوكالة بها، وأوضح بلعزوز في رده على سؤال ''النهار'' علاقة وكالته بضغط الأقراص بعد أن وجهت الاتهامات لها في بداية التحقيق باعتبارها متعاقدة مع البنك في المجال الإشهاري، أن ''أورو.أر.سي.جي'' اعتادت على التعامل مع المؤسسات الكبرى العمومية والخاصة بالجزائر، ولم يحدث مطلقا أن تسبب في مشاكل، نافيا أن تكون هذه الوكالة هي من أشرفت على ضغط ''السيديهات'' أو نسخ الوثائق التي تم توزيعها بالمناسبة، وقال بلعزوز في اتصال مع ''النهار'' ''لا علاقة لنا بهذه الأقراص، الخطأ داخلي، وكالتنا لا علاقة لها لا بالأقراص ولا بالوثائق التي تم ترويجها بالبنك من المفروض أن تسألوهم عن ''السي.دي'' ويمكن أن تطلعوا إن كانت الأقراص قد أشّر عليها اسم الوكالة، أو إن كان هناك دليل يشير إلى أننا نحن من قام بضغطه أو بنسخ الوثائق التي رافقته''، موضحا أن المدير العام ل ''سوسيتي جينيرال'' انزعج كثيرا مما حدث كونه يكن الإحترام للجزائريين ووعد بمعاقبة المتورطين في القضية، وأضاف المتحدث الذي كان يدافع باستماتة على جيرالد، أن هناك أطرافا تسعى إلى زعزعة البنك وإلحاق الضرر به هي من كانت وراء هذا ال''سي.دي''.