لم يستسغ الإعلام المصري الهزيمة التي منى بها النادي الاهلي على يد مضيفه شبيبة القبائل الذي أبى إلا أن يكرم رفقاء أبوتريكة بهدف رائع من زيتي، وعقب هذه الخسارة بدأت بعض الصحف المصرية الباحثة عن الفتنة تنفذ سياسستها المستغبية للجماهير المصرية الضاحكة على الذقون، ورغم أن كل من شاهد المباراة يجزم أن اللعب كان نظيفا وأن أبناء القبائل قاتلوا بكل شرف من أجل الفوز ولم يعتمدوا لا على العنف ولا على الخشونة بالعكس فإن لاعبي الأهلي هم من كانوا أصحاب التدخلات القوية وتقبل مهاجمو الشبيبة لقرارات الحكم الذي عانى ومساعداه من بطش وائل جمعة وأحمد بركات الذين اعتدوا بالضرب على الحكم المساعد. إلا أن قارعي طبول الحرب يزعمون أن لاعبي النادي الاهلي كانوا تحت وطأة الضغط الرهيب الذي صنعه أنصار الكناري وكأن الأهلي يلعب لأول مرة مع الجمهور علما أن مبارياته مع الاسماعيلي في استاد القاهرة يزيد عدد مناصريها عن 80 ألف وفي أجواء أكثر من مشحونة، لما بين الناديين من حساسية، كما أن بعضا من الصحف الصفراء عندهم والتي تهوى التأليف وكتابة السيناريوهات ادعت أن اللاعبين لم يستطيعوا التركيز بفعل قارورات الماء التي قيل أنها لم تتوقف على الهطول على أرض الملعب رغم أننا شاهدنا اللقاء ولم نر ولى قارورة واحدة عدا ما كان بعد اعتداء اللاعبين الأهلاويين على الحكم المساعد، والذي أغضب الجماهير القبائلية كثيرا واعتبرته ''حڤرة'' من المصريين، أما الشيء الذي وقفت عنده الكثير الصحف المصرية الصادرة أمس وبالأخص صحيفة ''اليوم السابع'' التي بدأت وتيرة الحرب الكلامية تزداد يوما بعد يوم وبالأخص بعد اللقاء، فقد كان لها نصيب الأسد من هذه ''الخزعبلات'' فقد ادعت أن الحكم كان في معظم اللقاء مجاملا للشبيبة على حساب الأهلي،ولمح أحد كتابها في مقاله إلى ضرورة رد الإعتبار في القاهرة في تحريض مباشر على ممارسة العنف ضد الجزائريين. وفي هذا السياق أيضا اتهم موقع نادي الأهلي الحكم الطوغولي بعدم النزاهة ووصفه ''بالحكم المرتشي''، أما موقع الاسماعيلي والذي يبدو أنه لم ينس بعد هزيمة ناديه في عقر داره فقد حاك هو الآخر سيناريو من السيناريوهات التي لا يحسن كتابتها إلى المصريين وذلك عندما ادعى أن الأمن الجزائري اعتدى على لاعبي الأهلي في الملعب ولم يكتفي بهذا حيث وصف وائل جمعة بالبطل والرجل القوي الذي واجه رجال الأمن الجزائري بقوته ورجولته، أما الشروق المصرية فقد كتبت أن حافلة الأهلي تعرضت للرشق بالحجارة وتكسير الزجاج عقب نهاية اللقاء وخاطبت حناشي قائلة ''أين هي وعودك بالحماية يا حناشي''، وادعت أن اللاعبين أصيبوا بالخوف واضطروا إلى البقاء محجوزين داخل غرف الملابس إلى غاية الثالثة صباحا بفعل المضايقات والتهديدات التي كانت تنتظرهم خارج الملعب، ورغم أن مثل هذه الصحف والتي تمثل تيارا يسعى إلى الاستخفاف بالشعوب المصرية واستغبائها بنسج القصص من الخيال لدفعهم إلى الحرب مع إخوانهم الجزائريين من أجل تحقيق مكاسب شخصية. إلا أن هناك من الصحف المصرية من تعاملت مع اللقاء بكل عقلانية ونقلت الخبر كما كان ولم تزد مثلما لم تنقص خدمة لعلاقة الشعبين على غرار الأهرام المسائي الذي كتب ''الأهلي صائم'' ورد الخسارة إلى عامل النجاعة الذي كان غائبا عن رفقاء أبوتريكة واكتفى بالقول أن اللقاء كان صعبا للغاية بسبب التمركز الجيد لدفاع الشبيبة الذي غلق كل المنافذ أمام مهاجمي الأهلي، كما هو الحال بالنسبة لجريدة الجمهورية التي كتبت ''الأهلي تاه في الجزائر وخسر بهدف في مباراة عصيبة'' حيث تطرقت إلى مجريات اللقاء والتي كان فيها الأهلى على حد قولها تائها بملعب 1 نوفمبر عاجزا عن صنع هجمة حقيقية عكس أبناء جرجرة الذين عرفوا كيف يسيرون اللقاء لصالحم واقتنصوا الهدف الوحيد في اللقاء الذي كان بمثابة الثلاث النقاط التي تربع من خلالها رفقاء يحيى شريف على رأس المجموعة برصيد 9 نقاط كاملة متبوعة بالأهلي ب4 نقاط والاسماعيلي ب3 نقاط وهارتلند بنقطة واحدة. ''الكاف'' يفضح كذب المصريين ويؤكد على استحقاق ''الكناري'' للفوز حمّل الاتحاد الإفريقى لكرة القدم (الكاف) لاعبى الأهلي المصري مسؤولية الهزيمة أول أمس أمام شبيبة القبائل، بهدف نظيف فى الجولة الثالثة لدور الثمانية بدوري أبطال أفريقيا والتى أقيمت على ملعب 1 نوفمبر، مؤكدا أن الكناري سيطر واستحق الفوز، وهو ما يفضح مسرحية المصريين الذين ادعوا أنهم عاشوا ضغطا رهيبا وعانوا من التحكيم علمتحيز على حد قولهم، وهي أمور تعودنا عليها من قبل ''الأشقاء'' المصريين في كل مرة. وقال ''الكاف'' فى تقرير أعده حول مباراة أمس، على موقعه الرسمي، إن هدف المباراة الوحيد للمدافع خضير زيتى حافظ لشبيبة القبائل على فرصها بنسبة 100 للمنافسة على مقعد لها ضمن الأربعة الكبار فى الدور نصف النهائى من البطولة، حيث حسم الكناري تأهله كمتصدر للمجموعة الثانية بنسبة كبيرة جدا. وأشار التقرير إلى أن هدف زيتي لم يكن مفاجئا بالنسبة للأهلى في ظل سيطرة الشبيبة على مجريات المباراة وخاصة في الشوط الأول، مشيرا أيضا إلى أن الأهلي ظهر فى الصورة فى الدقائق الأخيرة من المباراة بهدف البديل محمد شوقي، الذى ألغاه الحكم كوكو بداعي التسلل. وتحتل شبيبة القبائل حاليا المركز الأول فى المجموعة الثانية برصيد 9 نقاط جمعتها من ثلاثة انتصارات على الإسماعيلى وهارتلاند النيجيري والأهلي، فيما يأتى الشياطين الحمر فى المركز الثانى برصيد 4 نقاط، والإسماعيلى ثالثا برصيد 3 نقاط، أما هارتلاند النيجيرى فيقبع في المركز الأخير بنقطة واحدة.