جرائد مصرية تحاول النفخ في الجمر وأخرى تعترف بقوة القبائل تباينت أمس مواقف المصريين من وسائل إعلام وجماهير مما حدث أثناء وبعد مباراة نادي الأهلي مع نظيره شبيبة القبائل أول أمس، والتي انتهت لصالح الفريق الجزائري الذي حصد نقاط المباراة بكل جدارة فقد حاولت بعض الجرائد النفخ في النار وتضخيم الأمور بربط نتيجة اللقاء بالحادث المعزول الذي وقع قبلها، والذي تصدّت له السلطات الأمنية بكل حزم وصرامة بإلقائها القبض على منفذ الاعتداء في ظرف وجيز من وقوعه وتقديمه في وقت لاحق أمام وكيل الجمهورية المختص، وكذلك بتقديم كل من والي ولاية تيزي وزو ورئيس أمن الولاية لاعتذار رسمي عما حدث، ما يحيلنا إلى ردّ فعل الجانب المصري عقب الاعتداء على حافلة المنتخب الجزائري في القاهرة وما أعقبه آنذاك من إنكار للحادثة وإلصاق التهمة بالخضر في سيناريو عجيب. فجريدة "الأخبار" المصرية الصادرة أمس وصفت المباراة "بالمهزلة "مدعية أن الحكم انحاز لصالح شبيبة القبائل برفضه هدف التعادل الذي سجله النادي المصري، ومؤكدة أنه خضع للضغوطات وألغى الهدف " بدعوى التسلل بعد اعتراضات شديدة من اللاعبين الاحتياطيين لفريق شبيبة القبائل وجهازهم الفني والجماهير"، كم أشارت الجريدة إلى أن "الأهلي سيتقدم باحتجاج رسمي إلي الاتحاد الإفريقي ضد الحكم لإلغائه هدف الأهلي وكذلك لاحتسابه وقتاً ضائعا مدته3 دقائق فقط رغم أن المباراة توقفت لأكثر من6 دقائق"، وحاولت التأكيد أن للأجواء " المتوترة" قبل المباراة دور كبير في التأثير على آداء نادي الأهلي .وإمعانا منها في محاولة التصعيد وتضخيم الأمور وإعطاء صورة قاتمة لما حدث، أشارت جريدة "الأخبار" المصرية إلى أن نادي "الأهلي" لم يتمكن من مغادرة الملعب إلا بعد ساعتين من انتهاء المباراة وأنه بالرغم من ذلك " تم رشق أتوبيس اللاعبين بالحجارة وتحطم الزجاج الأمامي".موقع "يلا كورة" من جهته سار في اتجاه التصعيد وتضخيم ما حدث قبل المباراة التي وصف أحداثها بالساخنة، وأبزر تعرض نادي الأهلي "لاعتدائين اثنين" في ظرف ثلاثة أيام، وجاء في الموقع أن: " القدر كان رحيما باللاعبين حيث لم يصب أي منهم بأذى جراء هذا الاعتداء "، مضيفا أن بعثة النادي حاولت استدعاء مراقب المباراة لدى وصولها إلي فندق الإقامة بعد نهاية اللقاء من أجل إثبات "الواقعة الثانية"، جريدة "الشروق المصرية" هي الأخرى حاولت ربط ما حدث داخل ملعب تيزي وزو بما حدث خارجه، واتهمت رئيس شبيبة القبائل بعدم احترام تعهداته في الحفاظ على سلامة البعثة المصرية، وذكرت " أن الجماهير المتعصبة كررت ما حدث قبل المباراة من اعتداء على حافلة اللاعبين والذي كان قد أدى إلي إصابة أسامة حسني مهاجم الفريق".وفي المقابل اعترفت العديد من الجرائد الأخرى بأحقية لاعبي شبيبة القبائل في الظفر بنقاط المباراة بعد الوجه المشرِّف الذي ظهروا به، حيث كتبت جريدة الأهرام " فرض شبيبة القبائل سيطرته على مجريات اللعب ...و استغل لاعبو شبيبة القبائل تراجع الأهلي وكانوا الأفضل من ناحية الانتشار والسرعة والتحرك في الأماكن الخالية"، كما أرجعت هزيمة النادي المصري إلى الأخطاء العديدة التي ارتكبها لاعبوه و قالت أنهم "وقعوا ثمنا لتوترهم وكثرة اعتراضهم على الحكم ...و لم يكن للأهلي أي فرص حقيقية، على النقيض كان بطل الجزائر حاضرا بقوة"، جريدة "المصري اليوم" كانت أكثر نزوعا نحو التهدئة وأورت أن نادي الأهلي يرفض التصعيد وتضخيم الأمور وأنه يكتفي بالاعتذار الذي تلقاه من الجانب الجزائري .الجماهير المصرية هي الأخرى تباينت مواقفها وتراوحت-حسبما جاء في مختلف المنتديات- بين من عبّر عن سخطه من نتيجة المباراة وما حدث لنادي الأهلي قبل وبعد ال90 دقيقة، وبين مطالب بتهدئة الأمور، كما عادت في هذه المنتديات من جديد العبارات غير اللائقة في حق كل ما هو جزائري، بل إن بعض المتعصبين في هذه المنتديات ذهبوا إلى حد الوعيد بالانتقام من نادي شبيبة القبائل وجماهيره في مباراة العودة، في حين جاء في بعض تدخلات مناصري الزمالك أن هزيمة الأهلي ليست مفاجأة ولا علاقة لها بالظروف التي أحاطت بالمباراة على اعتبار أنه لا يحقق أبدا فوزا خارج قواعده .وللإشارة فإن موقع اتحاد الكرة الإفريقي "الكاف" كان قد أكد بأن نتيجة المباراة لا غبار عليها ولا علاقة لها بما يدعيه الجانب المصري، حيث أشاد بآداء لاعبي شبيبة القبائل الذي مكّنهم بجدارة من السيطرة على أجواء اللعب والظفر بالمباراة، كما أرجع هزيمة "الأهلي " للمردود الضعيف للاعبيه رغم خبرتهم في مثل هذه اللقاءات كما جاء في الموقع الالكتروني للكاف .