بعد ساعات قليلة من إعلان الشيخ رابح سعدان استقالته من على رأس الطاقم الفني للمنتخب الوطني الجزائري، حتى بدأت تتداول عدة أسماء لمدربين جزائريين وأوروبيين لخلافته من أجل قيادة كتيبة المحاربين التي يفصلها عن المعركة المقبلة شهر تقريبا، عندما تتنقل إلى إفريقيا الوسطى لمواجهة منتخبها المحلي في ثاني مباريات تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2012. وأصبح لا حديث في الشارع الرياضي الجزائري سوى عن خليفة سعدان بحيث لا يلتقي اثنان إلا وكان حديثهما عن الخضر ومن سيقود مباراة إفريقيا الوسطى، رغم تداول أخبار أن المدرب بن شيخة سيخلف سعدان مؤقتا في منصبه، وحسب ما لمسناه من خلال حديثنا مع عدد من الجمهور الجزائري إضافة إلى الذين اتصلوا بمقر الجريدة هاتفيا، فإن أبناء الجزائر يفضلون المدرب المحلي على نظيره الأجنبي، رغم أن الإتحادية الجزائرية تفضل الخيار الثاني أو بمعنى آخر قرر رئيس الفاف تعيين مدرب أجنبي لقيادة الخضر في المناسبات المقبلة رغم التقنيين الجزائريين المطروحين، ومن جانب آخر يفضل المدربون الجزائريون الذين تحدثنا إليهم وكذلك الذين تحدثوا في ميكرفون الإذاعة الوطنية المدرب المحلي، خاصة في ظل الظروف الراهنة بحيث يحتاج المنتخب الوطني إلى مدرب محلي يكون يعرف جيدا خبايا الخضر. ''قانون ڤيدوم يلغي خيار مدرب أجنبي كبير والحل سيكون في مدرب أوروبي متواضع'' وفي حال تعيين مدرب أجنبي لقيادة سفينة المحاربين فإن الجمهور الجزائري لن يرضى إلا بمدرب أوروبي كبير، خاصة وأن المنتخب الجزائري أصبح يطمح إلى المشاركة في نهائيات كأس العالم المقبلة بالبرازيل 2014، والوصول إلى نهائي كأس الأمم الإفريقية المقبلة 2012 التي ستقام بالغابون وغينيا الإستوائية ولكن يبقى المدرب الأجنبي يكلف غاليا والإتحادية الجزائرية لكرة القدم لن تستطيع تلبية كل متطلباته، خاصة إذا اشترطت عليه الوصول إلى نهائي الكان والمشاركة في المونديال المقبل، والجميع يتذكر القانون الذي وضعه الوزير السابق للشبيبة والرياضة يحيى ڤيدوم فيما يخص المدرب الأجنبي في المنتخب الوطني بحيث حدد راتبه الشهري لا يفوق مليار سنيتم جزائري، وهو الأمر الذي لن يوافق عليه أي مدرب أوروبي كبير الذي قد يكلف الفاف أكثر من مليارين ونصف سنتيم شهريا، وربما سيكون أمام ''الفاف'' خيار آخر وهو انتداب مدرب أجنبي يعمل حاليا في البطولة الجزائرية على غرار الفرنسي ألان ميشال مدرب مولودية الجزائر أو السويسري غيغر مدرب شبيبة القبائل. آيت جودي: ''الخضر في حاجة الى ديناميكية جديدة .. والحل في المدرب الوطني'' يرى المدرب السابق للنادي الإفريقي التونسي عز الدين آيت جودي، أن الأمور أصبحت لاتطاق في الفريق الوطني من حيث النتائج والأداء، ومن البديهي أن يتحمل نتائج نقائص المنتخب المدرب واليوم كما هو معلوم الناخب الوطني سعدان تحمل كامل مسؤولياته وقدم استقالته والذي وصفه بالقرار الشجاع وأرجع ذلك للظروف التي لم تخدمه، وفضل هذا الأخير إعطاء الفرصة للكوادر الرياضية الجزائرية لقيادة المنتخب الوطني. وأضاف يقول، إنه قد حان الوقت ليتبنى المنتخب الوطني نظرة أخرى وديناميكية جديدة، وإعطاء الفرصة إلى كوادر جزائرية سبق لها وأن أثبتت إمكاناته في مناسبات عديدة. مهداوي: ''أفضِّل مدربا وطنيا أو مساعدا أجنبيا حتى لا نخاطر بمستقبل الخضر'' عبر عبد الرحمن مهداوي، مدرب سابق للمنتخب الوطني، في ميكروفون القناة الإذاعية الأولى عن رأيه في استقالة المدرب سعدان قائلا: » إن الإستقالة منطقية وبررها بالنتائج المتحصل عليها من قبل النخبة الوطنية وهي الدافع الأساس إلى مثل هذا القرار الذي اتخذه الناخب الوطني السابق رابح سعدان، جاء كتعبير منه عن تحمله مسؤولية النتائج الضعيفة التي حققها المنتخب الوطني، وكان الحل الوحيد له حسب ذات المصدر لتصفية أموره - على حد تعبيره . وحذر مهداوي مسؤولي الكرة الجزائرية من تعيين المدرب المقبل الذي اعتبر اختياره وتعيينه أمر صعب للغاية، خاصة إن وقع الإختيار على مدرب أجنبي، ذلك لأن عامل الوقت وضيقه والذي لا يتعدى شهرا. وواصل مقترحا رأيه بتعيين مساعد مدرب جزائري أو مدرب جزائري ونضيف إليه مدربا أجنبيا، إذا ما اقتضت الظروف وذلك لتفادي المخاطرة بمصير المنتخب الوطني الذي لاتفصله سوى مدة شهر عن لقاء مصيري خارج الديار في إطار التصفيات للكأس الإفريقية. حتى يكون لهذا الأخير المعلومات الكافية وتبني استراتيجية الإستمرارية في العمل من أجل منتخب وطني قوي. عمر بلعطوي : يجب وضع الثقة في المدرب المحلي على الأقل في الوقت الراهن أكد مدرب شباب عيون الترك عمر بلعطوي، أن خيار المدرب المحلي هو الأنجع حاليا للمنتخب الوطني كون الوقت ليس في صالحنا، ونحن مقبلون على مباراة مصيرية الشهر المقبل ضد منتخب إفريقيا الوسطى، وبالتالي فإن خيار المدرب المحلي هو المناسب كونه ابن الدار ويعرف جميع خفايا المنتخب الوطني. قلب دفاع الخضر طالب بضرورة وضع الثقة في المدرب المحلي ومنحه كل الإمكانات والظروف الملائمة للعمل والتحضير الجيد ستمنحنا نتائج إيجابية وفي مستوى طموحات الجماهير، مثلما حدث مع الشيخ سعدان الذي أكد بأن رحيله كان منتظرا كون المنتخب أصبح في حاجة إلى نفس جديد وديكليك ينتظره الجميع، مضيفا بأن مهمة الناخب الوطني الجديد ستكون صعبة للغاية من أجل الحفاظ على المرتبة التي وصل إليها الخضر كفريق مونديالي. بسكري: ''على الفاف مواصلة اعتمادها على المدربين الجزائريين..'' أرجع التقني مصطفى بسكري، استقالة سعدان إلى جملة الأحداث السابقة التي عاشها المنتخب الوطني، وكذا حجم الضغوط التي كانت عليه. ولذلك استقال حتى يعطي للمنتخب الوطني فرصة العمل براحة كبيرة :''ولا يسعنا إلا أن نتمنى للطاقم الجديد سوى التوفيق، كما لايفوتني أن أذكّر الجميع أن الشيخ سعدان قد قدم ما عليه للمنتخب الوطني، حتى لا نكون ناكري جميل، ولم يتبق لنا سوى القول بأن على اللاعبين أن يكونوا في المستوى لمواصلة مشوار الإنتصارات''، ويرى بسكري أنه على الإتحادية مواصلة الإعتماد على المدربين الجزائريين بعد أن نجح سعدان في إعادة المنتخب الوطني إلى الظهور على الساحة العالمية بعد مشاركته في مونديال جنوب إفريقيا، والمشاركة في نهائيات كأس الأمم الإفريقية بأنغولا بعد غياب عن الدورتين السابقتين والوصول إلى الدور نصف النهائي. فؤاد بوعلي : الظروف لم تخدم سعدان، أخشى على المنتخب من الضياع والمدرب المحلي الأنجع للكرة الجزائرية أكد مدرب وداد تلمسان فؤاد بوعلي في حديث مع » النهار «، أن مستقبل المنتخب الوطني الجزائري مخيف جدا بالنظر إلى المستجدات الجديدة أبرزها استقالة الناخب الوطني رابح سعدان، والتي أكد بأنها ستؤثر حتما على مردود المنتخب الوطني المقبل على خوض تصفيات كأس إفريقيا للأمم، مضيفا بأن الإستقرار سر نجاح هذا المنتخب الذي هو ثمرة لثلاث سنوات من العمل المتواصل تحت قيادة الشيخ سعدان، الذي أكد بوعلي بأن الظروف لم تخدمه هذه المرة وأن هناك عدة أمور عرقلت عمله الفني، كونه كان يعمل تحت ضغوطات كبيرة وكأن الجميع نسي في لحظة واحدة ماذا قدم هذا الرجل للكرة الجزائرية . فؤاد بوعلي أكد احترامه الكبير للشيخ سعدان وطالب الجميع بعدم إخراجه من الباب الضيق . وبخصوص مستقبل العارضة الفنية للخضر فأكد الكوتش التلمساني بأن المهمة ستكون صعبة للغاية للمدرب الجديد لأن الوقت ضيق جدا عليه من أجل التعرف على المجموعة، مبديا رأيه في هذا الخصوص بأنه مع خيار المدرب المحلي، حيث أكد بأن وضع الثقة في المدرب المحلي ومنحه الصلاحيات والإمكانات اللازمة أهلنا للمونديال، مضيفا بأن المدرب المحلي بإمكانه تقديم الإضافة للنخبة الوطنية والكرة الجزائرية، كونه على علم بكل ما يدور في الساحة الكروية ولا يحتاج إلى وقت من أجل التأقلم.