لم يتوانَ المدرب السابق لوفاق سطيف نور الدين زكري في إبداء عدم اقتناعه بالخيار الذي انتهجه المسؤولون على الكرة ببلادنا، وفي مقدمتهم رئيس ''الفاف'' محمد روراوة في اختيار عبد الحق بن شيخة كمدرب جديد للمنتخب الوطني، على الرغم من تحفظه في البداية في الإفصاح عن هذا الأمر، إلا أنه سرعان ما أكد على أن هذا الخيار لا يخضع للمعايير الحقيقية التي كان من الضروري الأخذ بها لحظة اختيار بن شيخة الذي أكد بأنها لا تتوفر فيه. من خلال تأكيده على أن بن شيخة يتوفر على لقب فقط في مسيرته كمدرب على مدار 15 سنة كاملة كانت مع الإفريقي التونسي، وهو ما لا يرشحه تماما كما قال- لقيادة سفينة المنتخب الوطني، مطالبا المسؤولين على هذا الخيار أن يتحملوا المسؤولية والعواقب في آخر المطاف. وفي سؤالنا له عما إذا كان يرى نفسه الأحق بقيادة ''الخضر'' انطلاقا من التصريحات السابقة التي أطلقها، والتي أكد من خلالها على استعداده وأحقيته بتدريب المنتخب الوطني، قبل تنصيب الناخب الوطني الجديد عبد الحق بن شيخة، مؤكدا على اقتناعه بإمكاناته وبقدراته على ذلك، والتي انطلق من خلالها من كونه ليس بخريج المدرسة الجزائرية، وإنما هو خريج ''الكالتشيو'' الإيطالي الذي جعله يتتلمذ من طرف أعتى وأبرز المدربين العالمين، منهم كاريغو صاكي وتراباتوني وآخرين، إلى جانب الإنجازات التي حققها مع الوفاق في ظرف جد قصير لم يتجاوز ال 8 أشهر فقط، والتي مكنته من حصد العديد من الألقاب مع الوفاق وطنيا وإقليميا، مجددا تأكيده على أنه كان يطمح بقوة لتولي العارضة الفنية للمنتخب الوطني، ليس طمعا في المنصب وإنما رغبة منه في أداء واجب ومهمة وطنية مقدسة من خلال مساعدة المنتخب الوطني، وقد ذهب محدثنا- إلى أبعد من ذلك من خلال تأكيده على أن إمكاناته لا تؤهله فقط لقيادة المنتخب الوطني، بل حتى تدريب أعتى المنتخبات العالمية كالبرازيل على سبيل المثال. ''كنت مع خيار المدرب الأجنبي بقوة، ولكن...'' ولم يتوانَ أيضا محدثنا- في الإشادة بالمدرب الوطني المستقيل رابح سعدان، الذي أكد بشأنه أنه المدرب المحلي الوحيد الذي يتوفر على المعايير التي سمحت وتسمح له بقيادة المنتخب الوطني الأول، أما باقي التقنيين المحليين فلا يتوفرون على ذلك، مبرزا بأن وطنيته جعلته سابقا يصرح برغبته في تقديم المساعدة الفنية لسعدان وللمنتخب الوطني، وعائدا للحديث عن إنجازات بن شيخة التي تبقى بعيدة عن أنها تمكنه من تسلم زمام الأمور على رأس العارضة الفنية للخضر، خاصة وأنه لم يثبت أي شيء مع منتخب المحليين، مما يجعل المسؤولين الذين نصبوه يتحملون عواقب اختيارهم لبن شيخة لتولي العارضة الفنية، ومجددا التأكيد على أنه كان قبل تنصيب هذا الأخير مع خيار المدرب الأجنبي الكبير في ظل غياب الخيارات المحلية المتاحة.