قام أول أمس وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات جمال ولد عباس، بزيارة فجائية إلى كل من مركز الصحة الجوارية فاردي وميرة بباب الوادي، حيث طالب الجهاز الطبي بوضع ملفات لحالات السرطان التي يتم اكتشافها على مستواها، من أجل إعداد ملف وطني لمرضى السرطان في الجزائر. وأثناء تواجد الوزير بمركز ميرة، لاحظ وجود أشخاص لاستقبال المرضى ليسوا في محلهم، وهو الأمر الذي يحول دون توجيههم والتكفل بهم كما يجب، وأثناءها تساءل الوزير عن دور المسيرين في ذلك، حيث كانت مديرة المؤسسة غائبة، والتي وصلت المكان بعدها متأخرة، إذ فاجأت الوزير بتصرفاتها، وأثناء جولته في الأقسام، لاحظ الوزير وجود باب مغلق خاص بالأطباء، فطالب بتوضيحات حول المسألة، إلا أن المسؤولة أجابته أنها كانت في مكتبها وليست مطلعة على ما يجري، وإثر ذلك طالب منها الوزير سبب عدم قيامها بمراسلة الوزارة لإخطارها بما يجري، إلا أنها قالت له أنها تجهل ذلك، وهو ما اضطر ولد عباس إلى مطالبتها بالبقاء في مكتبها، والتعامل مع مسؤول آخر في المركز، حيث اطلع على وضعية المخازن والأدوية، وقسم الأشعة، بالإضافة إلى وضعية المخبر، وظروف العمل به، التي تستدعي المراجعة، تفاديا لتسجيل أخطاء في نتائج التحاليل بسبب البكتيريا.بعدها توجه المسؤول الأول عن القطاع، إلى مركز فيردي بباب الوادي، حيث طاف بمختلف الأقسام واستمع إلى انشغالات المواطنين، ووقف عند حسن استقبال المرضى، وتوفر الظروف الملائمة للتكفل بهم.وبعد نهاية جولته، أمر الوزير المشرفين على المراكز، بتجميع ملفات الحالات المصابة بداء السرطان، استنادا إلى معايير محددة كالجنس والسن، من أجل إنشاء السجل الوطني للسرطان، الذي من شأنه المساعدة في متابعة المرض ومحاربة الأسباب التي تقف وراءه. تجدر الإشارة، إلى أنها المرة الأولى التي يقوم فيها الوزير بزيارات مفاجئة إلى مراكز الصحة العمومية، بعد أن شرع منذ أكثر من شهرين في القيام بزيارات مفاجئة إلى المستشفيات، للوقوف عند ظروف سيرها وعملها. ولد عباس: ''كل بلد يتقدم للإستثمار في قطاع الصحة سنشترط عليه عقد شراكة'' كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات جمال ولد عباس، أن كل بلد يتقدم للإستثمار في قطاع الصحة في الجزائر، يشترط عليه عقد شراكة حقيقية، من خلال فتح فروع في الجزائر بدل الإكتفاء بالتصدير. وأكد الوزير على هامش الإجتماع الذي عقده أول أمس مع وفد من رجال الأعمال البولونيين، أن شركاء قطاعه من الممولين الأجانب مدعوون إلى عقد شراكات فعلية مع الجزائر، بدل اللجوء إلى التصدير، مشيرا إلى أن نقل التكنولوجيات الحديثة يعد من أهم أولويات الجزائر التي تبحث عن شركاء متنوعين يستقرون بها، وأضاف المسؤول الأول عن القطاع، أن كل منتج يريد التعامل مع الجزائر في إطار البرنامج الخماسي، عليه بتصنيع الأدوية و اللقاحات والعتاد الطبي هنا. وفي السياق ذاته؛ أوضح ولد عباس أن الجزائر مهتمة بتطويرها خاصة في مجالات العتاد الطبي وجراحتي الأطفال والقلب، بالإضافة إلى التكوين وتبادل الخبرات مع بولونيا، وهي كلها نقاط تضمنتها بروتوكولات التعاون الموقعة بين الطرفين سنة 2006، مؤكدا أن اللقاحات تعتبر أولوية أخرى للجزائر، يمكن أن تشكل أرضية شراكة مع المتعاملين الأجانب، خاصة وأن نسبة التلقيح في الجزائر بلغت 99 من المائة، بالإضافة إلى أجهزة الأشعة الموجهة لفائدة مرضى السرطان، خاصة وأن القطاع يخطّط لإقتناء 57 جهازا من هذا النوع مستقبلا، تبلغ قيمة كل منها ما بين 12 و 25 مليار سنتيم، في إطار بناء وحدات كشف جديدة.من جهته أوضح رئيس غرفة التجارة البولونية أندرزي أرندرسكي، أن بلاده تبحث عن عقد شراكة مع الجزائر في عدة ميادين، خاصة تلك المتعلقة بالعتاد الطبي والتطهير والنظافة في المستشفيات بالإضافة إلى إنشاء مؤسسات إستشفائية.