يضطر قرابة 12 مليون مشترك ببريد الجزائر للانتظار ساعات طوال قصد سحب الأموال من حساباتهم البريدية ، نظرا للنقص الفادح المسجل بالمراكز البريدية لمختلف نقاطها عبر الوطن، وهو الانشغال الذي نقله نواب من المجلس الشعبي الوطني إلى وزيري المالية و البريد مطالبين بتوضيح حول أسباب نقص السيولة المالية. و في هذا الشأن ذكر النواب في المراسلة التي تحوز "النهار" على نسخة منها المعاناة التي يواجهها المواطنين الجزائريين بشكل يومي تقريبا خاصة هذه الأيام التي تعقب الدخول الاجتماعي الجديد و ما خلفه من إنفاق كبير وهو ما جعل المواطنين يتنقلون بين مختلف المراكز البريدية لافتاك ولو مبلغ بسيط لسد الاحتياجات الضرورية اليومية خصوصا مع الدخول المدرسي ولو كانت هذه الحالة مست بعض المراكز أو بعض ولايات من الوطن لكان الأمر يمكن تجاوزه أما وان الحالة عمت مختلف المراكز البريدية المنتشرة عبر القطر ومست كل ولايات الوطن مما يثير التساؤل حول هذه الوضعية التي عادت بالجزائري إلى زمن الطوابير وصراع المواطنين ، أمام صمت مطبق من طرف مصالح الوزارتين يضيف النواب، و بالمقابل استغربوا تحديد سقف سحب السيولة للمبالغ المالية في بعض الولايات إلى مبلغ 5000دج فقط و التي لا تسد حاجيات الزبائن في معظم الأحيان، ولا تبدأ عملية السحب حتى تكاد تنتهي من الساعة الأولى صباحا عند افتتاح المركز البريدي بطوابير الانتظار التي لا تنتهي بدون شيء يعود به المواطن إلى عائلته ليسد احتياجاته الضرورية، و على الرغم من أن الموضوع قد طرح قبل سنتين من طرف كتلة سياسية بالبرلمان بعد معاينة ميدانية لبعض المراكز البريدية وبررت آنذاك مديرة بريد الجزائر بان بنك الجزائر لا يوفر سوى 40 بالمئة من الاحتياجات التي طلبها بريد الجزائر ، ورغم المراسلات وكان وعدا من الجهة الوصية بتسوية هذه النقائص ولن تتكرر ، غير انه يتكرر اليوم نفس المشهد لماذا لم تتخذ إجراءات من طرف المصالح الوصية أم أن الوضع ليس له علاقة وأهمية نظرا للفئة التي تستعمل هذا الحساب من الفئات البسيطة والفقيرة يتساءل النواب.