إنه من دواعي الحاجة إليك، وقلة الحيلة ما دفعني لكتابة هذه الأسطر كي أعبر لك يا سيدة نور، عن حجم المعاناة التي أعيشها منذ ثلاث سنوات، مع زوج لا يمد بصلة للرجل المسؤول، إذ جمع في نفسه كل ما هو وضيع ودنيء، فهذا الزوج أبدا لا يحسبني على ذمته، ويظهر ذلك جليا من خلال تصرفاته الطائشة، بدءا بعلاقاته المشبوهة مع نساء أخريات إلى عدم استقراره في كل الوظائف التي عمل بها، نهاية إلى تعاطيه المخدرات وتجاهل حقوقي كزوجة، عندما أقول حقوقي فأنا أقصد المادية منها والمعنوية. رغم ذلك، فأنا لا أملك إلا الصبر والدعاء، لكني في الآونة الأخيرة، لم أعد أحتمل الوضع الذي ازداد سوءا، خاصة أنه أصبح يتعاطى المخدرات ويُقدم على الخيانة على مرئى ومسمع مني. لقد فكرت في هجر البيت لكن ظروفي العائلية لا تسمح بذلك، فما الحل الذي ينقذ ما تبقى من كرامتي مع هذا الرجل الذي يصلح لكل شيء ما عدا أن يكون زوجا. علما أني جامعية، على قدر من الجمال والتدين، في حين لم يحصد هو من العلم إلا القليل. صليحة / تيارت الرد: عزيزتي، الصبر من أجل تماسك الحياة الزوجية واستمرارها، هو عمل عظيم عند الله عز وجل، وهو يحتاج إلى مجاهدة نفس، قد وفقك الله إليها، لكن من المهم أيضا أن ندرك أدبيات هذا الصبر، ونفهم روحه ومقصده، هل هو الإضرار بالطرف الذي يصبر إضرارا يهدر معه كرامته، وحقوقه التي أعزه الله بها؟ وهل الصبر الذي دعانا الله إليه هو الصبر الذي يجعل المخطئ يتمادى في خطئه، أم هو ذلك الصبر الذي يعين المخطئ على العودة إلى رشده؟ دعينا ندرس ذلك في ضوء ما تعانين منه الآن، ألا ترين معي أن هناك فرق بين أن تصمتي والطرف الآخر يعلم أنك تصمتين من أجل استمرار حياتكما معا، لأنك حريصة على هذه الحياة من أجلكما معا، وبين أن يرى في صمتك عجزا وضعفا لأنك تخافين أن يطردك من مملكته ويسلمك إلى مجتمع تخشين تقاليده القاسية، أو ظروف قاسية تخشينها. لم تشرح لي طبيعة علاقتك ببيت أهلك، ولست أرى أنك إن صبرت عليه من أجل الظروف القاسية في بيت أهلك، إن في صبرك هذا ما يعيبك، وهل يدري عاقل بآلام أحد أو يستهين بقسوة الحياة عليه، لكني يا عزيزتي أريدك أن تكوني على بصيرة وأنت تتصرفين مع زوجك، ولاحظي الفرق الذي حدثتك عنه، وأثره في تعامل زوجك معك، والذي أخشىspan style="font-size: 14pt; font-family: "Simp