تحية طيبة وبعد: أنا سيدة متزوجة منذ خمس سنوات، لدي طفل في الثالثة من العمر، لقد اكتشفت يا سيدة نور أن زوجي له علاقات محرمة منذ الأيام الأولى لزواجنا، وهي علاقات قديمة ومتينة، بعضهن متزوجات وأمهات لأطفال، إحداهن أولادها في مثل عمري، لكنهن لا يخفن الله، زوجي مبتلى بعلاقات محرمة، وقد تأكدت من هذا الأمر عشرات المرات، قرأت رسائل هاتفه النقال، وتصنت على مكالماته، تأكدت من كل شيء، صارحته لكنه ينكر دائما ويغضب، ويقلب الموضوع علي، ويصبح أكثر حذرا في كل مرة، أحيانا أنهار فأصرخ في وجهه، وأطلب الطلاق، لكنني أعود عن قراري، لأنني أحبه، وأتمنى له الهداية. سيدة نور، لا أريد أن أشتت ابني الصغير، حاولت التصدي لتلك النسوة، لكنني أخشى المشاكل، صبرت كثيرا، والآن لم أعد أقوى على الصبر، فهل بإمكانك مساعدتي ولك مني جزيل الشكر. سكينة/ غيليزان الرد: عزيزتي ألمح من خلال كلماتك أنك تملكين عقلا راجحا، لكنك تسرعت، كان من الأفضل، ألا تخبري زوجك مباشرة بأنك على علم بعلاقاته المحرمة، لأن من أكبر ما يعين الإنسان على الاستقامة حرصه على سمعته ومكانته عند الآخرين، وخوف الفضيحة، فإذا فقدنا هذا العنصر فقدنا ورقة رابحة في الحل، إذ أن الأمور تقوى لديه، فما دام الأمر قد انكشف فلم يعد لديه ما يخشى عليه. أقول لك ذلك، حتى تستفيدي منه في المستقبل، ولتعلمي أن المواجهة هي أسهل الحلول، ولكن ليس بالضرورة أن تكون هي أنجحها. عزيزتي، لا بد أن تعلمي أن علاج مثل حالة زوجك صعب، يحتاج إلى قدر كبيرة من الصبر، والحكمة، والحزم، فقد قطع في انحرافه مشوارا طويلا من الصعوبة الرجوع عنه، ولذلك أنصحك بما يلي: لا تستبعدي فكرة الطلاق من رأسك أبدا، فهو خيار قوي في ظل ما ذكرته لك، إضافة إلى ذلك فإن العلاقات غير الشرعية تسبب أمراضا فتاكة معروفة، وليس من العقل أن تغمضي عن هذا الخطر الذي ربما انتقل إليك، كما أن نشأة الأولاد وهم يرون قدوتهم يمارس الرذيلة، سينعكس سلبا على نفسياتهم، و أخلاقهم، أنا لا أحثك الآن على طلب الطلاق، ولكن أريد أن تستخدميه لحل هذه المشكلة، فإذا كان زوجك يحبك ولك عنده مكانة فسوف يؤثر فيه تهديدك بطلب الطلاق، أو أن يترك ما هو عليه، فإن استجاب فهذا هو المطلوب، وإلا فلا خير في بقائك مع زوج منحرف لا يقيم لك وزنا، وقد يكون من المناسب أن تذهبي غاضبة إلى بيت أهلك، وتجلسي عندهم، حتى يرجع عن غيه وانحرافه. في وقت الحوار معه لا تحاولي استفزازه بانفعالك وصراخك في وجهه، بل أظهري الاحترام له، والشفقة عليه، والرحمة به بالرفق والحنان، وفي المقابل حزمك وجديتك في حل هذه المشكلة. أحرجيه بالمقارنة، فلو بدر من الزوجة نفس التصرف، وأقامت علاقات غير شرعية مع رجال آخرين فكيف ستكون مشاعره؟ فهو حتما لن يستحل لنفسه ما يحرمه على غيره، ولا تنسي عزيزتي، أن تذكيره بالله تعالى وتخويفه من عقابه وما أعده الله لأمثاله، واكثري من الدعاء له بالهداية في كل وقت، خاصة وقت الإجابة، فالله لا يخيب من رجاه. و إذا شعرت أن محاولاتك لا تأتي بنتيجة فاستخيري الله تعالى، في طلب الطلاق حقيقة، بعد أن تدرسي القرار جيدا، فهذا حفظ لكرامتك. ردت نور