أقر قيادي سابق في المخابرات الفرنسية أن المعركة ضد الشبكات الإرهابية الناشطة تحت راية تنظيم القاعدة ليست بالسهلة، وبرر ذلك بالصعوبة التي تواجهها مصالح الأمن الفرنسية وغيرها في التوغل في أدغال الشبكات التي تدعي ولاءها لتنظيم أسامة بن لادن. وقال آلان شويه، وهو المسؤول السابق (2000-2002 ) عن قسم ''الإستخبارات'' في المديرية العامة للأمن الخارجي (جهاز التجسس الفرنسي)، أن مصالح الأمن الفرنسية تواجه في حربها ضد تنظيم القاعدة مشاكل شبيهة بالمشاكل التي تعرفها، عندما يتعلق الأمر بمحاولة اختراق صفوف هذه الفئة المنغلقة على نفسها. آلان شويه أصدر قبل أيام كتابا تحت عنوان ''حكمة الجاسوس''، يروي من خلاله تجربته في جهاز المخابرات الخارجية الفرنسية. وعلى خلاف الشبكات الإرهابية الأوروبية (اليسار المتشدد) التي تم تفكيكها في سبعينيات القرن الماضي، شدد ذات المتحدث في لقاء مع جريدة ''لو باريزيان'' الفرنسية، على استحالة الوصول إلى قلب شبكات القاعدة. ويرى شويه أن اعتماد القاعدة على عناصر تنشط منذ سنوات عديدة يعيق عملية التوغل في صفوف التنظيم وتفكيك هياكله. وأضاف أن قيادات التنظيم حريصة كل الحرص على تأمين صفوفها، فهي لا تتردد في تصفية عنصر بمجرد الشك في ولائه للحركة... واعتبر القيادي السابق في جهاز الإستخبارات الخارجية الفرنسية، أن منبع تزويد التنظيم بالناشطين ضخم، في إشارة إلى أعداد الشباب والأطفال. وأضاف أن عملية مطاردة الناشطين لا تكفي، بل تتطلب حملة واسعة النطاق ضد الجمعيات والأندية الرياضية التي تتستر وراء الرياضية والثقافة، لتكوين متشددين مستعدين للقيام بعمليات إرهابية وانتحارية. وذهب صاحب كتاب ''حكمة الجاسوس'' إلى حد القول أن نجاح الحرب ضد تنظيم القاعدة مرهون بشرط آخر، ويتعلق الأمر بضرورة التعامل بحزم حيال الدول التي توجد بها ''تنظيمات إرهابية''، وخص بالذكر في هذا الصدد باكستان والعربية السعودية، وقال أن مثل هذا العمل ليس من صلاحيات رجال الأمن وإنما الحكومات.