كشف البروفيسور طاهر ريان رئيس الجمعية الجزائرية لطب وزرع الكلى، عن قيام بعض المخابر الأجنبية المنتجة للأدوية، بالدعاية لمنتجاتها، عن طريق تنظيم مسابقات يتم الإعلان عنها داخل المستشفى، حيث يستفيد بموجبها الطبيب في حال تم اختياره من مبالغ مالية متفاوتة. وأوضح البروفيسور أن المسابقة تتم على أساس دعوة الأطباء للمشاركة بأبحاثهم، وبعد الإختيار تتم مكافأتهم من طرف المخبر بمبلغ مالي يتراوح مابين 20 و100 مليون سنتيم، مشيرا إلى أن العملية ظاهريا تهدف إلى دفع البحث في مجال الطب، إلا أنها تقوم بالدعاية والترويج المجانيين للمخابر داخل المستشفى. وعلى صعيد متّصل، ذكر محدثنا أن المخابر تعمد من خلال هذه المسابقات إلى استغلال أبحاث هؤلاء الأطباء الشباب، في تطوير أدويتها، وتحقيق أرباح طائلة على حسابهم، مقابل مبالغ يراها الطبيب معتبرة، بالنظر إلى تدني إمكاناته المادية، وفي السياق ذاته؛ أضاف الأستاذ أن العملية في الأساس تخضع إلى عدة شروط لا بد من اعتمادها، إذ يتوجب أن يكون هذا النوع من الإعلانات مقيدا بختم إدارة المستشفى قبل نشره، كما يتعين على المشتركين، تقديم ملف يحتوي على السيرة الذاتية، وألا تتجاوز أعمارهم 30 سنة، بالإضافة إلى ذلك، لابد أن تكون لجنة التحكيم غير مكونة من أشخاص على صلة بالقطاع، لتفادي أي نوع من المحسوبية أثناء المداولات، لمنح الجائزة، إلا أن الواقع عكس ذلك تماما، إذ تتم مكافأة الفائز حسب رغبة الأستاذ الذي يحدد من يريد أن يفتك المبلغ المالي، وهو الأمر الذي حدث مع أحد المخابر المتخصصة، التي كانت تمول مسابقة أحسن بحث في مجال الأمراض القلبية والتشنجية، مقابل 100 مليون سنتيم، - يضيف البروفيسور - حيث تحولت هذه الأخيرة إلى دعاية وترويج للأدوية التي ينتجها، وصراع ما بين الأساتذة لأخذ الجائزة، إذ أصبحت تمنح وفقا لرغبة لجنة التحكيم، وأمام تلك الوضعية اضطر المخبر إلى توقيف المسابقة بعد مرور سنة فقط من انطلاقها، حيث لن تنظم هذه الموسم.