عرف الجزائريون بتمسكهم بكثير من العادات منذ القدم، منها تلك المتعلقة بحلول فصل الربيع، ومنطقة القبائل من أكثر المناطق تشبثا بهذه التقاليد الموروثة أبا عن جد وكل منطقة لها طريقتها في استقبال هذا الفصل أضفت عليها بعض الطقوس التي تميز دشرة سليم بالبويرة. خلال الجولة التي قادت" النهار" إلى منطقة القبائل و بالضبط قرية سليم المحادية لمنطقة تيكجدة في جبال جرجرة بالبويرة لاحظنا العائلات بدأت في الصباح بتحضير كل اللوازم للخروج إلى الطبيعة الخلابة والاجتماع على البساط الأخضر لتتناول وجبات الغداء التقليدية ،تلك الأطباق المتنوعة كالكسكسى و البركوكس بالخضر الطازجة و اللحم التي تقوم النساء المتزوجات بمهمة طهيها، و بعدها تخرج جميع العائلات بالمنطقة لتجتمع في الطبيعة الخضراء و الزهور الربيعية التي افترشتها الأرض كحلة جديدة و جميلة هذه الأيام بينما يلعب الأطفال في انتظار وقت الفطور،ومن بين العادات الجميلة التي لفتت انتباهنا وهو تلك الفتيات العازبات المرشحات للخطوبة اللاتي مهمتهن لبس أجمل الألبسة التقليدية المختلفة الألوان الخاصة بالمنطقة والخروج مع عائلاتهن للاستمتاع بوقتهن، تقربنا من تلك العائلات بالمنطقة و قاسمناهم فرحة استقبال الربيع المزهر، تحدثنا إليهن فأكدت لنا خالتي تسعديت أن هذه العادة كل سنة يستقبلون الربيع بهذه الطريقة و تقريبا كل نهاية أسبوع يجتمع الجيران و الذهاب إلى منطقة طبيعية محظ و بأغاني خاصة بفصل الربيع يحفظها خاصة النسوة الكبيرات السن و التي تشبه نوعا ما الاهاليل ، و تدخلت حليمة ذات 25 سنة أنها منذ كانت صغيرة و هي تخرج مع فتيات الدشرة للتنزه وجمع الأزهار البرية، و روت لنا ثيزيري مهمة الفتيات العازبات في أيام الربيع و خاصة اليوم الذي تخرج فيه عائلات "الدشرة" لتناول وجبة الغداء حيث تقوم الفتيات بالبحث عن أعشاش الحجل لجمع البيض منها ، وبعدها تكون صاحبة أكثر عدد من البيض المرشحة الأولى للزواج تلك السنة، حيث تقوم النسوة بخطبتها لأحد الشبان المقبل على الزواج ، و أشارت يمينة أن جمع الفتاة لأكبر قدر من البيض دليل على نضجها و شجاعتها و خفتها.لكن لا يعني أن الفتيات الأخريات غير معنيات بالزواج بل بالعكس تلك عادة مستحبة و اعتقد أنها عبارة عن طقوس لا زلنا متشبثين بها ، بينما قالت سامية شابة من بين الحاملات لسلة جمع البيض أن هذه العادة حسنة لان خفت البنت هي التي ترشحها لاجتياز هذه المرحلة المهمة في حياة الفتاة، و أكدت الحاجة سعدية انه استقبال فصل الربيع بهذه الفرحة و ذلك بعد انتهاء موسم جمع الزيتون.