السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أنا قارئة وفية لجريدة "النهار"؛ عازبة أبلغ من العمر 38 سنة، أصبحت أشعر بالفراغ بعد زواج شقيقتي الصغرى، ولا أشعر بالانسجام مع إخواني الذكور، وقد ظهر علي ذلك بعد أن رفضني شاب عرفتني عليه إحدى قريباتي، وكانت حجته أني كبيرة السن رغم أنه يبلغ 49 سنة، مما جعلني أرغب بالموت. أحيطك علما يا سيدة نور أني محجبة ولدي شهادة جامعية، وظيفتي مستقرة مقبولة شكلا، ولم أرتبط بعلاقة مع أي شاب. ولأني بلغت هذا السن ولم أتزوج، أصبحت منطوية ومكتئبة، وسئمت وجودي في هذه الحياة. نادية/ سطيف الرد: عزيزتي إن السعادة لا ترتبط بالزواج ولا بالمال ولا بالوظائف، ولكن السعادة هي نبع النفوس المؤمنة الراضية بقضاء الله وقدره المتمسكة بشرعه، وليست كل متزوجة سعيدة ولا كل صاحب مال سعيد. ولا يخفى عليك وعلى الغير أن نعم الله مقسمة، فهذه أعطاها الله عافية وحرمها من الزواج، وأخرى أعطاها الله زوجا وحرمها من المال والولد، وثالثة أعطاها الله مالا وزوجا وحرمها من العافية، والسعيدة هي التي تعرف نعم الله عليها وتقدم شكرها، فبشكر الله ينال الإنسان المزيد. عزيزتي أتمنى أن تشغلي نفسك بالطاعات، واهتمي بعملك واحشري نفسك في زمرة الصالحات، واعلمي أن لكل واحدة منهن قريب يبحث عن زوجة، وإذا تزوجن أخواتك أو زميلاتك فلا تتأثري بذلك، واسألي من وفقهن أن يوفقك. وأنت مؤهلة ومقبولة، وسوف يأتيك النصيب في الوقت الذي يأذن العلي القدير، أرجو ألا تتفوهي بمثل تلك العبارات كقولك:" أريد أن أرتاح من الدنيا، لأنّها تدل على عدم الرضا بالقضاء، فالمؤمن مطالب أن يسأل الله طول العمر لأجل العمل الصالح، ولو كان الأمر مجرد موت لكان الموت راحة كل من تعب من الحياة، ولكننا بعد الموت نُسأل ونحاسب، وما طلب الموت إلا لمن أحسنوا العمل، أتمنى أن تكونوا من بينهم. ردت نور