إدريس الجزائري قال أنه سيكون سعيدا لخدمة الصهاينة في موضوع النووي الإيراني ''ويكيليكس'' يكشف عرضا قدّمه سفير جزائري لخدمة إسرائيل كشفت وثيقة سرية تضمنت برقية أرسلتها ممثلية الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالأممالمتحدة إلى وزارة الخارجية الأمريكية ووكالة الإستخبارات المركزية، عن قيام إدريس الجزائري، سفير الجزائر وممثلها الدائم لدى مكتب الأممالمتحدة والمنظمات الدولية بسويسرا، بعرض خدماته على الإسرائيليين، بشكل غير مباشر، حيث خاطب عددا من الدبلوماسيين الغربيين، منهم أمريكيون، معبرا لهم عن ''سعادته لوضع نفسه لخدمة إسرائيل''، فيما يتعلق بما يسمى جهود نزع السلاح في منطقة الشرق الأوسط.وجاء في البرقية التي نشرها موقع ''ويكيليكس''، أول أمس، وتبين أنها مؤرخة في 13 ماي من العام الماضي، أن إدريس الجزائري حضر اجتماعا في جنيف السويسرية، على هامش انعقاد اللجنة التحضيرية لندوة معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية. وحضر الاجتماع، نائب وزيرة الخارجية الأمريكية المكلف بالتحقق من الإمتثال والتنفيذ، روز غوتمولر، إلى جانب سفراء مصر، اليابان، أستراليا، كندا وبريطانيا، إلى جانب مسؤولين دبلوماسيين آخرين.وقالت الوثيقة إن الإجتماع تمحور بشكل أساسي حول موضوعي نزع السلاح في منطقة الشرق الأوسط والملف النووي الإيراني، حيث سعى الأمريكان إلى الربط بين الموضوعين، للإشارة إلى أنه لن يكون هناك سلام في المنطقة الشرق الأوسطية ما لم تضع إيران حدا لبرنامجها النووي.وكانت المفاجأة التي فجرتها الوثيقة كبيرة، عندما كشفت عن بعض مضامين ما قاله ممثل الجزائر في سويسرا، حيث جاء في برقية ''ويكيليكس'' أن إدريس الجزائري قال أنه سيكون ''مسرورا لوضع نفسه تحت خدمة إسرائيل''، فيما يتعلق بنزع السلاح في منطقة الشرق الأوسط. ورغم أن الوثيقة لم تتعمق أكثر في ما قاله سفير الجزائر، إلا أنه بدا واضحا من خلال جدول أعمال الاجتماع، المخصص لدراسة موضوع نزع السلاح في منطقة الشرق الأوسط، أن إدريس الجزائري عرض خدمته للتوصل إلى حل للملف النووي الإيراني، وفق المنظور الغربي، وخاصة الأمريكي الهادف إلى ضمان أمن إسرائيل، وحرمان كافة دول المنطقة العربية والشرق الأوسط من التكنولوجيا النووية.ورغم وضوح ما قاله سفير الجزائر في جنيف، إلا أنه بدا واضحا أكثر عند وضح أن ما تفوه به، لم يكن سوى مجرد ''اجتهاد شخصي'' لا يعني إلا سواه، كون المواقف الجزائرية من قضية نزع السلاح في الشرق الأوسط، ارتبطت بشكل دائم بمواقفها التقليدية والمعروفة إزاء النزاع العربي الإسرائيلي، وهو ما يعني أن السفير إدريس الجزائري حاول تقديم خدمة شخصية للأمريكان والإسرائيليين، مستغلا وضعه ومنصبه كرئيس لندوة نزع السلاح، ومخالفة العرف في الدبلوماسية الجزائرية القاضي بمقاطعة كل ما هو إسرائيلي أو له علاقة بدولة الكيان الصهيوني. يذكر أنه في بداية صيف عام 2009 رفضت الإدارة الأمريكية اعتماد الدبلوماسي ووزير الخارجية الأسبق محمد الصالح دمبري سفيرا لديها، بعدما كان هذا الأخير محور احتجاجات وحملة شرسة قادها اللوبي الصهيوإسرائيلي في الدول الغربية، ضد الجزائر، إثر انتقاد دمبري لإسرائيل بشكل علني في اجتماعات بجنيف بصفته ممثل الجزائر بالإمم المتحدة. وقد جرى اعتماد الدبلوماسي عبد الله باعلي بعد ذلك، كسفير للجزائر بواشنطن.ويثير هذا التزامن بين تصريحات السفير إدريس الجزائري، وبين عدم اعتماد السفير دمبري في واشنطن، شبهات وشكوكا في كون الغزل الذي أبداه السفير إدريس الجزائري للأمريكان واللوبي الصهيوني كان الهدف منه نيل وكسب رضا الإدارة الأمريكية والمتحكمين في دواليبها ربما للظفر بمنصب سفير بواشنطن، أو لأغراض شخصية أخرى.