يواصل موقع ويكيليكس كشف المستور في ما يخص عددا من القضايا المتعلقة بالعلاقات الدولية ومواقف عدد من الشخصيات، بمن فيهم الجزائريين، فبعد التصريحات المثيرة التي أدلى بها عدد من السياسيين والصحفيين والمثقفين الجزائريين بمقر السفارة الأمريكية في الجزائر، جاء الدور على السفير والممثل الدائم للجزائر في البعثة الدائمة لدى مكتب الأممالمتحدة والمنظمات الدولية بسويسرا إدريس الجزائري، خاصة وأن الأمر يتعلق بإسرائيل التي تبقى الجزائر من بين حوالي خمس دول عربية فقط لا تربطها أي اتصالات أو محاولات للتطبيع مع هذا الكيان· -- حسب ويكليكس، إدريس الجزائري صرح: سأكون سعيدا بأدائي خدمات لإسرائيل وحسب برقية جديدة نشرت، أمس الإثنين، عبر عدد من الصحف العالمية التي تعاملت مع موقع ويكيليكس، واستناد لوثيقة دبلوماسية أمريكية تتعلق بالجزائر مؤرخة في 13 ماي ,2009 وصنفت على أنها ''سرية''، فقد كشفت هذه البرقية عن فحوى اجتماع عقد بمدينة جنيف بسويسرا، على هامش اجتماع اللجنة التحضيرية المتابعة الخاصة بندوة معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية· وأشارت الوثيقة إلى أنه من بين الأشخاص الذين حضروا الاجتماع، إلى جانب روز جوتي مولر، نائب كاتب الدولة الأمريكية للتنفيذ والمطابقة، السفير إدريس الجزائري، ورئيس ندوة نزع السلاح الفتاك، إلى جانب السفير المصري، ماجد عبد العزيز، وكان هذان الأخيران، السفيران العربيان الوحيدان اللذان حضرا الاجتماع· وخلال مداخلته أمام نائب كاتب الدولة الأمريكية، قال إدريس الجزائري بأنه سيكون سعيدا ''عندما يكون في خدمة إسرائيل'' في ملف مفاوضات السلام بالشرق الأوسط ونزع ''سلاح إيران النووي''، وذلك خلال تدخل السفير إدريس الجزائري حول هذه النقطتين خلال الاجتماع نفسه· وأشار ممثل الإدارة الأمريكية إلى أنه ثمة علاقة وطيدة بين قضية السلام في الشرق الأوسط والملف النووي الإيراني· ويعتبر تصريح إدريس الجزائري في ما يخص إسرائيل أول تصريح لدبلوماسي جزائري خارج مجال مبادئ الدبلوماسية الجزائرية التي ترفض أي اتصالات مع إسرائيل أو أي نية للتطبيع مع كيان هذه الدولة، حيث أن الجزائر متمسكة بالمبادرة العربية المتخذة في اجتماع قمة الدول العربية في بيروت سنة 2004 أو ما يعرف بمبادرة ''الأمير عبد الله'' التي تمثل مبادرة عربية موحدة إزاء مسار التسوية مع إسرائيل، ما يعني اعتراف إسرائيل بالدولة الفلسطينية في حدود العام 1967 والاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين والانسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة بما فيها مزارع شبعا بجنوب لبنان والجولان السوري المحتل· وكانت واشنطن قد رفضت اعتماد محمد صالح دمبري، سفيرا للجزائر بالولايات المتحدةالأمريكية لأسباب لم يعلن عنها، لكن كل الأمور كانت توحي بأن سبب الرفض مرده إلى الموقف الذي اتخذه الممثل الدائم للجزائر في البعثة الدائمة لدى مكتب الأممالمتحدة والمنظمات الدولية بسويسرا محمد الصالح دمبري الذي أبدى مواقف جد قاسية ضد إسرائيل وممارستها في الشرق الأوسط والسباق نحو التسلح النووي، في وقت وافقت واشنطن على اعتماد عبد الله بعلي بدلا منه، في شهر جويلية .2008