استشهاد ''عمي موح'' عميد المقاومين ببلدية سي مصطفى في بومرداس استشهد فجر أمس ''دباغي محمد'' أحد أعمدة المقاومين من عناصر الدفاع الذاتي بولاية بومرداس، بعد أسبوع أمضاه بالعناية المركزة بالمستشفى العسكري بعين النعجة، إثر رصاصات قاتلة من طرف جماعة إرهابية مسلحة كانت تتحين الفرصة منذ عدة سنوات لاغتياله أمام محجرة سي مصطفى التي أفنى عمره لتأمينها. رحل ''عمي موح'' ، عن عمر يناهز 60 سنة بعد أن ترصدته الجماعات الإرهابية المسلحة السبت الفارط بتاريخ الأول من جانفي أمام محجرة سي مصطفى التي يعمل على تأمينها منذ بداية حمله السلاح في صفوف عناصر الدفاع الذاتي، وإطلاق وابل من الرصاص في أنحاء متفرقة من جسده، صارع خلالها الموت لمدة أسبوع واستشهد ''بطلا'' و''مكافحا'' بشهادة زملائه وأفراد عائلته. ''عمي سعيد'' شقيقه الأكبر ''يوم لكم أيها الإرهابيون ويوم عليكم'' تنقلت ''النهار'' إلى منزل الشهيد الكائن وسط مدينة سي مصطفى، أين توافد المئات من الأهل والأقارب ومعارفه من السلطات الأمنية والعسكرية والسلطات المحلية للبلدية لتقديم التعازي لعائلة الفقيد، وبقلب رحب وإيمان بقضاء الله وقدره استقبلتنا أسرته التي رغم ألم فراقها لسندها الأكبر، إلا أن الافتخار والاعتزاز بشهامته ووطنيته بدت على أقرب المقربين منه زوجته، بناته وأبناؤه وأشقاءه وباقي أفراد العائلة، يقول ''عمي السعيد'' شقيقه الأكبر واحد من حاملي السلاح من عناصر الدفاع الذاتي القدامى ''لقد استشهد محمد وهذا فخر للعائلة ككل استشهد وقلبه ينبض بوطنيته برصاصات إرهابيين شعارهم التقتيل والدمار لطالما توسل أحد السفاحين لديه لإدماجه للعمل بمحجرة سي مصطفى، لكن كما يقول المثل يوم لك ويوم عليك''، ظل الشهيد يحلم بيوم يجتث فيه بقايا الإرهاب على مستوى منطقته، لذلك أفنى حياته لتأمينها وعودة السلم للبلديات المجاورة كالثنية، تيجلابين وزموري، فقرر حمل السلاح في أولى جمرات العشرية السوداء سنة 1995 بعد إذ كان لمدة عام ينسق بسرية مع عناصر الجيش للقضاء على أوائل المنتمين للجماعة السلفية للدعوة والقتال، يواصل شقيقه الأكبر ''في سنة 1995 أقدمت جماعة إرهابية مسلحة على حرق محجرة سي مصطفى تكبدت خسائر تفوق 40 مليار وتشريد المئات من العائلات التي كانت تقتات منها، ليتقدم البطل الشهيد ليجعل تأمينها على عاتقه ويطالب بإعادة فتحها بعد أن قدمت له السلطات العسكرية 40 مسلحا من الدفاع الذاتي تحت مسؤوليته ليشق الدرب برفقة 08 أفراد من عائلة ''دباغي'' الذين قرروا حمل السلاح منهم من استشهد ومنهم من لايزال مصوبا سلاحه في وجه فلول العناصر الإرهابية''، وقد دفعت العائلة ثمنا باهظا لذلك وتشريدها من منطقة لأخرى بداية من فرارها من قرية ''بوخنفر'' التي تنحدر منها والواقعة بأعالي جبال ''اولاد اعلي'' ببلدية الثنية وتخريب جميع ممتلكاتها من منازل ومحلات تجارية وخيوط كهربائية من طرف الجماعات الإرهابية المسلحة، والتي لايزالت إلى يومنا تعاني الهجرة رغم مجهودات إعادة إعمارها، ثم رحيلها إلى حي سوناطراك ببومرداس ثم شاليهات سي مصطفى وأخيرا إلى مسكن لائق بذات البلدية. الفقيد أب مثالي وجدّ ل11 حفيدا عُرف الفقيد بتواضعه وبساطة حياته الخاصة مع أبنائه وبناته، تقول ''جميلة'' إحدى بناته ''لم أرَ والدي -رحمه الله- متشائما أو غاضبا بدون سبب لقد منحنا تربية وأخلاقا والحمد لله رغم كثرة عددنا 5 بنات و4 ذكور، وتمكن من تزويجنا جميعا ولم يتبق سوى أختي الصغرى وشقيقي عازبين، حيث أن فرحته لا تكتمل أيام الأفراح والأعياد إلا ونحن بأحفاده الإحدى عشر ملتفين حوله''، وقد أحس في آخر أيامه بدنو أجله عندما عندما أجاب بناته بشأن حالته ''لا أريد أن أقلقكم أنا بخير والحمد لله''. عميد المقاومين كان وراء الإطاحة ب''موح جاك'' وأبرز أمراء منطقة الوسط شارك ''عمي موح'' في أبرز عمليات الأمن العسكري على مستوى منطقة الوسط بشهادة المقربين منه مما جعله محط حقد وغل الجماعات الإرهابية المسلحة، على غرار العشرات من أمراء السلفية منذ بداية العشرية السوداء بمناطق الثنية، تيجلابين وزموري أمثال ''حلوان نور الدين'' المقضى عليه سنة 2009 أمير منطقة الوسط، ''تاجر محمد'' المدعو ''موح جاك'' المكلف بالاختطافات على مستوى كتيبة الأرقم قبل الإطاحة به شهر ماي 2008، هذا الأخير الذي أرسل في عدة مرات خطابات تهديدية ل''عمي موح'' يستفزه ويعده بقطع رأسه وجعله عبرة وسط مدينة سي مصطفى، وكذا العديد من أمراء سرايا الأرقم من عائلات ''خليفي''، ''هجرس'' و''قوري'' المنحدرين من قرية بوظهر وزموري. نجا أكثر من 5 محاولات اغتيال والجماعات الإرهابية كانت تخطط لاختطافه نجا الفقيد من محاولات اغتيال عديدة عن طريق قنابل يدوية الصنع تم زرعها في المسالك التي تعوّد على سلكها تارة وأخرى عن طريق إطلاق النار آخرها شهر رمضان الفارط عندما حاولت جماعة إرهابية استهدافه بعد صلاة التراويح وسط مدينة سي مصطفى، بعد أن كانت تتحين الفرصة لاختطافه وتعذيبه، حيث تلقى تهديدات بمحاولة اختطافه، لكنها فشلت، وقد توصلت التحقيقات الأولية إلى كون الإرهابيين ''ق.خالد'' و''خ.رضا'' المنحدرين من زموري وقرية بوظهر هما من نفذا الاعتداء، بعد أن ترصدا الضحية أمام المحجرة وأطلقا وابلا من النار عليه ثم فرا إلى وجهة مجهولة، في حين تتواصل التحريات لمعرفة شبكات الدعم التي كانت وراء نقل أخبار تحركاته للجماعات الإرهابية المنضوية تحت لواء كتيبة الأرقم.