اغتيل عشية أول أمس الجمعة أحد رجال الدفاع الذاتي رميا بالرصاص من طرف عناصر إرهابية اعترضت طريقه أثناء مروره بالقرب من مسجد قرية أولاد زيان التابعة إقليميا لبلدية لقاطة التي تبعد بحوالي 20 كلم شرق ولاية بومرداس. وذكرت المصادر التي أوردت الخبر أن الضحية وهو "ح. أحمد" البالغ من العمر 45 سنة، كان على متن سيارته من نوع "رونو كليو" خضراء اللون عندما تعرض إلى اعتداء إرهابي، وكانت الساعة في حدود السادسة مساء، حيث خرج من منزله الذي لا يبعد عن مكان الاعتداء سوى ببعض الأمتار، وعند وصوله إلى المنعرج القريب من المسجد بقرية أولاد زيان، اعترضت سبيله مجموعة مسلحة أطلقت عليه عيارات نارية أصابته على مستوى الوجه والبطن بينما كان داخل سيارته، حيث لفظ أنفاسه على الفور فيما لاذ الإرهابيون بالفرار نحو الغابة المجاورة للقرية. الضحية حسب مصادرنا، متزوج وأب لثلاثة بنات لا يتجاوز سن الكبرى منهن ال 11 سنة، كان ساعة اغتياله متوجها نحو منطقة أولاد علال أين يشتغل كحارس لدى مؤسسة سونلغاز، وكانت مهمته حراسة الأعمدة الكهربائية ذات الضغط العالي، ويعتبر من أقدم المقاومين حيث حمل السلاح منذ 1994، وقد تعرض والده إلى عملية اختطاف من طرف مجموعة مسلحة سنة 1995 بضواحي عين الحمراء بمنطقة برج منايل، وتبين فيما بعد انه اغتيل على يد نفس المجموعة حيث كان هو أيضا من المقاومين الذي رفعوا السلاح في وجه الجماعات المسلحة. وأضافت مصادرنا أن الضحية الذي يقطن بالقرية ذاتها، كان قد نجا من عملية اغتيال منذ أشهر، حيث هاجمته مجموعة مسلحة بينما كان مع رفقائه يحرسون الأعمدة الكهربائية بالمنطقة المسماة أولاد علال وبالضبط بمكان قريب من الغابة، وقد جرح حينها أحد زملائه بعد مقاومته للإهابيين الذين عادوا أدراجهم. وقالت مصادرنا أن من بين منفذي الاعتداء الذي استهدف أول أمس أحد أقدم المقاومين بالمنطقة، هم من أبناء المنطقة الذين التحقوا منذ سنوات بالجماعات المسلحة، ويرجح أن يكون من بينهم شقيق الإرهابي "جاك" الذي قضي عليه العام الماضي، والأمر يتعلق بالمدعو "زهير" الذي يشتبه في تورطه في عمليات مسلحة آخرها كانت بقرية الحاج احمد بزموري. تجدر الإشارة إلى أن قرية أولاد زيان التي لا تبعد عن مقر بلدية لقاطة إلا ببضع كيلومترات، تعتبر من أهم معاقل الجماعات المسلحة حيث التحق عدد معتبر من أبنائها بالعمل المسلح ضمن الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي حاليا، ويعتبر المدعو "موح جاك" أهم وأخطر عنصر من أبناء المنطقة، حيث يقف وراء عدة عمليات إرهابية استهدفت مقاومين، وعناصر من الحرس البلدي وحتى عناصر الأمن بمختلف أسلاكها، وقد تم القضاء عليه الصيف الفارط بضواحي سي مصطفى، ومن بين العناصر الأخرى الإرهابي المعروف باسم "مصطفى شباني" والذي تبين أنه منفذ العملية الانتحارية التي استهدفت مقر الأمن الحضري بالثنية نهاية جانفي 2008.