أقدم صبيحة أمس، انتحاري يقود شاحنة من نوع ''أتوس'' على استهداف فرقة من عناصر الجيش الوطني الشعبي بقرية الزعاترة، على بعد 3 كلم عن بلدية زموري، الواقعة شرق ولاية بومرداس، تسبب في استشهاد عنصرين من قوات الجيش الشعبي الوطني، وجرح أزيد من 26 آخرين من بينهم 4 مواطنين. وحسب مصادر متطابقة؛ فإن الإنتحاري الذي كان يقود سيارة من نوع ''أتوس'' معبأة بالمواد المتفجرة، انطلق بسرعة فائقة ناحية دورية لعناصر الجيش الوطني الشعبي، متكونة مما يقارب 20 شاحنة عسكرية، ومدفعية كانت في طريق عودتها من عمليات تمشيط مكثفة، وكلفت بسد الطريق أمام هذا الإنتحاري، بعد أن كانت قد شاركت في ساعة مبكرة من صبيحة في عملية تمشيط بغابات منطقة الزعاترة الممتدة كسلسلة جبلية نحو جبال بوظهر ببلدية سي مصطفى، التي تعتبر أحد أهم معاقل الجماعات الإرهابية المسلحة، المنضوية تحت لواء ''كتيبة الأرقم'' بهدف مسح المنطقة وتفكيك المخابئ والكازمات التي تعتمد عليها في شهر رمضان لنقل المؤونة الغذائية. وأمام عجز الإنتحاري عن الخروج من المنطقة التي يتواجد بها بسبب كثافة الحواجز الأمنية التي نصبها أفراد الجيش، فلم يجد من خيار إلا تفجير نفسه على إحدى الشاحنات المتوقفة في بمكان غير بعيد عن موقف الحافلات بقرية الزعاترة، الواقعة جنوب بلدية زموري على بعد 3 كلم، حيث انطلق بسرعة فائقة نحو إحدى الشاحنات التي كانت تقل عددا من الجنود في حدود الساعة الثانية عشر والنصف، تسبب في استشهاد جنديين وجرح 26 آخر، من بينهم 4 مواطنين كانوا بعين المكان كون الإنفجار وقع بقرية آهلة بالسكان، وقد تم نقل الجرحى إلى مصلحة الإستعجالات الطبية لكل من مستشفى الثنية وبومرداس، لتلقي الإسعافات اللازمة وجمع أشلاء جثة الإنتحاري التي تطايرت بعين المكان إلى غاية تحديد هويتها. الدّورية كانت تقلّ إرهابيا تائبا للتنسيق معه في تعيين مخابئ الإرهابيين أفادت مصادر موثوقة ل ''النهار''؛ أن دورية عناصر الجيش الوطني الشعبي، أقلت معها أحد الإرهابيين الذي كان قد سلم نفسه قبل أيام من شهر رمضان، وهو ''ق.كمال''، المكنى ''أبو العباس'' من مواليد سنة 1970، المنحدر من دوار حاج أحمد ببلدية زموري، بهدف التنسيق برفقته للتوصل إلى الكازمات والمخابئ المحملة بالمؤونة الغذائية التي تعتمد عليها العناصر الإرهابية الناشطة بالمنطقة وتدميرها. سيارة الإنتحاري تم سرقتها من مدينة زموري من قبل شقيق ''موح جاك'' وتعبئتها بمنطقة الإعتداء أفادت مصادر موثوقة؛ أن الشاحنة التي قادها الإنتحاري في هذه العملية الإنتحارية قام أول أمس، مواطن من مدينة زموري في ساعة متأخرة ليلا، بالتوجه لدى مصالح الأمن والتبليغ عن سرقة سيارته من نوع ''أتوس''، تحمل ترقيم ولاية بومرداس من قبل إرهابيين مسلحين، أحدهما تم التعرف عليه، وهو ''تاجر نور الدين'' البالغ من العمر 20 سنة، المنحدر من قرية أولاد زيان ببلدية لقاطة شقيق الإرهابي ''تاجر محمد'' المكنى ''موح جاك''، أخطر إرهابي بكتيبة الأرقم، الذي كان مكلفا باختطاف رجال الأعمال والمقاولين بالمنطقة، قبل القضاء عليه من طرف مصالح الأمن في كمين بمنطقة ''سيدي يحيى'' ببلدية سي مصطفى سنة 2008 ، حيث التحق اثنان من أشقائه بالعمل المسلح، عقب القضاء على ''جاك''، ورجحت مصادرنا؛ أن يكون مرافقه الإرهابي الذي لازال مجهولا هو الإنتحاري الذي نفذ الإعتداء. السكان يستنكرون العملية بشدّة .. والجرحى تم تحويلهم إلى المستشفى أبدى السكان المحليين بالزعاترة موقع التفجير الإنتحاري إستيائهم الكبير من العملية الإنتحارية التي إستهدفت قافلة الجيش وخلفت مقتل جنديين وجرح 27 آخر منهم أربعة أطفال، حيث سارع هؤلاء بعد تحويل الجرحى إلى المستشفى، قصد الإطمئنان عليهم، مبدين في الوقت نفسه إستياءهم الكبير ومطالبتهم من المصالح الأمنية والعسكرية على أعلى مستوى بالدولة، بتوفير الأمن والحماية من الإرهاب. حملة تمشيط وتشديد أمني عقب العملية الإنتحارية شنت قوات الجيش الوطني الشعبي حملة تمشيط واسعة النطاق بالمنطقة، مع تشديد أمني غير مسبوق بطرقات الولاية والولايات المجاورة، عقب العملية الإنتحارية، حيث تم نشر مئات الجنود بالغابات ومعاقل الإرهاب لمطاردة فلول الجماعات الإرهابية، وتتبع منفذي العملية من الإرهابيين المنضوين، تحت إمارة سرية زموري والتابعة لجند الهوال في التنظيم.