سيدتي نور، أنا فتاة قاربت الثلاثين من العمر، لدي شهادة جامعية عليا، لسوء حظي لم أنتفع بهذا العلم ولم يكن نورا بالنسبة لي، لأني فسقت و فجرت فجورا عظيما، لم أترك منكرا ولا معصية إلا اقترفتها، بدأت بالإنخراط في موقع خليع يعين على الفجور. والله إنّي لأشعر بحرقة حين أذكر عدد الزائرين لذلك الموقع، لقد وصلت أعدادهم إلى مئات الألوف والسبب ما يحويه من منكرات وأفلام فسق. وفي كل مرّة أحاول التّوبة، لكن أغلال الذّنب توقعني مرّة أخرى، وأشعر حينها أنّ الله يعذبني ولن يكتب لي التوبة، فأنا لا أستحق ذلك. سيدتي نور لقد أصبح أمسي وغدي متساوي، أرى الدّنيا سواد في سواد. أهملت كل شيء علاقاتي بأمي وأبي، إن رأيتهم فهي صدفة من صدف الحياة، لأنّي مشغولة بما سبق ذكره، لقد أصبحت حياتي جحيما لا يطاق، و يئست من كل شيء، حتّى أيقنت أنّي هالكة لا محالة. فأنا ممن خلقهم الله ليعذبهم، قد تعجبوا من حالي لكن هكذا أنا منذ ولدت وأنا في منكر ولا أرى إلا المنكر حتى الصلاة لا أعرفها، إني في المصائب والكوارث، أنا لا أريد شيئا من هذه الدنيا، غير تكفير عمّا فعلت. سيدتي وملاذي الأخير، أريد استبدال ملايين السيئات ولو بحسنة واحدة، فهل من سبيل لألتحق بطريق الحق وأتذوق حلاوة الإيمان؟ فايزة/ الوسط الرد: عزيزتي؛ أول شروط التوبة النصوح الندم واللوم، فمن بلغت نفسه هذه المرتبة، فهو على خير، ثم الإقلاع عن الذّنب والمعصية فورا، بعدها الإصرار على عدم العودة إلى سابق العهد. عزيزتي؛ لو بلغت ذنوبك عنان السّماء، ثم جئت ربك تائبة توبة نصوحا، ولم تشركي به شيئا لغفر لك سبحانه لأنّه غفور رحيم. عزيزتي من يحول بينك وبين التّوبة، إنّك تستطيعين أن تتوبي من معاصيك، طالما أنّ الشّمس لم تشرق من الغرب، فأدركي نفسك فورا وحاسبيها قبل أن تُحاسبين، وهنا أيتها النادمة أطلب منك ما يلي: أن تبتعدي عمّا يذكرك، أو يساعدك على المعصية سواء من الوسائل أو الأشخاص، وأنّ تحرصي على بناء نفسك من جديد، وابدئي بقراءة القرآن وتدبّر معانيه، واتخذي صديقات طيبات يعنك على طاعة اللّه. عزيزتي، انكسري أمام الله واخضعي له بالدّعاء وطلب المغفرة، واذرفي الدّموع، فإنّ الله جل وعلا غفور رحيم، وابتعدي عن القنوط فهو ليس من صفات المؤمن، وتأكدي أنّك أمام رب كريم قال: " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إنّ الله يغفر الذّنوب جميعا، إنّه هو الغفور الرحيم". عزيزتي؛ وأوصيك أن تستري ما فعلت، ولا تعلني ذلك أمام أحد، وسخري كل طاقاتك من الآن في مرضاة الله، فهذا دّليل على صدق التّوبة. أسأل الله أن يتقبّل منك ويلهمك سبيل الرّشاد. ردت نور