السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أنا شاب في الثلاثين من العمر، أعيش في وضع صعب جدا، جعلني لا أفكّر في شيء غير الموت، ومع ذلك فإنّي لا أريد أن أموت الآن! فأنا آمل من العلي القدير أن يغفر لي خطيئتي التي ارتكبتها. المشكلة هي أنّني أقمت علاقة حميمة مع امرأة تعمل معي، خلال الأشهر القليلة الماضية، لم تكن لدي نية لإقامة علاقة محرّمة إطلاقا، لكن السّبب الذي جعلني أتقرّب منها، هو أنّي أردت إقناعها بالعدول عن قتل نفسها، جراء مشاكلها الكثيرة، لقد كانت مقتنعة بفكرة الانتحار، وكانت تتعاطى العقاقير بجرعات عالية، كنت أحاول إقناعها وإرشادها، كي تعدل عن ارتكاب تلك المعصية "الانتحار"، وكنت أريد أن أبعدها عن الوقوع في النار، لكن العلاقة تطورت بسرعة، ولم تكن لدي النية لأقع في الفاحشة مع هذه المرأة المتزوجة. تقول إنّها تحبني لكني لا أصدقها، حتى أمر انتحارها كان حيلة لتتقرب منّي. سيدتي نور أردت الابتعاد عنها، بربط علاقة مع أخريات، لكني أدركت أنّي أعالج الخطأ بالخطأ وما بهذا تُحل الأمور المعقدة، فماذا أفعل؟ جلال / مغنية الرد: عليك أولا بالتّوبة إلى اللّه، فهذه المعصيةَ التي وقعت فيها، بسبب تساهلك في هذه العلاقات والخلوة بالنساء، وهي معصية تستوجب العقاب والعذاب، ثانيا اقطع العلاقة نهائيا مع تلك المرأة ومع أي امرأة أخرى أنت على علاقة بها، لأنّ أغلب هذه العلاقات تنتهِي بالوقوع في الفاحشة حتى وإن كانت في البداية كما تقول علاقات عفيفة، فإن الشّيطان يجري من ابن آدم مجرى الدّم، فلا يمكن أن تسمّى علاقة كهذه عفيفة أبدا. والآن عليك بالإسراع والمبادرة بالتوبة، وذلك بالنّدم على ما مضى والإقلاع عن هذه العلاقة والعزم الصّادق على عدم العودة إلى أي علاقات محرّمة أخرى، فهذه المرأة الخبيثة تحاول أن توهمك وتقنعك أنّك ارتكبت معها الفاحشة، حتى تتخذ ذلك وسيلة لارتكاب الفاحشة معها مرات أخرى، فلا تجعل الشيطان يستغل هذه الفرصة و يجعلك تيأس من رحمة الله، فيتمادى بك حتى يهون عليك أمر الوقوع في المعصية مرة أخرى والمداومة على فعلها، فتصبح لك التوبة أمر صعب، والشيطان حريص على أن يُمكن هذا الشعور منك، ولكن رحمة الله واسعة وقد جاء في قوله: " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهِم، لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا، إنّه هو الغفور الرحيم "، فإن الله عز وجل يغفر ذنب من صدق وأخلص توبته، فأكثر من الأعمال الصّالحة والصّلاة والإستغفار، وابحث عن رفقة طيبة، لتكون بديلا عن هذه العلاقات المحرّمة المشبوهة. أنصحك سيدي، باتخاذ الطّريق الشّرعي الذي تحفظ به نفسك، وهو الزّواج الذي تحمي به نفسك من الوقوع في الحرام. ردت نور