السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أنا قارئة وفية ل"النهار"، من وسط البلاد امرأة مثقفة وناجحة جدا في مجال عملي المليء بالرجال وأحظى باحترامهم، لما أنا عليه، وإن كنت لا أنال إعجابهم بسبب ثقتي بنفسي وإصراري على ما أؤمن به بما يتعارض مع أفكارهم، وفي سنوات قليلة، حققت ما لم يستطع غيري من الرجال تحقيقه، ولكنّي فشلت في إقامة علاقة جدية مع أحد، رغم محاولاتي البحث عن رجل بأتم معنى الكلمة، وكل ذلك لسبب قديم جدا، لأني تعرضت لبعض التحرشات الجنسية أثناء طفولتي، التي أثرت عليّ سلبا وأورثتني عادة سيئة تفاقمت مع الوقت، بحيث لم أعد عذراء دون علما منّي، كيف ومتى وبأي صورة، مما حدا بي إلى الإنغماس أكثر في ممارستها بصورة أكثر ضررا، وشيد ذلك سدا عاليا بيني وبين أي فكرة ارتباط. بحثت عن الرجل الذي قد يتفهم حالتي، ويتقبلني بدون أفكار سوداء أو شكوك، ولكني لم أجد في كل من تقدم لي تلك الصفات، التي أستطيع بها التأكد بأنّه لن يهينني متى ما اكتشف الحقيقة، حتّى اعتقدت أنّي وجدته، رجل أربعيني مثقف طلبني للزّواج، فوافقت وتزوجنا بسرعة بعد أشهر من مفاتحتي بالأمر، طلبت منه إمهالي فترة من الزمن لنتعرف على بعضنا أكثر، لكنه رفض فكشفت له المستور، وأعترف أنه تصرف إزاء ذلك بحكمة وصبر فلم يهينني أو يأذيني، وإنما قضينا فترة ما بعد الزواج بهدوء وسعادة. لكنه بعد ذلك تغير تحول إلى شخص آخر، تحقيقات مستمرة، وإصرار على أنني عاشرت رجالا قبله، وظلت هذه الفكرة المسيطرة على رأسه تحطم أحلامي يوما تلو الآخر، لقد أحببته وقبلت الزواج به، والآن أنا متزوجة منذ شهرين، ولكن حياتي أصبحت جحيما، فأنا أحبه، وأعرف أنه يحبني، ويقول:"لولا ذلك لكنت المرأة التي حلمت بها طيلة حياتي" أنا في حيرة من أمري سيدتي، لا أعرف ماذا أفعل فلا شيء يدور برأسي سوى فكرة الطّلاق. فريال/ الوسط الرد: عزيزتي؛ بداية أشكرك على هذه الثقة، وأتمنى أن أكون أهلا لثقتك، آملة أن تجدين بحوزتي ما سيحقّق لك السعادة والنجاح في حياتك الزوجية. إنّ النجاح في حل أي مشكلة، يتطلب أمورا أساسية أهمها الثقة بالنفس، والتخطيط الواقعي والصحيح للحل، والتصميم والصبر لتحقيق ذلك، بغض النظر عن حجم الصعوبات والعقبات التي ستواجهنا في هذا الطريق. بالنسبة لك عزيزتي، فإن كسب ثقة زوجك، وتصحيح نظرته تجاهك، يتطلب قبل كل شيء الثقة بأنّك قادرة على تحقيق ذلك، وهذه الثقة ضرورية جدا، فبدونها ستستمرين في لوم الذات، وتوقع الفشل، وستبقى فكرة الطلاق تراودك، رغم يقينك أنّها ليست حلا للمشكلة وإنّما هروب منها. إنّك لا تزالين في بداية الطريق، فلم يمر على زواجكما فترة طويلة، ورغم ذلك فقد نمى الحب في قلبيكما، وهذا دليل على أن ما بينكما هو أعمق من كونه رغبة مؤقتة يمكن أن تزول بسرعة، وهذا أمر أساسي يختصر المسافة، لكي يتعرف كل واحد منكما على الآخر بشكل أعمق، بعيدا عن الأوهام والتصورات والأحكام المسبقة. إنّ بذرة الحب هذه، هي التي تفتح الطريق لتحقيق الوئام وبناء الثّقة، وإزالة كل علامات الإستفهام التي تجول في فكر زوجك، وما عليك سوى اختيار المكان والوقت المناسب للحديث معه بشكل صريح، يكتشف من خلاله صدقك وصفاء نفسك، وتصميمك على الإخلاص له وحده، وهذا أقصى ما يطلبه الرجل من امرأة واعية مثلك. اطردي فكرة الطلاق، وأغلقي الباب أمام كل فكرة سلبية تراودك، وثقي بأنّك قادرة على تجاوز هذه المرحلة العصيبة رغم صعوبتها، بالتوكل على الله والصّبر والتصميم على النجاح، وشيئا فشيئا ستزول الشوائب التي تعكر علاقتكما، وسيكون الود بينكما وتنعمان بحياة زوجية هادئة ومستقرة، وكلي أمل بأنّك قادرة على تحقيق ذلك إن شاء الله. ردت نور